الجزائر
الخبراء ينتقدون قرارات الحكومة لتحسين واجهة البلاد

سبع بلديات بالعاصمة آيلة للسقوط

الشروق أونلاين
  • 5112
  • 12
الأرشيف

يصنف الخبراء المعماريون سبع بلديات في العاصمة، ضمن خانة المناطق الآيلة للسقوط بسبب هشاشة البنايات، ويؤكدون إمكانية تشييد أزيد من 5 آلاف وحدة سكنية ببلدتي بلوزداد وسيدي امحمد بعد إزالة البنايات المهترئة، وتحرير العشرات من الهكتارات، وبالتالي رفع الحجة عن السلطات المحلية بشأن قلة الوعاء العقاري.

وأثار اللقاء الذي ترأسه الوزير الأول عبد المالك سلال بمقر ولاية العاصمة يوم الخميس مع عدد من الوزراء بغرض إعادة تنظيم العاصمة وتهيئتها بما يتماشى مع مواصفات العواصم العالمية، حفيظة الهيئة الوطنية للخبراء والمهندسين المعماريين، بسبب عدم إشراكهم في اللقاء، بحجة أنهم الأكثر اطلاعا على المشاكل العمرانية للعاصمة وأزمة الوعاء العقاري، الذي حال دون إيجاد حل ناجع لأزمة السكن وكذا المرافق العمومية، وكذا القضاء على السكن الهش، ويؤكد في هذا السياق رئيس هذه الهيئة عبد الحميد بوداوود للشروق، بأن إعادة تهيئة العاصمة يتطلب أولا تصنيف البنايات القديمة بالعاصمة، لمعرفة عدد البنايات التي تستلزم الترميم، وتلك التي ينبغي إعادة بنائها والتي يجب هدمها وتشييد أخرى بدلها، منتقدا بشدة استغراق 22 سنة كاملة دون تحقيق ولا خطوة واحدة في مشروع ترميم مدينة القصبة ورد الاعتبار لها، رغم تصنيفها ضمن التراث العالمي.  

ووفق مختصين، فإنه ولا بلدية واحدة من ضمن 57   بلدية تضمها العاصمة  تمتلك إحصاءات دقيقة بخصوص الحظيرة السكنية، في حين أنه ينبغي أن تمتلك السلطات المحلية معلومات مفصلة بشأن كافة البنايات المتواجدة عبر إقليمها، منتقدين بشدة تخصيص 13 ألف مليار دج لإعطاء وجه جديد للعاصمة في ظل غياب استراتيجية ناجعة، ويؤكد عبد الحميد بوداوود بأن البناء الهش أضحى أكبر إشكالية تواجهاها سلطات العاصمة، مشككا في الأرقام التي تبين تطور الحظيرة السكنية عبر الوطن بعد الاستقلال، وفي تقديره، فإن تلك الأرقام التي يتم نشرها باستمرار مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، وهي تفيد بإحصاء  1.8 مليون وحدة سكنية سنة 62، وأكثر من 1.9 مليون سكن سنة 66، وحوالي 2.3 مليون وحدة سنة 77 ثم أكثر من 3.2 مليون وحدة سنة 87، و4.6 مليون وحدة سنة 98 و5.7 مليون وحدة سنة 2008.

وتعد بلديات الحراش وباب الوادي والمدنية والجزائر الوسطى وحسين داي وسيدي محمد  وبلوزداد إلى جانب جزء هام من بلدية عين البنيان الأكثر تضررا من البنايات الهشة بولاية الجزائر، لكون تشييدها يعود إلى العهد الاستعماري، ويؤكد المهندسون المعماريون بأن أزيد من 47 في المائة من البنايات التي تضمها هذه البلديات مهددة بالسقوط، وأنه في إطار عمليات الترحيل التي خصت عددا كبيرا من قاطني البنايات المهترئة سنتي 84 و85 والتي تم تصنيفها في الخانة الحمراء، لم يتم لحد الآن إزالة ولا واحدة منها، إذ ما تزال مستغلة إلى يومنا هذا، أي بعد 30 سنة من عملية الترحيل التي اعتبرت الأكبر والأهم منذ الاستقلال، والتي تم خلالها إعادة شاغلي تلك البنايات المهترئة إلى المناطق التي جاؤوا منها، بغرض محاربة النزوح الريفي، وضمان التوازن بين مختلف مناطق الوطن.

وتقترح هيئة المهندسين المعماريين القيام بشراكة بين القطاعين العام والخاص لإعادة ترميم البنايات الهشة، فضلا عن استغلال السكنات الشاغرة التي قدرتها الإحصائيات بأكثر من مليون وحدة سكنية، متسائلا عن كيفية الحديث عن النجاح في إنجاز مليون وحدة سكنية ضمن برنامج الرئيس، في ظل إحصاء 1456 مصعد معطل، بسبب عدم مرافقة هذا المشروع الضخم باستحداث ورشات لإصلاح المصاعد، علما أن مجلس الوزراء المصغر خرج بقرارات هامة، من بينها القضاء تماما على ظاهرة البنيات الهشة وتوزيع السكنات الجاهزة قبل نهاية السنة، وتحسين المرفق العام وإعادة النظر في تسيير المدينة، وإعادة الاعتبار للبنايات القديمة، بهدف تحسين واجهة البلاد وجعل العاصمة في مصاف العواصم العالمية.

مقالات ذات صلة