-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سبقتْنا بها زامبيا

سلطان بركاني
  • 3759
  • 0
سبقتْنا بها زامبيا

من الأخبار اللافتة التي تداولتها بعض المواقع الإخبارية في الأيام الأولى لشهر رمضان، القرار الذي أصدرته السلطات في “زامبيا” بحظر الغناء والرقص وقرع الطبول خلال شهر الصّيام، وتوعّدت بالقبض على المخالفين لهذا الحظر ومتابعتهم، وقد امتثل الشّعب الزّامبيّ -الذي يمثّل المسلمون 90 % منه- طوعا للقرار ولم تسجّل أي مخالفات في ليالي الشّهر الفضيل.

هذا القرار لا شكّ أنّه يمثّل بادرة في الاتّجاه الصّحيح، اتّخذته السّلطات الزّامبية لحفظ حرمة الشّهر الفضيل، ومنع أيّ سلوك أو مظهر يمكن أن يؤثّر في روحانياته، ويسبّب الإزعاج للصّائمين والقائمين، وهو إجراء يمثّل الحدّ الأدنى من الواجب الذي يفترض في الجهات المسؤولة في بلاد المسلمين أن تضطلع به على الأقلّ في أيام وليالي الشّهر المبارك، بدل الإصرار على شغل الرّأي العامّ في رمضان من كلّ عام بـ”قفّة الفقير” التي لا يزال بعض المسؤولين يرونها منّة تستحقّ أن يشكروا عليها، وبصولات بعض الجهات مع أئمّة التّراويح الذين يطيلون الصّلاة وينوّعون في القراءات ويطالبون بالأعطيات!.. نعم، من واجب الجهات المسؤولة أن تهتمّ بتوحيد الأمّة في مساجدها، وبخاصّة خلال الشّهر الفضيل، لكنّ الأوجب من هذا وذاك هو أن تهتمّ بمنع كلّ ما من شأنه أن ينتهك حرمة هذا الشّهر؛ فتضرب بيد من حديد على أيدي أولئك الطّائشين الذين دأبوا على استفزاز مشاعر الأمّة كلّ عام بانتهاك حرمة الصيام بإصرارهم على الإفطار جهارا نهارا، وتردع أصحاب الحانات والملاهي وعلب اللّيل وروادها الذين لا يرعون لرمضان حرمة، وتُلزم الجهات الأمنية بحفظ الآداب العامّة في ليالي رمضان وردع العابثين الذين يرفعون أصوات الغناء والموسيقى الصّاخبة من محلاتهم وسياراتهم ويصرّون على إزعاج المصلّين في المساجد وعلى أذية الأسر التي تخرج بعد الإفطار أو بعد التراويح لقضاء حاجياتها من الأسواق.

المفترض في الجهات المسؤولة أن تحفظ الدّين والأخلاق والآداب في رمضان وفي غير رمضان، لكنّ هذا الواجب يصبح أكثر إلحاحا في الشّهر الفضيل الذي يضطلع فيه شياطين الإنس بمهمّة شياطين الجنّ الذين صفّدوا في رمضان، ليُفسدوا على التائبين توبتهم ويقطعوا على القائمين خشوعهم ويجرّدوا الشّهر الفضيل من روحانياته.

لقد فعلتها زامبيا، الدولة المسلمة غير العربية، فهل ستفعلها الدول العربية المسلمة؟ وهل سنرى في قابل الأيام والسّنوات ما يدلّ على أنّ المسؤولين في هذه الدّول لا يقلّون غيرة على دينهم من المسؤولين في زامبيا؟.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!