-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سبوتنيك والسيارات

سبوتنيك والسيارات
أرشيف

هناك من يظن أن تصنيع الجزائر -إن تحقق الأمر طبعا- للقاح سبوتينيك الروسي المضاد لفيروس كورونا، هو على طريقة تركيب السيارات الذي سارت عليه الجزائر في العقدين الأخيرين، فأضاعت على نفسها الصناعة، وبقيت مجرد سوق لاستهلاك خُردة الدول الغربية من الحديد، والأمر في الدواء مختلف جملة وتفصيلا عما كانت تقترفه الجزائر من جرائم في حق نفسها بزعم تصنيع السيارات ونقل التكنولوجيا، وهي في الحقيقة تشتري بريع النفط السيارات، فتضع جزءا من المال في جيب الأجانب والجزء الآخر في جيب جزائريين بقلوب أجنبية.

تصنيع لقاح سبوتنيك حتى ولو تحقق بعد نصف عام، في وقت متأخر من تعاطي البشرية للقاح كورونا، بعد أن تجهِّز الجزائر مخابرها على مقاييس عالمية، يعدُّ فتحا علميا كبيرا في الجزائر المستقلة، قد يؤسّس فعلا لجزائر جديدة تسير على النهج الذي سارت عليه الصين والهند وتركيا وإندونيسيا، فقد اكتشفت الكثير من البلدان الفرق الشاسع بين صناعتها وما بلغته الدول المصنعة الكبرى، فانتقلت إلى الاستثمار الإيجابي الذي يحرّك علماء البلاد وخبراءها وليس رجال المال فقط، من أجل النقل الذكي للتكنولوجيا، ويتم تطبيق سياسة صارمة وواضحة في كل المجالات من أجل تصنيع ما تستهلكه شعوب هذه البلدان أولا، وتنتقل في خطوة ثانية إلى تصدير الفائض فتحقق لنفسها الأمن الزراعي والصناعي والعلمي.

وإذا كانت الجزائر تفتقر إلى مصانع سيارات حقيقية بل مجرّد مستودعات ضخمة يديرها تجار، فإنها في المقابل تمتلك صيدال، وهي شركة تاريخية محترمة بها العديد من الخبراء، الذين بإمكانهم أن يحققوا طفرة إنتاج اللقاح الخاص بكورونا في الجزائر، والقيام بثورة تصدير حتى وإن كانت آنية، ولكنها بالتأكيد ستكسّر جمودا صار البعض يراه قدرا محتوما.

إلى زمن قريب جدا لم يكن الأتراك يلبسون إلا ما رثّ من ثياب وشبع عرقا من أجساد الأوربيين والألمان على وجه الخصوص، فكانت رائحة “الشيفون” تزكم أنوف المارّين عبر محلات أنقرة التجارية وشارع تقسيم في اسطنبول، وهم حاليا يصدّرون الملابس بكل أنواعها إلى ألمانيا، بل ويصدِّرون لها النسيج وأجهزة الخياطة المتطورة، وكانت إندونيسيا تصدّر أبناءها من بنين وبنات، في قوارب الموت إلى الخليج العربي وأوربا بحثا عن لقمة العيش الذليلة، والآن صارت تصنّع القوارب والبواخر والطائرات وكل أنواع الغذاء وتبيعها لكل قارات العالم ضمن القوى الاقتصادية الكبرى، وتحوّلت الصين والهند في ظرف وجيز إلى بلاد لا تغرب عنها شمس المعارف والعلوم ببضاعتها التي تُباع في كل القارات، وكل هذه الرحلات الألفية، كانت تبدأ بخطوة، ولنجعل نحن أيضا تصنيع لقاح سبوتنيك الخطوة الأولى في رحلتنا الجديدة نحو تصنيع ما نحتاجه من مركب ومأكل وملبس، فكل ما احتاجته تركيا وإندونيسيا والصين والهند من إمكانات بشرية ومادية، يتوفر عندنا.. وربما يزيد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • كمال

    يا رجل اقرأ ما بين السطور فلقاح سبوتنك سيتم ( تصنيعه ) عن طريق استيراد المواد الاوليه من روسيا اي سيتم اعاده تعبئته تماما كما هو حال الكثير من الادويه المصنعه في الجزائر .