-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خبير في الموارد المائية يقترح وضع دراسات لحماية المدن من الفيضانات

“سدود توجيهية” لمنع إهدار مياه الأمطار والثلوج!

مريم زكري
  • 6034
  • 1
“سدود توجيهية” لمنع إهدار مياه الأمطار والثلوج!
أرشيف

بعد الأمطار الأخيرة المتساقطة في عدة ولايات، التي تسببت في فيضانات وسيول وانهيارات نتيجة المياه الجارفة، عاد خبراء في الموارد المائية لطرح إشكالية الثروة المهدورة من مياه الأمطار والثلوج، وكيفية استغلالها خاصة وأن الجزائر مصنفة ضمن خانة الدول التي تعاني من الجفاف بحكم موقعها الجغرافي بمنطقة شبه جافة، وكذا اقتراح خطة عمل لإنجاز سدود صغيرة تعمل على حماية المدن من أخطار الفيضانات والسيول.
أكد المختص والخبير في الموارد المائية حسان كريم في حديثه لـ”الشروق”، أن تساقط الأمطار والثلوج خلال الأيام الماضية غير معهود وتجاوزت معدلها الفصلي الذي تراوح بين 50 و200 ملم، رغم أنها أعطت مؤشرات إيجابية بخصوص تجاوز مخاوف الجفاف، بعد امتلاء المياه الجوفية وارتفاع منسوب المياه بالآبار والسدود التي امتلأت معظمها بنسبة 100 بالمائة على غرار سد بني هارون بولاية ميلة الذي بلغ ذروته وتجاوز حده الأقصى والمقدر بحوالي مليار متر مكعب، وكذا سد خراطة ببجاية، مشيرا إلى أن الفائض منها يصب بالبحر، ونوه المتحدث أن هذه التساقطات ستساهم لاحقا في اخضرار دائم بالمناطق الغابية التي تحميها من خطر الحرائق خلال فصل الصيف.
وعاد حسان كريم للحديث عن استغلال مياه الأمطار ورد الاعتبار لبعض الأودية، حتى لا تهدر هذه “الثروة” وتذهب المياه إلى البحر، من خلال توجيهها نحو السدود والمحميات والعمل على إنشاء سدود صغيرة أو ما يعرف بحسب المتحدث بـ”السدود التوجيهية”، قائلا إن هذه المشاريع تعتبر إستراتيجية مهمة لحماية المدن والقرى من خطر الفيضانات والسيول خاصة ونحن نعيش فترة من التغيرات المناخية، أين ستشهد المنطقة تساقطا معتبرا في الأمطار وفي غير أوقاتها أيضا، وهو ما يتسبب عادة في حدوث فيضانات وسيول جارفة ومتلفة للبنايات والأراضي الزراعية والمحاصيل بشكل أخص.
وأضاف محدثنا أن هذه السدود التوجيهية، تنجز عادة لحماية المدن من الفيضانات، وبحكم تواجد أغلب مدننا بالمنخفضات فهي معرضة دائما لأخطار السيول، ولابد من التحكم في مسار الأودية وتوجيهها نحو مناطق معينة، بحيث تسمح لها بالنفاذ في تجويفات أرضية لتجديد المياه الجوفية وعدم ضياعها في البحر، خاصة ونحن نعيش في منطقة شبه جافة ومعرض لخطر الجفاف مستقبلا. وأردف المتحدث أن هذه السدود الصغيرة غير مكلفة من الناحية المادية ولا تتطلب ميزانية كبيرة، فهي تبنى بالحجارة فقط، غير أنها تساهم بشكل كبير في حماية مدننا من الغرق، إلى جانب دورها المهم في حماية الثروة المائية وترشيدها بطريقة جيدة.
كما دعا الخبير إلى ضرورة تجديد شبكات الصرف الصحي وتوسيعها، إلى جانب الالتزام بالصيانة الدورية لها من قبل مصالح الديوان الوطني للتطهير، وأردف أنه لابد من العمل على وضع دراسات هيدروجولوجية باستعمال أجهزة متطورة على أعماق تزيد عن 2 كلم في بعض الولايات بالوطن للعمل على حماية المياه الجوفية من النقصان، خاصة التي تشهد تساقطا معتبرا للأمطار.

إنجاح مشاريع السد الأخضر للتحكم في تغيرات المناخ
وأشار المختص في مجال الموارد المائية إلى دور المهم الذي يلعبه التشجير ومشاريع السد الأخضر في التساقطات المطرية، وكذا التحكم في تغيرات المناخ والبيئة، وتعتبر الأشجار المثمرة وغيرها من النباتات الغابية بحسبه ذات أهمية كبيرة أيضا في جلب الأمطار، إذ تساهم في عملية إرشاد مياه الأمطار إلى مواقع المياه الجوفية تحت الأرض أو القريبة من السطح، مقترحا العمل على إنجاح مشاريع السد الأخضر بمرافقة ومتابعة دورية من مكاتب دراسات مختصة، والعمل من قبل السلطات والوزارات المعنية لإدماج المكاتب العاطلة في إنجاح المشاريع الكبرى الخاصة بالسدود والتشجير، وكذا وضع دراسات لانجاز مشاريع فلاحية تكون بعيدة عن مناطق الكوارث الطبيعية خاصة الفيضانات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • khanfous

    kalam fi alsamim