-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المجموعات النسائية سوق ضخم للتخلص من التصديرة والملابس القديمة

سرح لاقتناص الفرص بأقل الأثمان

نسيبة علال
  • 1596
  • 2
سرح لاقتناص الفرص بأقل الأثمان
بريشة: فاتح بارة

تحولت السوق الافتراضية، أو ما يدعى علميا بالتجارة الإلكترونية، إلى منافس شرس، يهدد كيان الكثير من محال بيع الألبسة النسائية، بحيث إن جمهور المتسوقات بتن يبحثن عن السلع التي يرغبن بها، عن طريق كبسات زر من المنزل، دون الحاجة إلى زيارة الأسواق، فالسلع عبر خدمات التوصيل المتنوعة والمتطورة باتت تطرق باب الزبون بعد ساعات أو أيام قليلة من تقديم الطلب عليها.          

هذه السرعة في الطلب والتلقي، والمجال الواسع جدا للانتقاء، يضاعف يوميا من أعداد الجنس اللطيف داخل المجموعات التجارية التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، فقد تحول هذا الفضاء الرحب مع مرور السنين وانتشار ثقافة التجارة الإلكترونية إلى سوق كبير يجلب إليه مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية مهما كان مبتغاها، إذ وحسب دراسة قام بها طلبة ماستر بكلية علم الإعلام والاتصال، بجامعة الجزائر 03 شملت بعض منتسبي ثلاث مجموعات نسائية تجارية ناشطة على موقع فايسبوك، وتضم كل منها أزيد من ستمائة ألف سيدة، تفيد إحصائيات الدراسة بأن نحو 35 بالمائة منهن سيدات عاملات، ولا يملكن الوقت للقيام بالتسوق، و22 بالمائة هن نساء ماكثات بالبيت ولا يسمح لهن بالخروج للتسوق، سواء بحكم العادات التي تتبناها أسرهن، أم بحكم المناطق التي يقمن بها، والبعيدة عن التجمعات التجارية. أما حصة الأسد من منتسبات المجموعات النسائية ذات الطابع التجاري، فهي من نصيب الفتيات المخطوبات والمقبلات على الزواج، أو العرائس الجدد، اللواتي يلجأن إلى هذا الفضاء الافتراضي الرحب بحثا عن الفرص، أي اقتناء أغراض ذات قيمة بأسعار منخفضة، مع الاستفادة من خدمة التوصيل.

البيع في المزاد الافتراضي مصير التصديرة

تنفق الأسر الجزائرية الملايين من مدخراتها لتحصل بناتها المقبلات على الزواج على ملابس فخمة ومميزة، لتظهر بها يوم زفافها، وبدل أن تحتفظ العروس بهذه القطع التي كلفتها وكلفت عائلتها الكثير من المال، تفضل الكثيرات التخلص منها بطريقة ذكية، وتفريغ الدولاب لملابس جديدة دارجة على الموضة بعد فترة قصيرة من الزفاف، لهذا فإن عرض التصديرة للبيع على المجموعات الفايسبوكية التي تضم أعدادا هائلة من السيدات المقتنصات للفرص، يعد الحل الأسهل والأمثل، حتى مع التنزيلات الرهيبة التي تمس أسعار ملابس التصديرة مقارنة بما تم إنفاقه عليها، تقول بهية من العاصمة: “بدأت رحلتي داخل المجموعات الإلكترونية التجارية بعد خطبتي، فقد كنت أبحث عن قطع جميلة ورخيصة تناسب ميزانيتي المحددة لتجهيزات زفافي، ثم بدأت أقتني كل أغراضي عبرها حتى مواد التجميل، وبعد الزواج، تحولت من زبونة وفية إلى بائعة، لقد تخلصت من تصديرتي التي أنفقت عليها الكثير، بعت كذلك الكثير من المكياج الذي فاق حاجتي قبل أن تنتهي مدة صلاحيته..”. وتضيف بهية بأسلوب مرح: “أحيانا أبيع حتى الأواني والأفرشة عندما أرغب بتغيير الديكور..”.

وتروي سوسن، فتاة مقبلة على الزواج، وهي طالبة أدب إنجليزي بجامعة بوزريعة، تجربتها مع مجموعات بيع الملابس، تقول: “وقتي ضيق جدا، بما أنني طالبة أحضر لرسالة تخرجي، وحفل زفافي الذي بعدها بمدة قصيرة، لهذا لا يمكنني الذهاب إلى السوق، خاصة أنني وجدت عبر الإنترنت فرصا لا تضيع، فقد ابتعت كراكو للتصديرة، لبس مرة واحدة، بنصف مبلغه الأصلي، وحصلت على قفطان مغربي الصنع عن طريق طلبية تصلني عبر البريد..”. امتنان السيدات الراغبات في التسوق أو البيع قبل أو بعد الزفاف، لما تقدمه هذه المجموعات، لا يقل عن امتنان الفتيات صعبات المزاج والانتقاء، اللواتي لا يجدن بالمحلات والأسواق ما يرضي غرورهن، وهوسهن بالموضة وامتلاك قطع فريدة جدا وتحت توقيعات ماركات معروفة، تقول ليليا: “لا أحب أن أرى فتاة أخرى ترتدي صنف ملابسي، لذلك لا أقتني من السوق العامة، وأبحث دائما عن بائعات عبر المجموعات، يجلبن ملابس من تركيا أو دول أوروبية حتى أختار القطع التي تشكل خزانتي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • BELARBI.M.A

    إرتفاع ثمن مُختلف السلع و الخدمات سببه الرئيسي المضاربون و الوسطاء،إذا إتسع إستخدام التجارة عن طريق السوق الإفتراضي فهذا كفيل بالقضاء على مُفتعلي الغلاء و تُصبح المنافسة حافزا لخفض لكسر الأسعار

  • Asslinour1@gmail.com

    اعتقد ان كلمة سرح تكتب بالصاد وليس بالسين. صرح من صروح العلم. وليس سرح