الرأي

سعادة شعب

عمار يزلي
  • 2535
  • 6

من قال بأن الشعب الجزائري من أسعد الشعوب، فقد صدق وإن كذب، ومن قال غير ذلك، فقد صدق ولو كذب. نعم، الشعب الجزائري من أسعد الشعوب إن لم يكن أسعدها على الإطلاق، ولهذا ينتشر عندنا اسم: سعدي، سعاد، سعدية، سعيد، مساعدية، مسعد، مسعود، ما مسعودة، خليدة مسعودي، يسعد، سعد الله، بومسعود…

 ولا ينافسنا فيالسعدإلا المملكة العربية السعودية: الشعب الجزائري غني ويتظاهر بالفقر، فقير ويتظاهر بالغنى.. “ما قاريش ويقول قاري،ماشية شابة وترى نفسها خير من أنجيلا جولي، شْباب ويقول علاه كيرك دوغلاس خير مني؟ يخلص مليون ويلبس عشرة، يسكن في كوخ وعنده تلفيزيون بلازما، يجوع ويشري لوطو، ملياردير ويقول علاه بيل غيتس خير مني.. لافام مدي ميناج تسافر إلى الخارج أكثر من وزير الخارجية.. الكل يطلب التأشيرة ويخسر عليها ويقول ما خسرتش.. لا يعمل، ومع ذلك جيوبه ملآنة دوما، الدولة تقلش فيه، تعطيه السكن إذا بكى، وتزيد له في الخلصة إذا اشتكى! تطلب من الشرطي ألا يستعمل العصا ضد من عصى.. الجزائري يحرق السطوب ولالين جونويدوبلي آغوش وما يستعرفشبالبريوريتي آدرواتويستطاصيوني وين ما رشقتله حتى فوق الطروطوار. لماذا؟ لأنه يرى أن القانون لا يُطبق إلا على الفقير.. ولأنه، لا يريد أن يكون فقيرا.. فلا يطبق القانون، حتى لا يقال عنهماعنده كتاف“. مع ذلك، إذا وقع في المصيدة، يعرف كيف يخرج كالإبرة من العجينة: وثيقة الألف أو 200 دينار مع الوثائق..واثق منها أنها إذنٌ بالمرور، الشرطي أو الموطار.. يفهم.. وعين شافت وعين ماشافتش“.. وهكذا.. الجزائريلا يخاف دركا ولا يخشى“.. أوليست هذه سعادة دار الدنيا؟

غفوتُ على مقود سيارتي وأنا في فيروج أحمر (الجزائري يقول عنالفيروج“..أنه أخضر أو أصفر حتى ولو كان أحمر!) من قلة النوم، وإذا بي أجد نفسي وكأنني في الجنة وقد دخلها الجزائريون فقط. قلت في نفسي: هذه دار السعادة لا يدخلها إلا سعيد، حتى أنا كنت هنا رغم أن اسمي ليس فيه أي ريحة سعد. سألت فقيل لي: كل الجزائريين غيروا أسماءهم.. واليمنيون أيضا.. باعتبار أنهم من أهلاليمن السعيدمع أنهم اليوم في الشقاوة ينعمون. الجزائريون أرادوا أن تكون لهم الجنة لوحدهم، فهتف هاتف يقول: اسمعوا.. هذه ليست جنة المتقين كما تعتقدون، بل هي بلدكم الجزائر وقد تحوّلت إلى جنة بفضل زيادة النفط وقلة الشفط، لقد تاب النهّاب عن النهب، فصارت الثروة لكم، بعدما كانت لهم.. والآن تنعموا بها كيفما شئتم لأنكم.. تستاهلوا كل خير أيها الشعب السعيد.

 

وأفيق على أصوات زعيق العجلات والسب والشتم والكلاكصون.. لأني تأخرت عن الإقلاع من أمام السطوب عشر ثواني فقط

مقالات ذات صلة