-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سعادة شعب

عمار يزلي
  • 2534
  • 6
سعادة شعب

من قال بأن الشعب الجزائري من أسعد الشعوب، فقد صدق وإن كذب، ومن قال غير ذلك، فقد صدق ولو كذب. نعم، الشعب الجزائري من أسعد الشعوب إن لم يكن أسعدها على الإطلاق، ولهذا ينتشر عندنا اسم: سعدي، سعاد، سعدية، سعيد، مساعدية، مسعد، مسعود، ما مسعودة، خليدة مسعودي، يسعد، سعد الله، بومسعود…

 ولا ينافسنا فيالسعدإلا المملكة العربية السعودية: الشعب الجزائري غني ويتظاهر بالفقر، فقير ويتظاهر بالغنى.. “ما قاريش ويقول قاري،ماشية شابة وترى نفسها خير من أنجيلا جولي، شْباب ويقول علاه كيرك دوغلاس خير مني؟ يخلص مليون ويلبس عشرة، يسكن في كوخ وعنده تلفيزيون بلازما، يجوع ويشري لوطو، ملياردير ويقول علاه بيل غيتس خير مني.. لافام مدي ميناج تسافر إلى الخارج أكثر من وزير الخارجية.. الكل يطلب التأشيرة ويخسر عليها ويقول ما خسرتش.. لا يعمل، ومع ذلك جيوبه ملآنة دوما، الدولة تقلش فيه، تعطيه السكن إذا بكى، وتزيد له في الخلصة إذا اشتكى! تطلب من الشرطي ألا يستعمل العصا ضد من عصى.. الجزائري يحرق السطوب ولالين جونويدوبلي آغوش وما يستعرفشبالبريوريتي آدرواتويستطاصيوني وين ما رشقتله حتى فوق الطروطوار. لماذا؟ لأنه يرى أن القانون لا يُطبق إلا على الفقير.. ولأنه، لا يريد أن يكون فقيرا.. فلا يطبق القانون، حتى لا يقال عنهماعنده كتاف“. مع ذلك، إذا وقع في المصيدة، يعرف كيف يخرج كالإبرة من العجينة: وثيقة الألف أو 200 دينار مع الوثائق..واثق منها أنها إذنٌ بالمرور، الشرطي أو الموطار.. يفهم.. وعين شافت وعين ماشافتش“.. وهكذا.. الجزائريلا يخاف دركا ولا يخشى“.. أوليست هذه سعادة دار الدنيا؟

غفوتُ على مقود سيارتي وأنا في فيروج أحمر (الجزائري يقول عنالفيروج“..أنه أخضر أو أصفر حتى ولو كان أحمر!) من قلة النوم، وإذا بي أجد نفسي وكأنني في الجنة وقد دخلها الجزائريون فقط. قلت في نفسي: هذه دار السعادة لا يدخلها إلا سعيد، حتى أنا كنت هنا رغم أن اسمي ليس فيه أي ريحة سعد. سألت فقيل لي: كل الجزائريين غيروا أسماءهم.. واليمنيون أيضا.. باعتبار أنهم من أهلاليمن السعيدمع أنهم اليوم في الشقاوة ينعمون. الجزائريون أرادوا أن تكون لهم الجنة لوحدهم، فهتف هاتف يقول: اسمعوا.. هذه ليست جنة المتقين كما تعتقدون، بل هي بلدكم الجزائر وقد تحوّلت إلى جنة بفضل زيادة النفط وقلة الشفط، لقد تاب النهّاب عن النهب، فصارت الثروة لكم، بعدما كانت لهم.. والآن تنعموا بها كيفما شئتم لأنكم.. تستاهلوا كل خير أيها الشعب السعيد.

 

وأفيق على أصوات زعيق العجلات والسب والشتم والكلاكصون.. لأني تأخرت عن الإقلاع من أمام السطوب عشر ثواني فقط

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • بدون اسم

    مقال رائع به رسائل قوية بأسلوب جزائري ساخر
    هي فعلا حقيقة الجزائري مشكل من مجموع هذه التناقضات
    لكن لأظن هذه شخصية الجزائري منذ 1999 إلى غاية اليوم

    يا سي يزلي الركبة مايلة منذ 1962 و عليه لا بديل إلا الشرعية و الديمقراطية انتخابات حرة نزيهة و شفافة الفصل بين السلطات و استقلال القضاء و استقلال الاعلام باعتباره سلطة رابعة تشكف عورات كل السلطات
    في غياب ذلك فالتناقض مستمر و الجزائري لا يعرف إن كان سعيد أم شقي

    لأن الحق دولة و الباطل جولة

  • فقيقر سعيد

    و الله راك تخمم كيما نخمم انا هو استخدام المساجين في الفلاحة و البناء لكي يرضى بهاد المهنة وبعد خروجهم يتم ترسيمهم فيها و مع تطبيق الشريعة الاسلامية و الاعتماد على النظام الاشتراكي 60 بالمئة والباقي راسمالي و هكدا لا يكون فقاقير ولامظاهير يكون المجتمع كاسنان المشط لوكان نطبقها يبقاو من اوروبا يحرق عندنا

  • الشيخ الخطيب

    الجزائرون لو نادى منادي انكم كلكم ستدخلون جنة الخلد لوجدتهم يتدافعون في باب واحد يدوسون بعضهم بعض يتشاجرون و يسب بعضهم الاخر ثم يتدخل الاخر انعلو الشيطان وهو قصده ان يرى مزيدا من الضجة لا يفك النزاع
    شعب يحب الاحزان يتفنن في خلق المشاكل ادا رآك احدهم بلا مشاكل يخترع لك مشكلة ابتدأ من وزيرة التربية الى جيرانك الى اهل البيت الواحد

  • مواطن

    لو أنهيت كلامك بما يليق الختم به لنهضت حقا من نومك وأنهيت سبات الغافلين الغارقين في الأحلام.لكن الناس تمرسوا على الشبهات واستحلوا مسرحهم فأضحت الأقنعةمن طباعهم والتصقت بأفكارهم فلم يفرقوا بين الحق والباطل بل هم يعتقدون أنهم على حق وتخلوا عن الكتب ولو تغنوا بما فيها من عظات"وإذا أردناأن نهلك قرية آمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"(ص)أراك تتمتم بين شفتيك"هذا راه يخرف"لكن ردي على من يغمز"وتلك الأيام نداولها بين الناس"(ص).لا البترول ولا أحد دائم وما يبقى في الواد غير أحجاره.

  • عبد الحميد مجيدي

    لا فض فوك يا أستاذ عمــــار. نحن نتابع مقالاتك بشغف لتفريج الهم والغم والترويح والتفرويحعن النفس، وكأننا نقرأ مقالات بديع الزكمان الهمذاني أو الحريري فأنت فعلا حريري المغرب العربي وبديع ابداع الجزائر، نتمنى لك التوفيق والتفوق والنجاح في هذا الميدان فبقدر ما تعالج قضايا اجتماعية وسياسية فأنت تعالج أجناسا أدبية

  • tiktak

    الحل الزراعى هو:
    مشروع عملاق تحت وصاية الدولة(اقصد المسؤولون النزهاء طبعا)
    -اليد العاملة: انا اقترح منهج جديد هو:
    استخدام المساجين الذين ينعمون بالراحة في السجن..حيث يعملون فى الاعمال الشاقة الى يبدء بها كل مشروع فلاحي او بناء ...الخ
    لكن تحت الحراسة والمراقبةالمشددة و منح المساجين اجور معقولة..يستفيدون منها بعد انقضاء العقوبة
    (اقصاء الارهابيين ومرتكبي جرائم القتل من هذا المخطط)
    وبعد نهاية المساجين من تهيئة الارضية لكل مشروع ..ياتي دور الشباب المبدع و المتحصل على ديبلومات من جامعيين وتكوين مهنى