-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الطلبة الأمريكان: لكل فرعون موسى!

الطلبة الأمريكان: لكل فرعون موسى!

تفرعن الصهاينة ومعهم الأمريكان على المستضعفين من إخوتنا في فلسطين، دمَّروا كل ما يرمز للحياة لديهم، لم يتركوا سلاحا إلا واستخدموه حتى الجوع والعطش.. كل الوسائل مبررة لأجل محاولة تأكيد ربوبيتهم المزعومة.. كما قال فرعون أنا ربكم الأعلى.. أرادوا من خلال الإبادة بكل صورها ومن خلال استخدام أرقى التكنولوجيات فرض سيطرتهم ومنطقهم على العالم أجمع، بل ومنع أي كان من الجهر بنصرة المظلومين وإلا عوقب عقاب المجرمين.. في محاولة أخرى لتأكيد ألا صوت يعلو على صوتهم وأنهم في آخر المطاف هم الأعلى… بدا لهم هذا قريبا وهم يَشرعون في ذبح النساء والأطفال في غزة، وهم يزيدون من آلام أصحاب الأرض الرافضين للمغادرة، وظنوا أن ساعة تحقيق مأربهم باتت قريبة ينتظرون  فقط لحظة الإعلان عنها.

وأن أسلحتهم وقوتهم النارية ستُمكِّنهم من هذه اللحظة بعد أن أعطتهم المقاومة دروسا في الصمود والصبر والقدرة على المواجهة وإلحاق الأذى بقواتهم المهزومة، فأعلنوا قبل أيام قليلة عن تخصيص 29 مليار دولار أخرى إضافية لجيش الكيان المهزوم لِيُعدِّل ميزان القوة ويحسم لحظة النصر.. وصرّح الرئيس الأمريكي مباشرة بعدها أن المساعدات المالية والأسلحة ينبغي ألا تنتظر أياما، بل ساعات لتصل… في محاولة أخرى منه لعله يُعيد تجديد النهج الفرعوني القائم على الإفراط في استخدام قوة القتل والبطش والتنكيل… فإذا بموسى يأتيه من حيث لا يحتسب.. من داخل داره، من أبنائه، بل من نخبة أبنائه: طلبة جامعاته.
ساعات قليلة بعد الإعلان عن ترسيم الشروع في إرسال الدعم العسكري والمالي الجديد، إن لم يكن في اللحظة ذاتها ينفجر طوفان الجامعات الأمريكية داعما المقاومة الفلسطينية وصادحا بحرية فلسطين..
من كولومبيا شرقا، إلى كاليفورنيا غربا ومن متشيغان شمالا إلى فلوريدا جنوبا، كل الجامعات تتحرك كرجل واحد حاملة شعار فلسطين حرة.. فلسطين حرة. عشرات الجامعات الكبرى التحقت بالركب، اليوم، والاتجاه يسير نحو الارتفاع في حركة شبيهة بتلك التي عرفتها الجامعات الأمريكية خلال الحرب على الفيتنام.. تَرفع مطالب هي ذاتها مطالب الفلسطيني وتُطالب بقطع الحبل السري الأمريكي المُغذِّي للكيان منذ عقود من الزمن.. وكل المؤشرات تدل أن ما يحدث بالجامعات الأمريكية اليوم ليست ظاهر مؤقتة ستنطفئ مع مر الأيام إنما هو اتجاه واضح على أن المستقبل ليس لهذه الدول الظالمة والمعتدية المُعتَدَّة بقوتها المفرطة، إنما هو لأصحاب الحق من المستضعفين الذين جاء موقف الجامعات الأمريكية الداعم لهم كمدد مادي ومعنوي ذي قيمة لم يكن منتظرا..
وهذا الذي من شأنه أن يشكل الفارق بعد حين بين الظالم والمظلوم ويغير من طبيعة معادلة الصراع بذات الطريقة التي تم بها تغيير المعادلة بين موسى وفرعون.. وإن غدا لناظره قريب…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!