-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نصر مطلق على الأطفال والنساء!

حسين لقرع
  • 473
  • 0
نصر مطلق على الأطفال والنساء!

تجاهل رئيس وزراء العدوّ الصهيوني بنيامين نتنياهو قبول “حماس” مقترح اتفاق وقف إطلاق النار الذي عرضه الوسطاء، وشرع في غزو رفح بهدف القضاء على الكتائب الأربعة المتبقّية هناك من مجموع 22 كتيبة بغزة، ومن ثمّة تحقيق ما وصفه بـ”النصر المطلق”.
مضّت سبعة أشهر كاملة على حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال على غزة، وإذا كان هناك “نصر مطلق” حقّقه إلى حدّ الساعة، فهو يتمثّل في قتل 34 ألف مدني بكل وحشية، منهم 14 ألف طفل و10 آلاف امرأة، فضلا عن الكثير من الشيوخ والأطباء والممرضين والصحافيين وعمال الإغاثة وباقي العزّل الذين دمّرت البيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز الإغاثة الدولية على رؤوسهم، كما يتمثّل في التجويع الممنهج لـ2.3 مليون فلسطيني، وفي تدمير البنية التحتية لغزة لتصبح منطقة غير صالحة للحياة، ومن ثمّة، تحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم سنوات طويلة بعد الحرب بعد أن فشل في تهجيرهم خلالها، انتقاما من المقاومة التي مرّغت أنفه في التراب في غزوة 7 أكتوبر المباركة وفي المعارك اليومية التي تجري في مختلف مناطق غزة منذ سبعة أشهر كاملة، وانتقاما من المدنيين الفلسطينيين الذين أبدوا تشبّثا أسطوريا بأرضهم وأفشلوا مخطّطه بتهجيرهم إلى سيناء.
هذا هو “النّصر المطلق” الذي حقّقه نتنياهو، وقد يدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكّرة اعتقال دولية بحقّه وكبار معاونيه السفّاحين أمثال غالانت وغانتس وإيزنكوت وهاليفي، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة وجرائم ضدّ الإنسانية، وستقضّ هذه المذكرة مضجعه وتقيّد حرّية سفره إلى الخارج، أمّا المقاومة في غزة، فهي بخير وصامدة في رفح ووسط غزة وشمالها برغم كلّ ما يشيعه نتنياهو عن القضاء المزعوم على 18 من كتائبها، وهي تواصل الاشتباك مع الاحتلال يوميا، وتطلق الصواريخ على مستوطناته، وقذائف “الهاون” على تجمّعات جنوده، وتقنصهم كالأرانب، وتنصّب لهم الكمائن الناجحة، وتدمّر آلياتهم، وتوثّق ذلك كلّه بالصّورة والصّوت، فكيف يحدث هذا كلّه لو كان جيش الاحتلال قد أباد 18 كتيبة كاملة من كتائب حماس؟
يكفي فقط متابعة ما يجري في محور نتساريم يوميا لمعرفة مدى ورطة جيش الاحتلال؛ فقد وقع هناك بين طرفي كمّاشة، وأصبحت المقاومة تقصفه من الشمال والجنوب معا بقذائف “الهاون” وتنزل به أفدح الخسائر التي يحاول جاهدا التكتّم عليها.
الكثير من السياسيين والمحللين والإعلاميين الصهاينة يؤكدون يوميا أنّ حديث نتنياهو عن إمكانية تحقيق “النّصر المطلق” من خلال غزو رفح، والقضاء على “حماس”، وقتل كبار قادتها، وإسقاط حكمها، وتحرير الرهائن بالقوة، هو مجرّد هراء وأراجيف ترمي إلى تخدير الجبهة الداخلية وبيع الأوهام لها، ومواصلة الهروب إلى الأمام لتمديد حياته السياسيّة، أمّا حقيقة الميدان، فهي الهزيمة الإستراتيجية لجيش الاحتلال، وصمود المقاومة في رفح كما صمدت في غزة كلّها وأجبرته على سحب معظم ألويته وجنوده.
ما فشل نتنياهو في تحقيقه بأراضي غزّة كلّها لن يحقّقه في منطقة رفح الصّغيرة، وكلّ ما يستطيع فعله هناك هو ارتكاب المزيد من المجازر وتعميق معاناة المدنيين وتجويعهم أكثر، خاصة بعد إغلاق معبر رفح، في محاولة يائسة لدفع “حماس” إلى تقديم تنازلات كبيرة في أيّ صفقة قادمة لتبادل الأسرى، ولعلّ هذا ما قصده قادة الأجهزة الأمنية الصهيونية الذين اجتمعوا في الأيام الأخيرة ودرسوا مسارات الحرب ومآلاتها في القطاع، ووصلوا إلى نتيجة بالغة الأهمية مفادها أنّ “حرب غزّة وصلت إلى طريق مسدود”، وهذا يعني باختصار أنّ نتنياهو سيهزم في رفح أيضا كما هزم في شتى أنحاء غزّة، ويجثو على ركبتيه كما توعّده أبو عبيدة قبل نصف عام، وينتهي سياسيا ويساق إلى المحاكم والسجون، بعد أنّ يحقّق للمقاومة أبرز شروطها: وقف شامل للحرب، وانسحاب جيش الاحتلال كلّيا، وحرّية عودة النازحين جميعا، وصفقة تبادل مرضية للأسرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!