اقتصاد
فتح مكاتب صرف معتمدة للعملة أصبح ضرورة ملحّة في الجزائر

سعر اليورو يعاود ارتفاعه بسبب موسم الحج والعطلة الصيفية

عصام بن منية
  • 30145
  • 18
ح.م

عاود سعر صرف اليورو ارتفاعه أمام الدينار الجزائري في السوق الموازية عبر مختلف ولايات الشرق، حيث بلغ سعر بيع 1 يورو نهار الأربعاء، في بعض الولايات مبلغ 200 د.ج، فيما تجاوزه في مناطق أخرى التي عرفت ندرة في العملة الصعبة، ووصل إلى حدود 210 د.ج.

وقد أرجع بعض تجار العملة في السوق السوداء سبب ارتفاع سعر صرف اليورو هذه الأيام مجددا إلى تزايد الطلب على الصرف، لآلاف الجزائريين الراغبين في مغادرة التراب الوطني باتجاه بلدان أخرى، خاصة منهم الحجاج المتوجهين إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، وكذا باقي المواطنين الذين حجزوا في الفنادق والمنتجعات السياحية في بعض البلدان الأخرى، لقضاء أيام من العطلة الصيفية، على غرار تركيا وتونس، وهو ما رفع من حدّة الطلب على صرف العملة الصعبة في السوق الموازية، وارتفاع سعره مقارنة مع الأيام القليلة الماضية، التي عرف فيها سعر صرف اليورو تراجعا نسبيا وصل إلى حدود 180 د.ج. كما أن غياب مكاتب صرف معتمدة للعملة في الجزائر، وتقلص منحة السفر السنوية في الوكالات البنكية والتي لم تعد تتجاوز مبلغ105 يورو مقابل 15420 د.ج، أثّر بشكل مباشر على تراجع قيمة الدينار الجزائري، التي أضحت جد ضعيفة مقارنة بباقي العملات الأجنبية.

ورغم الاحتياطات والإجراءات الأمنية المتخذة على مستوى الموانئ والمطارات ومراكز العبور البرية، لوقف عمليات استنزاف العملة الصعبة ونقلها إلى خارج الحدود بطرق غير قانونية، من طرف بعض العصابات المختصّة في تبييض الأموال وتهريبها نحو الخارج. وقد ذكر بعض تجار العملة في السوق الموازية أن انخفاض سعر اليورو في الأيام الماضية كان بسبب تراجع الطلب على الصرف، ما أحدث ركودا في نشاطهم وجعلهم يعرضونه بمبالغ أقل مما عليه الآن، ليعاود ارتفاعه مجددا مع زيادة الطلب على عمليات الصرف في السوق الموازية من طرف الحجاج والمسافرين لقضاء عطلتهم الصيفية خارج الوطن، وحتى بعض المرضى المتوجهين إلى الخارج بغرض العلاج أو إجراء عمليات جراحية في المستشفيات الخاصة في تونس وتركيا أو حتى الصين.

وتشهد الحدود الجزائرية التونسية هذه الأيام حركة كبيرة للمسافرين المغادرين للأراضي الجزائرية باتجاه تونس لقضاء أيام من العطلة الصيفية في المركبات السياحية، حيث تراوح معدل المغادرين في الأيام الأخيرة وتحديدا بعد المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية بين 2500 و3000 شخص في اليوم الواحد عبر المراكز الأربعة بولاية تبسة، ومثلهم تقريبا من الوافدين من الأراضي التونسية باتجاه الأراضي الجزائرية غالبيتهم من التونسيين الذين اعتادوا التسوّق في المدن الجزائرية خاصة منها تبسة، عين امليلة، تاجنانات وحتى قسنطينة والعلمة بولاية سطيف، لاقتناء بعض السلع وإعادة بيعها في تونس. وقد عرفت العملة التونسية انتعاشا في أسعارها على المناطق الحدودية ووصل سعر صرفها أمس بولاية تبسة 61.5 دينار جزائري مقابل 1 دينار تونسي، فيما تراوح سعرها خلال الأيام الماضية بين 58 د.ج و60 د.ج.

مقالات ذات صلة