-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سفير بلا حدود

الشروق أونلاين
  • 2327
  • 0
سفير بلا حدود

سالم زواوي

تصريحات السفير الأمريكي في المدة الأخيرة حول حط رحال “القاعدة” بالجزائر وتنبئه بعودة العمليات الإرهابية وما تلاه من تحذير السلطات الإسرائيلية لرعاياها بعدم السفر إلى الجزائر، وما أحاط ذلك من صمت السلطات الجزائرية وعزوفها عن الرد، تشعرنا وكأننا في دولة مثل الصومال أو أضعف من الصومال، مادام السفير الأمريكي يتحدث باسم السلطات الجزائرية أو مكانها.وبطريقة ليس من شأنها بث الشكوك والبلبلة في أوساط الرأي العام الداخلي والدولي حول أوضاع الجزائر والتشكيك القاتل في الأوضاع الأمنية العامة للبلاد، وفي ما بذل من جهد وتضحيات من أجل استتباب هذه الأوضاع واسترجاع مصداقية الجزائر في الخارج.

الواضح من تصريحات السفير الأمريكي وتناغم التصريحات الإسرائيلية معها أن ثمة مخططا إسرائيليا أمريكيا لزعزعة أوضاع الجزائر في إطار ما أصبح البيت الأبيض الأمريكي يسيمه بإحداث “الفوضى الخلاقة” من أجل الإنتصار للمشروع الأمريكي الصهيوني القاضي بإحداث شرق أوسط جديد أو عالم عربي ـ إسلامي جديد خاضع لسيطرة هذين الحليفين؛ ولكن ما يدعو إلى الدهشة هو صمت السلطات الجزائرية التي لم تكلف نفسها حتى عناء استدعاء السفير الأمريكي للإستفسار والإحتجاج كما هو معمول به دوليا في مثل هذه الظروف.

وهذا في الوقت الذي نفتخر فيه ونقول بأن تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب تجربة رائدة وفريدة من نوعها، وأن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا تتسابق إلى الإستفادة منها، ولكننا نترك الحبل على الغارب للسفير الأمريكي ليخلط في أوضاعنا الأمنية والسياسية وخاصة التنموية والاقتصادية مع ما لتصريحه من عواقب وخيمة على الإستثمارات الأجنبية في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!