رياضة
لعب موسما كأساسي في الإنتير وشارك مع كل المنتخبات الفرنسية

سفير تايدر يتعرض لحملة إعلامية شرسة في الجزائر!

الشروق الرياضي
  • 10539
  • 12
ح.م
سفير تايدر

قصة انضمام اللاعب سفير تايدر إلى المنتخب الجزائري في زمن الحاج محمد روراوة، تستحق أن تكون رواية تلفزيونية مثيرة..

فعندما كان سفير وهو شاب مهاجر من أم جزائرية وأب تونسي، طفلا صغيرا كان يفتخر بشقيقه الأكبر نبيل الذي تقمص ألوان المنتخب التونسي، وكان يحلم بأن يصبح نجما كبيرا في عالم الكرة، ولكن مع مرور السنوات، اتضح أن سفير أحسن بكثير من نبيل، فقد لعب في الدوري الإيطالي في القسم الأول وهو دون العشرين، وكبرت طموحاته، وعندما بلغ مستوى اختيار المنتخب الذي يلعب له كان خياره كما قال الجزائر، التي كان يتابع حماس أنصارها في المهجر ويراهم يصنعون الحماس الذي يعشقه، وتحت تأثير والدته التي حلّت المشكلة ببساطة، فقسمت خيارات أبنائها بين الأب التونسي الذي سار على خطاه نبيل، والأم الجزائرية التي سار على خطاها سفير..

وفي أولى الخطوات التأهيلية لكأس العالم 2014 في البرازيل، حدثت أولى مشاركات سفير في لقاء بدا معقدا مع بينين في البليدة حيث كان الخضر متعادلين بهدف في كل شبكة، وسجل سفير الهدف الثاني في الشوط الثاني، وتلاه هدف ثالث من سليماني أراح الخضر، وبقيت صورة فرحة سفير عالقة في الأذهان عندما أسكن الكرة في أول مباراة لعبها للخضر في عرين حارس بينين، وجرى نحو الأنصار وهو يقبل العلم الجزائري المرسوم على قميصه، وأكمل مشواره مع الخضر، فوظفه كل المدربين الذين مرّوا على الخضر من خاليلوزيتش إلى جمال بلماضي، وجميعهم من دون استثناء ظلوا يرونه قطعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، باستثناء ما حصل له مع رابح ماجر.

وكان سفير في مباراة ألمانيا في الدور ثمن النهائي من مونديال البرازيل الأحسن فوق الميدان، وتمكّن لوحده من شلّ حركة الهجوم الألماني الكاسح، قبل أن يصل الوقت الذي صار مستهدفا من قبل بعض البلاتوهات والمحللين وبعض الأطراف التي تنصح مباشرة المدرب جمال بلماضي بالاستغناء عنه رفقة نبيل بن طالب، وتقدم له كبديل لهما بعض اللاعبين المحليين الذين ينشطون في فرق عاصمية، بالرغم من أن بن طالب لعب لتوتنهام الإنجليزي كأساسي وهو دون التاسعة عشرة، ويلعب حاليا لشالك الألماني، ولعب سفير تايدر لفريق الإنتير كأساسي أيضا والذي كان بطلا أوروبيا لرابطة الأبطال.

وبالرغم من أن لاعب الخضر سافر إلى كل بقاع العالم، فهو حاليا يبلغ من العمر 26 سنة وتسعة أشهر فقط، مما يعني أن عودته إلى الدوريات الأوروبية واردة، وهو الذي برز مثل غالبية لاعبي الخضر عندما غادر فرنسا ونادي غرونوبل ولعب لبولونيا الإيطالي في الكالشيو، حيث جلب انتباه النادي العريق الإنتير، فانتدبه وجعله في الجزء الأول من الدوري المايسترو الذي تمر عليه كل الكرات، وأكثر من ذلك منحه مدرب الإنتير مسؤولية تنفيذ كل الكرات الثابتة من ركنيات ومخالفات بالقدمين اليسرى واليمنى، ولكن المنافسة كانت شديدة فبقي زميله في الفريق الإيطالي في الفريق الوطني إسحاق بلفوضيل في الاحتياط، ولم يلعبا معا سوى ثلاث مباريات سجلا معا في مباراة كأس هدفين، قبل أن يقررا في نهاية الموسم المغادرة وعادا إلى نادييهما الأولين في الكالشيو الإيطالي، بارما بالنسبة إلى بفلوضيل وبولونيا بالنسبة إلى سفير سليطي تايدر الذي يبقى كونه اللاعب العربي والجزائري الوحيد الذي لعب 26 مباراة مع النادي الكبير إنتير ميلانو، ولعب في كل فئات المنتخبات الفرنسية، إلى غاية أقل من 20 سنة قبل أن يختار الجزائر.

لم يتعرض لاعب في تاريخ الخضر للانتقاد مثل سفير تايدر الذي يعتبر حاليا الأعلى أجرا مع ناديه الذي يُعد من بين أغنى وأكبر أندية شمال القارة الأمريكية، وقد بلغت درجة الانتقاد أن طالبوا صراحة جمال بلماضي بعدم استدعائه، وهللوا لقرار ماجر بالاستغناء عنه، منهم من يسميه اللاعب الإضافي للمنافس، وآخرون بالفضيحة، والبعض بماسح زجاج السيارات وغيرها من الإهانات للاعب يعتبر الـ 21 من مارس 2013 أحلى ذكرى في حياته عندما لعب للخضر مباراة رسمية وسجل هدفا في عهد خاليلوزيتش ولم يكن عمره قد تجاوز الـ 21 سنة فقط.

ب.ع

مقالات ذات صلة