الرأي

سقف الطموح..عندنا وعندهم

محمد سليم قلالة
  • 3848
  • 6

يكاد المرء يفقد الأمل عندما يقارن بين سقف الطموح الذي أصبح عندنا وسقف الطموح الذي هو الآن عندهم.

 سقف الطموح عندنا أن يتوقف نهب المال العام، أن لا يعم الفساد، أن يصل إلى الحكم من لديه كفاءة ومقدرة لتسيير شؤون البلاد، أن لا تزوّر الانتخابات، أن لا يحتكر أحد السلطة، أن نشرع حقيقة في اعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي ونكف عن مد أيدينا للغرب والشرق يطعمنا ويسقينا، أو على الأقل أن نعود إلى الحد الأدنى الذي كان يعيش عليه آباؤنا من غير أن يمتلكون ما نمتلك من وسائل ومن إمكانيات، حيث كانوا يأكلون القمح الذي يزرعون، ويشربون حليب الماعز أو البقر الذي يرّبون ويأكلون بيض الدجاج الذي ينتجون، ويتغطون باللّحاف الذي ينسجون، ويلبسون البرنوس الذي يصنعون من صوف أغنامهم أو وبر إبلهم…

هو ذا سقف الطموح الذي أصبح سائدا لدينا اليوم، أما الحد الأدنى من الطموح فهو أن ندعو غيرنا يستخرج لنا بترولنا ولا نتآمر معه على تبديد مداخله، وندعوه ليبني لنا مساكننا أو يشق طرقنا، ولا نعلّمه الغش في تقدير التكاليف، وندعوه ليملأ سوقنا بعرباته وسياراته ولا نُغمض عيوننا على نوعية المحركات أو قطع الغيار التي يرّكبها لنا…الخ

عندما أقارن سقف الطموح هذا في حده الأعلى والأدنى، بسقف طموح  الشعوب والدول التي تتطلع إلى البقاء في القرن الحادي والعشرين لا أخفي عليكم أكاد أصاب بخيبة أمل.. جاء في كتاب الحرب والسلم في القرن الحادي والعشرين لنفهم عالم الغد، لصاحبه كريستيان سانت إيتيان ما يلي:

  البقاء كقوة كبرى خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين يتوقف على ثلاثة أشياء: الدفاع، المالية، التقدم في مجال ما سماه الـ NBIC… ويقصد بالـحرف الأول: النانو تكنولوجيا، وبالثاني البيوتكنولوجيا، وبالثالث تكنولوجيات الإعلام والاتصال وبالرابع تكنولوجيات العلوم المعرفية المرتبطة بعقل الإنسان(ص30).

 

لنقارن بين سقف الطموح عندنا وعندهم: نحن مازلنا نرتقب انتخابات قادمة بخوف، ونزهو بأننا استوردنا ما قيمته 30 مليار دولار في ستة أشهر…  والمصريون جزء منهم هم الآن كالمجانين في رابعة العدوية والآخرون يفخرون بأنهم نظموا أكبر مسيرة في تاريخ البشرية، والتوانسة بدأوا يعدون موتاهم من جراء الإرهاب، والسوريون يتقاتلون بلا رحمة، والعراقيون يفجرون السيارات المفخخة بغير حساب، والليبيون، واليمنيون والسودانيون… لنقارن بين ما نوّفره نحن من عناصر قوة للبقاء في النصف الأول من هذ القرن وبين الشروط الثلاثة التي يسعون لتوفيرها، ولنساعد بعضنا البعض على الإبقاء ولوعلى شق مفتوح في باب الأمل…

مقالات ذات صلة