-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سقف الطموح..عندنا وعندهم

سقف الطموح..عندنا وعندهم

يكاد المرء يفقد الأمل عندما يقارن بين سقف الطموح الذي أصبح عندنا وسقف الطموح الذي هو الآن عندهم.

 سقف الطموح عندنا أن يتوقف نهب المال العام، أن لا يعم الفساد، أن يصل إلى الحكم من لديه كفاءة ومقدرة لتسيير شؤون البلاد، أن لا تزوّر الانتخابات، أن لا يحتكر أحد السلطة، أن نشرع حقيقة في اعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي ونكف عن مد أيدينا للغرب والشرق يطعمنا ويسقينا، أو على الأقل أن نعود إلى الحد الأدنى الذي كان يعيش عليه آباؤنا من غير أن يمتلكون ما نمتلك من وسائل ومن إمكانيات، حيث كانوا يأكلون القمح الذي يزرعون، ويشربون حليب الماعز أو البقر الذي يرّبون ويأكلون بيض الدجاج الذي ينتجون، ويتغطون باللّحاف الذي ينسجون، ويلبسون البرنوس الذي يصنعون من صوف أغنامهم أو وبر إبلهم…

هو ذا سقف الطموح الذي أصبح سائدا لدينا اليوم، أما الحد الأدنى من الطموح فهو أن ندعو غيرنا يستخرج لنا بترولنا ولا نتآمر معه على تبديد مداخله، وندعوه ليبني لنا مساكننا أو يشق طرقنا، ولا نعلّمه الغش في تقدير التكاليف، وندعوه ليملأ سوقنا بعرباته وسياراته ولا نُغمض عيوننا على نوعية المحركات أو قطع الغيار التي يرّكبها لنا…الخ

عندما أقارن سقف الطموح هذا في حده الأعلى والأدنى، بسقف طموح  الشعوب والدول التي تتطلع إلى البقاء في القرن الحادي والعشرين لا أخفي عليكم أكاد أصاب بخيبة أمل.. جاء في كتاب الحرب والسلم في القرن الحادي والعشرين لنفهم عالم الغد، لصاحبه كريستيان سانت إيتيان ما يلي:

  البقاء كقوة كبرى خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين يتوقف على ثلاثة أشياء: الدفاع، المالية، التقدم في مجال ما سماه الـ NBIC… ويقصد بالـحرف الأول: النانو تكنولوجيا، وبالثاني البيوتكنولوجيا، وبالثالث تكنولوجيات الإعلام والاتصال وبالرابع تكنولوجيات العلوم المعرفية المرتبطة بعقل الإنسان(ص30).

 

لنقارن بين سقف الطموح عندنا وعندهم: نحن مازلنا نرتقب انتخابات قادمة بخوف، ونزهو بأننا استوردنا ما قيمته 30 مليار دولار في ستة أشهر…  والمصريون جزء منهم هم الآن كالمجانين في رابعة العدوية والآخرون يفخرون بأنهم نظموا أكبر مسيرة في تاريخ البشرية، والتوانسة بدأوا يعدون موتاهم من جراء الإرهاب، والسوريون يتقاتلون بلا رحمة، والعراقيون يفجرون السيارات المفخخة بغير حساب، والليبيون، واليمنيون والسودانيون… لنقارن بين ما نوّفره نحن من عناصر قوة للبقاء في النصف الأول من هذ القرن وبين الشروط الثلاثة التي يسعون لتوفيرها، ولنساعد بعضنا البعض على الإبقاء ولوعلى شق مفتوح في باب الأمل…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • محمد الأمين

    أتحفظ على وصف معتصمي رابعة العدوية بالمجانين .

  • ياسين

    لأنه ببساطة يا استاذ :هم يختلفون من أجل البناء و نحن نختلف من أجل التدمير و التخريب هذا هو الفرق بيننا و بينهم؟ هم القانون هو السيد و الحاكم بينهم أما نحن العاطفة و المحسوبية و هي الحاكم بيننا؟ هم التنظيم و النظام هو السائد و نحن الفوضى هي سيدة الموقف و في كل النواحي؟ نحن لم نتعلم بعد أبجديات الحضارة و التحضر؟ نحن لم ننطلق بعد و أصبحنا نتدحرج نحو الهاوية؟ لا أقول هذا تجنيا على الوطن بل هي الحقيقة المرة التي يراها كل عاقل؟

  • محمد نجيب

    مقال ممتاز. ياليت ابناء جلدتي تتعظون !

  • محمد نجيب

    مقال ممتاز .

  • الطاهر

    بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين و الصلاة على سيدينا محمد و آله وسلم.
    إن قطار الفساد إنطلق و حمل معه قوة الفساد التي تسيطر على العالم الضعيف لأنه ضيّع سلاحه و ثقته بنفسه عندما لجأ إلى الغرب أو إلى الشرق فانهزمنا و لا تقوم لنا قائمة إلا إذا توحدنا و عدنا إلى مقوماتنا الحقيقية التي بها نصعد و لا نسقط و إلا لا ننتظر من أعدائنا أن ينصفونا إلى أبد الأبدين........

  • أديب خان

    الفكر العربي بشقيه الديني والعلماني لم يستطع بعد بناء نمودج واضح للدولة العربية العصرية
    الحكومات العربية المتعاقبة اعطت الأولوية فقط للمشاريع التنموية متجنبة الخوض في اي مسائل تخص البنية النظرية العميقة لعقل الدولة
    وبما ان الدولة عاجزة عن تبني اديولوجيا نظرية قوية وواضحة وتلقى الاجماع كإطار نظري للتوجه الى المستقبل وبناء مشروع المجتمع العربي الحديث فإن النتيجة هي التراخي الخطير واللافاعلية في مفاصل جميع مؤسسات الدولة واداراتها المسؤولة على التنمية
    لقد غاب كلية رجل الدولة القانون من جهاز الدولة