-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المخزن وأكلُ الجيفة

المخزن وأكلُ الجيفة

لم يحلم الكيان الصهيوني، وهو يؤسس لـ”دولته” الإرهابية في أرض الشرفاء فلسطين، ككيان طحلبي وليس كنموذح يقتدى به، في أن يكون له مقلّدون أو مقلّد واحد في العالم، خاصة وأن السنوات أبانت كم هو بيت هذا الكيان واهن، وآيل للزوال، في أي عاصفة أو طوفان مثل طوفان الأقصى، ومع ذلك يجد هذا الكيان، كيانا آخر يتبعه مثل ظله، ولو وضع الكيان الأول رأسه في الطين، لتمرَّغ الآخر فيه، وقبل بالدفن حيا، على أن يعيش مثل أمم الدنيا.
ما يقوم به المخزن في جميع مجالات الحياة، هو مدرسة في الذل بمقررات حقيرة يقدّمها لشعبه، إذ أنّ كل الموبقات مباحة، من عبودية ودياثة وانبطاح واستسلام لشياطين الدنيا.
في الوقت الذي صار حتى اليهود يثورون على السياسات الإجرامية لحكومتهم المجنونة، وصارت حكومتهم تعترف بأنها في قلب حرب وجودية، قد تكون فيها وقد لا تكون، يطبِّق الكيان المخزني الدرس الصهيوني في مواجهته للجزائر، وفي تعامله مع شعبه المسكين الذي ارتضوا له الذل من مهده إلى لحده.
في قضية القفطان والزليج والكسكس والراي والخرائط الوهمية، يظهر بأن حياة المواقع ليست مجرد نزوة مغرّدين أو أزيز ذباب عابر، وإنما هي حياة قائمة بذاتها أو مخدِّر جديد ليس للشعب وإنما للمخزن أيضا، الذي صار بعض أهله يظنون بأنّ المملكة قد امتدت جغرافيا إلى ما بعد السينغال، وتاريخيا إلى ما قبل خلق آدم عليه السلام.
ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، فإن المخزن ارتضى حياة آكلي الجيف في كل سياساته. واتحاده مع إسبانيا، التي تتربع على سبتة ومليلة وجزر أخرى، لأجل تنظيم كأس العالم، هو قمة الذل لمملكةٍ تملك شعبها وتريده تحت أقدامها، وتمنح لغيره الأرض وحتى العرض، لتعود بعد أن تنتهي مختلف الكيانات من أكل خيرات المغرب، إلى الجيف، مثل الضباع والخنافس والذباب والنسور، في أحقر أداء لدولة في تاريخ البشرية، علّمت شعبها كيف يعبد قادته بالرُّكوع، وكيف يحقق أحلامه وأوهامه بالخرائط، وكيف يهرب من بؤسه إلى ثراء المواقع، وكيف يحتفل بإنجاز لم يتحقق إلا بتغريدة رئيس في قارة أخرى، يحمل حقيبته ليغادر، بعد أن طرده شعبه من الحكم.
قال مرة كمال آتاتورك عندما سألوه عن ارتمائه الأعمى في الحضن الأوروبي، وابتعاده عن أمجاد الخلافة العثمانية في العالم الإسلامي، إنه يقبل أن يكون ذيلا للغرب، على أن يكون رأسا للشرق، وواضح بأن ملك المخزن، يرضى بأن يكون ظلا لذيل كيان إجرامي فاشي، على أن يكون بلدا عزيزا في وطن عربي وإسلامي، يؤمن بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وبأن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وبأن اليهود لن ترضى عنهم، حتى يتبعوا ملتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!