-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صحافة جمعية العلماء

صحافة جمعية العلماء

نظمت شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بولاية بسكرة وديوان المطبوعات الجامعية الملتقى الوطني الأول “لصحافة الجمعية قبل ثورة التحرير المباركة”، وذلك في يومي 4-5/5/2024، إحياء للذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس جمعية العلماء في الخامس من شهر ماي من العام 1931.
أول ما استرعى انتباه المدعوين هو اسم الفندق الذي أقيم فيه الملتقى، وهو فندق “موريس لابان” (Maurice laban)، وهو مناضل فرنسي ولد في بسكرة في 1914، وتحيز إلى الجزائريين وعندما أعلنت الثورة في نوفمبر 1954 لم يتردّد في الانضمام إلى صفوفها متخذا لنفسه اسم “مبروك”، وقتل في منطقة الشلف في سنة 1956 في إحدى المعارك بين المجاهدين والجيش الفرنسي، الذي لا يتشرف باسم “الجيش” إذ ما كان أفراده من أعلى الرتب إلى أدناها إلا مجرمين.
ساهم في هذا الملتقى ثلة من الأساتذة من عدة جامعات جزائرية، فسلّطوا الأضواء على صحافة الجمعية (السنة، الشريعة، الصراط، البصائر، الشباب المسلم باللسان الفرنسي)، وقد أعجب الأساتذة المتدخلون، وكلهم ما عدا الدكتور عمار طالبي من جيل استرجاع الاستقلال، بمستوى هذه الصحافة، وجهاد رموزها ضد طغيان فرنسا وصليبيتها، ونالت بسبب ذلك كل ما يناله الشرفاء من الأنذال، من توقيف للجرائد، وتغريم لأعضاء الجمعية، وسجن لهم وتعذيب، ومنهم من أكرمه الله فاتخذه شهيدا، بعدما ضربوا المثل الأعلى في الجهاد بنوعيه، جهاد القلم واللسان، وجهاد السنان، وقد تحدّى بعض المتدخلين الذين يلمزون في مواقف الجمعية أن تنشر صحف غير جمعية العلماء ليقارن الناس بين صحافة جهاد، وصحافيين مجاهدين وبين صحافة تحيزت إلى أعداء الدين والوطن، وكان شعار كثير منهم: “أمنا باري- باريس- احفظها ياباري”، فلا تحاولوا أن تبيضوا ما سوّده أسلافكم من أقوال وأفعال. وإذا كان الله، عزّوجل- يقول: “لا تزر وازرة وزر أخرى”، فليس معنى هذا أن نقبل دفاع الأخلاف عن أسلافهم الذين أساءوا السوءى، ويسودوا صحائف الجمعية البيضاء، ولو كشفنا ما قالوه وما فعلوه، لتوارى هؤلاء الأخلاف من سوء ما فعل أسلافهم.
لقد طلب مني المنظمون لهذا الملتقى أن أتناول إسهام شخص كان ملء السمع والبصر في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أعني الأستاذ أحمد توفيق المدني (1889-1983).. فاجتهدت للإحاطة بما قدّمه للجزائر منذ نفيه إليها من تونس في سنة 1925، حيث ولد لأسرة جزائرية أجبرتها فرنسا المجرمة على مغادرة وطنها، وقد عيّن الأستاذ أحمد توفيق المدني أمينا عاما لجمعية العلماء في 1951، ووزير الثقافة في الحكومة المؤقتة الأولى، ثم وزيرا للأوقاف في أول حكومة بعد استرجاع الاستقلال، ثم سفيرا، وأنهى حياته في المركز الوطني للدراسات التاريخية، رحم الله الأستاذ المدني الذي يعتبر أحد مؤسّسي “المدرسة التاريخية الجزائرية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!