الجزائر
حظر تجوال بالشوارع بعدما لامست درجات الحرارة 50 بالمائة

سكان الجنوب يصرخون: نريد مسابح لأبنائنا

راضية مرباح
  • 1936
  • 14
ح.م

أدت موجة الحر التي تشهدها العديد من الولايات الجنوبية للوطن خلال الفترة الأخيرة، إلى خلق حظر تجوال بمختلف الشوارع، فيما فرضت الأجواء غلق المحلات والنشاطات التجارية طيلة الفترة الصباحية إلى غاية مرور “اللفحات” التي قد تدوم إلى ما بعد السابعة مساء، في وقت تؤكد فيه مختلف التصريحات أن عددا من المناطق وصلت بها الحرارة إلى 50 درجة مئوية تحت الظل في ظروف مناخية لم يعهدها السكان في مثل هذا الشهر بل وجاءت مبكرة عن المعتاد، ما يدعو إلى تصنيفها مناطق منكوبة إذا ما قورنت بالإمكانيات التي لا تزال بعيدة لمواجهة طقس مماثل.
فمنطقة عين صالح بولاية تمنراست أقصى الجنوب، تؤكد شهادات مراسلينا من عين المكان، أن درجات الحرارة بها هذه الأيام تتأرجح ما بين 49 و50 درجة تحت الظل، إن لم تسجل أكثر، مشيرين أن الأوضاع أدت إلى حظر التجوال بالشوارع حتى أن المدينة تحولت إلى مهجورة، في وقت حذرت المصالح الطبية كافة المواطنين وبدرجة أكبر الأطفال، المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة من الخروج بدءا من التاسعة صباحا إلى غاية السابعة مساء إلا للضرورة القصوى مع ضرورة شرب المياه ولبس القبعات في حالة الخروج. كما طرح السكان من جهة أخرى مشكل تذبذب ضغط الكهرباء وضعفها من منطقة لأخرى مثل منطقة اينغر التي تبعد عن مقاطعة عين صالح بـ65 كلم تقريبا شأنها شأن بلدية فوقارة الزوا التي يشتكي سكانها من ضعف الضغط الكهربائي الذي يحول دون التمكن من استغلال المبردات، في حين يبقى إعادة النظر في حساب فاتورة الكهرباء من اكبر المطالب. أما بشأن المسابح فهي ضئيلة، فمسبح واحد بعين صالح لا يمكن أن يلبي طاقة سكانها التي يفوق تعدادها 40 ألف نسمة ما يدفع بالعديد من الشباب والأطفال الفرار إلى الأحواض المائية بحثا عن الانتعاش. وذكر محدثونا أنه حتى مراسيم الجنائز والأعراس قد طرأ عليها تغييرات في العادات بوجهات مختلفة بالجنوب بسبب موجات الحر حيث تفضل جل العائلات إبقاء الميت بمصالح حفظ الجثث بالمستشفيات ودفنه بعد الحادية عشرة ليلا خوفا من الآثار التي يمكن أن تتركها الحرارة على الجثث مقابل تأجيل مختلف الأعراس إلى ما بعد الدخول الاجتماعي مع بدايات انخفاض درجات الحرارة أما بخصوص المياه فذكر محدثونا أن قضية الملوحة لا تزال مطروحة.
وإن كانت مطالب سكان الجنوب مشروعة بعيدا عن تلك التي تدعو إلى تصنيفها منطقة منكوبة نظير الاعتياد على طقس مماثل كل موسم صيف، فإن سكان تقرت يؤكدون أنهم يكتوون هذه الأيام بعدما تحولت مدنهم إلى شبه مهجورة، وما زاد الطين بلة هو ضعف ضغط الكهرباء نظير الاستهلاك الكبير لها خاصة وقت الذروة الذي يسجل خلال الزوال، حيث يستحيل تشغيل أكثر من مبرد في منزل واحد أو مصلحة واحدة، أما الماء فيبقى من المشاكل العويصة خلال هذه الفترة، فإلى جانب تذبذبه بمناطق وغيابه لـ10 أيام بمناطق أخرى، تظل ملوحته من أهم ما ينغص حياتهم. قضية دفن الموتى وتأجيلها إلى ما بعد صلاة المغرب تحولت إلى عادة بورقلة وتقرت بفعل درجات الحرارة القاسية.
وببشار التي عرفت بكثرة الينابيع المكتشفة في عهد الأتراك، يؤكد سكانها أن تذبذب المياه بها لا يعكس ماضيها، فأحياء بأكملها تشتكي من شح الحنفيات على أمل منهم أن تنتهي الأشغال الجارية حاليا لإنجاز 10 آبار بغرض فك الخناق عن المنطقة.
ولأن خزينة الدولة يمكن أن تخسر الكثير في حالة الإعلان عن مدن الجنوب مناطق منكوبة ببلوغ درجات الحرارة الـ50، فإن المطالب تتمحور حول تطوير الإمكانيات المادية بإنجاز مرشات بالطرقات.. نافورات منعشة وتوفير المياه وإنجاز المسابح مع تسيير الطاقة الكهربائية وفق المعايير المطلوبة لمواجهة 3 أشهر من السنة بشكل يتقبله العقل.

مقالات ذات صلة