جواهر

سلوكات خطيبي تدفعني للخوف والشك!

جواهر الشروق
  • 4296
  • 0
ح.م

أنا مخطوبة وخطيبي يصلي ويصوم ويراعي الله في علاقتنا والحمد لله وهو ذكي وناجح جدا ولكن بعض تصرفاته تقلقني وتقلق أهلي.

طرد من عمله السابق كمدرس في الجامعة بسبب سوء سلوك وتغيير لبعض علامات الطلاب..  واجهناه بالأمر فقال إنه ندم على هذا الخطأ، وهو الآن يعمل في بلد آخر.

كذب على أهلي عندما كنا نريد شراء شقة ولم يقل لهم إنها في نفس عمارة شقة والديه الجديدة مما أزعج أهلي ولكنه قال لي الحقيقة، وهو لم يشتريها وأغلق الموضوع.

بدأت ألاحظ كذبات صغيرة في كلامه معي وافتعال قصص بأنه مريض ليستدر عطفي وقلقي، كما إنه كان مرتبط قبلي فلما سألته لماذا لم يتم الارتباط ذم في خلق الفتاة كثيراً.

وأيضا أمي من ذوي الطباع الحادة قليلاً وتجعلني أبكي كثيراً فلاحظ ذلك فلم يحبها وأظهر لها ذلك مما أزعجها كثيراً.

أنا أريد أن أبني أسرة سليمة سعيدة بإذن الله تعالى.. هل هذا الرجل سوي ويتحمل المسؤولية؟ 

أم إنه مراوغ ومتغير الأوجه كما قال لي أبي؟

قالت أمي إنه يكلمني كثيراً ويحاصرني ليسيطر علي ويتحكم بي، وأبي يقول لي إنه غير راض عن هذه السلوكيات وأنه سأل عنه في عمله القديم ولم يسمع أي خير، بل إن أخي يقول أنه خلال سؤاله الناس حذرته من خطيبي.. أهلي يقولون أن لي حرية الاختيار في النهاية، لكن يجب أن أعيد تفكيري.. فعلاً أنا حائرة ولا أعرف ماذا افعل.. هل أتحمل هذه العيوب أم أن هذه العيوب هدامة؟ وهل هذه فعلاً عيوب، أم سوء فهم أو زيادة قلق من أهلي؟ اليوم سأصلي استخارة وأنتظر مساعدة الله ومساعدتكم…

سارة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

أهلاَ وسهلأ بك يا سارة على صفحات جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك الخير أينما كان وأن يرضيك به.

في الحقيقة يا سارة لا أستطيع أن أخفي عليك الأمر، ولا أن أجمل لك الوضع فداء الكذب هو عيب كبير بل من أسوأ الأمراض التي تهدم علاقات كثيرة وتنزع الثقة بين الأفراد وتغرس الشك دائماً، ويجب أن تكوني صادقة في أنها ستكون مشكلة كبيرة بينكما في المستقبل إن تم الزواج، سواء في العلاقة بينكم كشريكي حياة أو بينك وبين أهله ومجتمعه، فالحياة لا تخلو من الخلافات، والكذب يزيد التعقيد بين الزوجين وينزع الثقة والاستقرار، بالإضافة إلى أن الأبناء في المستقبل سيكون والدهم قدوتهم ومنه سيتعلمون السلوك الصحيح والسلوك الخطأ، وقد يقع الإنسان في الكذب مرة وتحت ضغط شديد فيندم بصدق ويتوب، لكن أن يكون داء متأصل خلال الحياة اليومية يصبح خلالها الوضع سيئا.

أرى في والدك رجلا حكيما وعاقلا وغير متزمت في زواج ابنته بدليل أنه ترك لك الخيار، خذي برأيه ومشورته فالأب غالباً ما يكون رأيه صحيح في الشاب الذي يتقدم لابنته، خاصة مع السؤال عنه.

لا تتسرعي بإنهاء الموضوع مع خطيبكِ، إنما فكري مع والدكِ وأهلكِ بصوت عال في الخطوات التي يجب أن تضعوا خطيبك في الاختبار النهائي عبرها، والتي من خلالها تحددون هل يعاني داء الكذب فعلاً أم إنها مواقف عابرة لن تتكرر، وخلالها استخيري كثيراً وتضرعي إلى الله بالدعاء أن يلهمك الصواب.

وعليك أخيتي أن تفكري بعقلك فقط وأن تلغي قلبك تماماً، فالقلب في فترة الخطبة والسير وراء العواطف والمشاعر، وإلغاء العقل يسبب الكثير من المشاكل.

ثانياً عليكِ أن تسعي جيداً لمعرفة ما حدث في موقف تغيير علامات الطلاب، ولماذا قام بفعل ذلك، وهل أخذ مالاً لأجل ذلك مثلاُ أو ماذا، ابحثي في الأمر من الجامعة فقد تعانين من الكذب والغش أو الرشوة أو غيرها.

وبالتأكيد استخيري كثيراً قبل أي خطوة.

تمنياتي لك بالتوفيق والسعادة وتابعينا رجاء بأخبارك.

مقالات ذات صلة