الجزائر
مرضى يحاولون الهروب من المستشفى وآخرون نقلتهم الشرطة بالقوة

سلوكات سلبية أسهمت في اتساع رقعة الكوليرا

نادية سليماني
  • 3446
  • 10
ح.م

سلوكات سلبية طبعت يوميات كثير من المواطنين والمرضى مع ظهور داء الكوليرا، ما أسهم في توسّع رقعة المرض ونشر الهلع بين السكان، وهو ما جعل المختصين يدعون إلى اتخاذ أقصى تدابير الحذر والحيطة، لأن الكوليرا ليست بالداء الخطير كما يروج له البعض.

أصاب داء الكوليرا كثيرين بالهلع والرعب، إلى درجة جعلتهم يتخوفون بل ويهربون من العلاج، متسببين بذلك في توسع رقعة المرض.
فمع تسجيل أولى حالات الإصابة بالداء، وحجز المصابين بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، أقدم المرضى وأهاليهم على سلوكات سلبية تسببت في عرقلة عمل الطواقم الطبية، فبعض المرضى رفض إكمال العلاج إلى درجة سمعنا عن محاولات هروب من المستشفى لأشخاص لم يتعافوا بعد، ومبررهم سوء ظروف الحجر الصحي عليهم، التي وصفوها بغير الاعتيادية، مع منع دخول أهاليهم لرؤيتهم.

فيما يصر الأقارب على الدخول إلى مصلحة الأمراض المعدية غير آبهين بخطورة الأمر، وعندما جوبهوا بالاستعانة بالقوة العمومية، رفع المعنيون شكاوي مؤكدين أن مرضاهم لا يأكلون جيدا والممرضون يرفضون إدخال قفف الأكل التي يحضرونها لهم وينامون على الأرض، الشكاوى استغرب لها مدير مستشفى بوفاريك الذي أكد أن احتجاز المرضى أمر لابد منه لمنع انتقال العدوى، أما الأكل، فمرضى الكوليرا مصابون بإسهال حاد ويجب أن يخضعوا لريجيم معين في الأكل.

والأكثر خطورة، أن بعض المرضى وبعد اكتشاف إصابتهم بمراكز الصحة الجوارية رفضوا التنقل إلى مستشفى الأمراض المعدية، بل وهربوا من العلاج، وهو ما استدعى تدخل عناصر الأمن، وهي الحادثة التي عاشتها ولاية البليدة حيث رفض شاب الخضوع للعلاج، فاضطر رجال الشرطة إلى نقله إلى مستشفى بوفاريك بالقوة.

وفي سلوك سلبي آخر، ورغم تحذيرات معهد باستور من وجود ميكروب الكوليرا في منبع المياه سيدي الكبير بأحمر العين تيبازة، ورغم وجود بركة للصرف الصحي بمحاذاة المنبع، تحدى سكان المنطقة الجميع وقاموا بالشرب جماعيا وتحت أنظار الكاميرات من المنبع أثناء غلقه من السلطات المحلية، وطالبوا بعدها بإخضاعهم لتحاليل لحمايتهم من المرض…!!

اقتياد المرضى إلى العلاج بالقوّة العمومية أمر قانوني

وفي الموضوع، أكّد رئيس الهيئة الوطنية لتطوير البحث في الصحة “الفورام” أنّ المشكل المطروح حاليا في فقدان الثقة بين المنظومة الصحية والمواطنين لعدة أسباب، وما يلزمنا اليوم، حسب تعبيره، هو إرجاع هذه الثقة بكل الطرق المتاحة.

وقال خياطي: “المعلومة أو النصيحة الطبية لا يجب أن تبقى حكرا على المصالح الطبية فقط، بل يجب نشرها وتعميمها على المجتمع”، وبخصوص داء الكوليرا، يجب أن يتدخل جميع الفاعلين في المجتمع لتطويقه “فأستاذ المدرسة مطالب بتقديم نصائح للتلاميذ، وإمام المسجد لابد من أن يكيف مواعظه وخطبه مع الحدث، ومثلهم الجمعيات والمختصون”.

وبخصوص تهرب ورفض بعض المرضى الخضوع للعلاج، تأسف محدثنا، معتبرا أن المريض في الحقيقة له الحق والحرية في تلقي أو رفض العلاج، ولكن “عندما يكون هذا المريض حاملا لبكتيريا أو فيروس خطير، يمكنه نشره في المجتمع إذا لم يخضع للعلاج، فهنا تنتهي حريته ويلزم بتلقي العلاج مهما كلف الأمر”.

وتدخّل رجال الأمن لاقتياد المرضى إلى العلاج، حسب محدثنا هو سلوك قانوني لا غبار عليه، لأن المصاب بالكوليرا خطر على أسرته ومجتمعه في حال تجاهل العلاج.

مقالات ذات صلة