-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سمكة أفريل.. أو الكذبة التي “قتلت” الجزائريين!

الشروق أونلاين
  • 1945
  • 0
سمكة أفريل.. أو الكذبة التي “قتلت” الجزائريين!

لاقت كذبة أفريل في الآونة الأخيرة رواجا كبيرا، سيناريوهات مفبركة للإطاحة بضحايا عادة ما يكونون من الأقارب أو الأصدقاء وحتى في أوساط العمل.والهدف في الأخير جو من المرح والضحك بعد انكشاف المقلب، لكن هذه النهاية ليست دائما مضحكة، ففي كثير من الأحيان ينقلب السحر على الساحر ويؤدي ذلك المقلب لما لا تحمد عقباه.

تقول “ايمان” طالبة سنة ثانية فرنسية تعرضت لموقف مشابه العام الماضي “لقد التقيت بصديقتي لتخبرني بوفاة صديقتنا الثالثة، ونظرا لصعوبة الموقف على عائلتها أقنعتني بالذهاب مباشرة لبيتها دون مواساة أهلها في الهاتف، فقصدنا بيت أهلها، وأنا في حالة هستيرية ووجهي متجهم وأنا شبه مصدومة، وإذا بصديقتي تفتح باب البيت…فعلا، لم أفهم شيئا وبدأتا بالضحك، فتفطنت أني ضحية مقلبهما بمناسبة الفاتح من أفريل”، لكن “إيمان”، أكدت أن حجم الصدمة كان كبيرا عليها وأنها لم تتمالك أعصابها فبدأت بالصراخ والبكاء وانهالت عليهما بأنواع من السباب والشتائم وهما تضحكان.

أما “نادية”، عاملة، أكدت أنها كادت تفارق الحياة لما مازحتها أختها الصغرى بأن ادعت أن ابنها الذي كان يقضي عطلة نهاية الأسبوع ببيت جده، مرض جدا ما استوجب نقله إلى المستشفى، تواصل المتحدثة، أنها لم تصدق في البدء، لكن تأكيدات والدتها حسمت الأمر لديها مما أدى إلى انحفاض مستوى الضغط لديها، ولولا تدخل زوجها وبناتها للاقت حتفها في تلك اللحظة.صحيح أن شقيقتي كانت تقصد التسلية، تقول “نادية”، لكني كنت سأموت بسبب تلك الكذبة.

في حين ذهب “محمد”إلى أن الكذب هو كذب، سواء أكان في أول أفريلأو في أي شهر آخر، سواء كان أبيض أو أسود.يجب أن نشعر بحجمالحوادث الكثيرة التي تحصل وتسبب مشاكل كثيرة، مواصلا، كنت في الماضي أتقبل الكذبة كأمر تقليدي يقوم به الناس، لكنني اليوم، لم أعد قادرا على هضم أية كذبة،لا من باب الهزل ولا الجد.

للأسف،كذبة أفريل يعتبرها الناس نوعا من الفكاهة والدعابة، لكنها تتحول فيما بعد إلى مشكلة كبيرة، هكذا عبرت “حنان” عن رأيها في الموضوع، مضيفة،أعرف الكثير من القصص التي حصلت مع الناس والتي أدت إلى مشاكل كثيرة بينهم، كحصول مشاجرة كبيرة، أو قطع نهائي لصلة صداقة أو قرابة، وأصل هذه الكذبة غربي، وهو بعيد كل البعد عن ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.

بدوره، يقول مفتي مسجد الأرقم بالرستمية (شوفالي)، أن الكذب كذب، ولا معنى لكذب أبيض أو أسود، فالكذب كله محرم، إلا ما استثني منه إصلاح ذات البين ونحوه، مصداقا لقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:”وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ومازال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”.وأيضا قوله –صلى الله عليه وسلم:”ويل له، ويل له، ويل له، الذي يكذب ليضحك الناس”.رواه الترمذي وحسنه الألباني.كما روي عن الصحابة قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام: “إنك تداعبنا”،فماذا قال عليه الصلاة والسلام؟! قال: “نعم، ولكن لا أقول إلا حقّا”.رواه الترمذي وحسنه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!