الرأي

سوريا في روسيا في جنيف

عمار يزلي
  • 2592
  • 0

لا عقد “روسو” عُقد ولا هو انفرط بعد أن وُجد، واختلطت أكثر أوراق اللعب في “سورية” إثر تدخل “روسية” وهبّة “الدب” و”الفرس” لإنقاذ “الأسد”! حتى إننا لم نعد نعرف مع من نقف أو ضد من!: مع مناصرة ثورات التحرر الوطني سابقا، أيام الشيوعية “غير المرحومة”! ونساند بالتالي معها الأسد وكل الأنظمة الشمولية التي بناها الاتحاد السوفيتي سابقا دعما لمعسكره المعادي للرأسمالية وللاحتلال الغربي منذ “سايكس بيكو”، أم مع الثوار والمقاومة ضد نظام الأسد، مهما كان نوع هذه المقاومة، أم حتى المقاومة، نختار فيها مع من نقف: مع مقاومة مدعومة أمريكيا وسعوديا وعربيا وغربيا، أي المقاومة غير “الإسلامية”! أم نقف مع كل مقاومة لبعث البعث عن التغير والانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية عربية مسلمة؟! ثم في كل هذا، هل نقف مع إيران في تحالفها مع الروس ضد المقاومة السورية بكل أشكالها، ومع حزب الله في تصديه لإرهاب التكفيريين في سوريا ولبنان واليمن؟ أم نقف ضدهما! في أي ملف نقف ضد أو مع ذاك أو ذاك؟!

هذه المأساة، جعلت ملف سورية يفتت إلى ملفات تبعا لتكتلات وانقسامات داخل المنقسم أصلا! وإلى تحالفات، حتى بين الفرد ونفسه: هل نقف مع إيران وحزب الله ضد الغرب وأمريكا وإسرائيل! وفي نفس الوقت معهما في ملف العراق وسورية؟!

أمران متناقضان! إذ كان عليهما أن يدعما المقاومة ويقفا ضد الميليشيات الشيعية في العراق، ويربحا التحالف من أجل التغيير الديمقراطي في العراق وسورية واليمن ضمانا لاستقرار إيران السياسي وربح حسن الجوار الاستراتيجي بدل دعم أنظمة فاشية فاشلة “مارست كل فسوق العالم بالسلطة قدام الجمهور وألبت حتى الدرجات المنحطة جدا” ـ على حد تعبير الشاعر العراقي مظفر النواب!

ثم، هل نقف مع التحالف “العربي الغربي” ضد مصالح المسلمين في العالم بما فيها فلسطين، ونقف مع “السنة” (اللي اداو الشيعة فقط بأنهم سنة!) ضد “شيعة” إيران وحزب الله، أم نقف مع إيران ضد حلف السعودية ضد إيران وحزب الله وروسيا والحوثيين؟! خليط من المواقف المتأرجحة، جعل المتابع والمشاهد لا يعرف بالضبط أين يقف وأين يقعد، ويقول: العراق حلال.. الشام حرام… “الترك” أحسن!

نمت لأجد نفسي مواطنا عاديا لا ناقة لي ولا بغل ولا حمار فيما يحدث، أجمع عائلتي على هم عشاء اليوم وأقول لهم: أنتم مع من: مع أكل البركوكش بلا لحم وصامط كالرهج.. أم مع الخرشف بـ “جامبو” أم مع الطعام بالحليب، أم مع بيصارة الفول، أم مع لاتاي بالخبز “توكور”، أم تروحوا ترقدوا ريجيم خير لكم ولي من شيطان هذا “الرجيم”؟ خيروا “ميني” واحد!.. هذا كل ما هو موجود في عالمكم العربي الإسلامي! هذا الذي عندنا في بيت مال المستسلمين!

حدثت جلبة وهوشة ودوشة بين معارض لهذا ومؤيد لذاك! وبدأت التحالفات العلنية ثم السرية مع الـ 12 “صالوبار” نتاع أولادي! انتهت بالاختلاء في الغرف وبيت الخلاء من أجل المشاورات والتفاهمات سميتها مفاوضات “جاني النيف”! أما أنا وأمهم فقد حاولنا أن نفرض حل “بركوكش” لأنه بدون كوليسطرول وصامط بلا ملح من مشاكلنا الدائمة مع “لاطاسيون” التي لا تنفك تصعد وتهبط مثل سعر النفط!

في الأخير، لم يتفاهم أحد مع أحد وقررت رفع الجلسة ببيان مشترك: المبيت جوعا!

وأفيق ومصاريني تزغرد: جنيييييف!

مقالات ذات صلة