-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سوريا لن تخسر وحدها

حسين لقرع
  • 3984
  • 5
سوريا لن تخسر وحدها

تتوجّه الأنظار إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين المقبل لمعرفة نتيجة تصويت برلمانها على مشروع قرار شنّ حرب على سوريا. ويأمل الأعرابُ الموالون لواشنطن أن يصوّت عليه “الكونغرس” بالإيجاب، بعد أن أقرته لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ.

   ومع اقتراب موعد الحسم، صعّد الأعراب عمليات التحريض السياسي والإعلامي للكونغرس على تبني قرار الحرب، وعرضوا وضع أجواء بلدانهم ومطاراتهم تحت خدمة أمريكا، وحجتهم في ذلك أن الامتناع عن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا سيجعل نظامها يعيد الكرّة ويقصف مناطق أخرى بالأسلحة الكيماوية، على حدّ زعمهم.

    الخطة الظاهرية التي أعلنت عنها أمريكا هي توجيه ضربة محدودة تشمل مخازن الأسلحة الكيماوية ومجموعة أهداف عسكرية أخرى بذريعة “تأديب” الأسد ودفعه إلى عدم تكرار هجماته بالأسلحة الكيماوية، برغم أن أمريكا لم تقدّم إلى الآن أي دليل على تورّطه. ولكن يُخشى أن تكون هذه الأهداف المعلنة مجرد تمويه وأن الضربة ستكون كبيرة ومدمِّرة وتستهدف إسقاط النظام، فمشروع القرار المُحال إلى الكونغرس ينص على أن مدة العملية العسكرية هي 60 يوماً ويمكن أن تمدد إلى 90 يوماً في حال الضرورة، ما يعني أن الخطة تهدف إلى تكرار السيناريو الليبي من خلال توجيه ضربات جوية مكثفة طيلة شهرين تدمِّر الدفاعات الجوية السورية وكذا منظومتها الصاروخية وترسانة أسلحتها التقليدية، وتفكّك جيشها وتلحق دمارا كبيرا بالبلد، وتسمح لعناصر “الجيش الحر” بالزحف على دمشق في وضعية مريحة. وإذا لم يتحقق هذا الهدف طيلة الشهرين، يمكن إضافة شهر ثالث لإكمال المهمة. 

    في هذه الحالة ستنزل الترسانة العسكرية الأمريكية بكل ثقلها لتحقيق هدفها، لأن واشنطن تدرك أن الجيش السوري غير كتائب القذافي المهلهلة، وأن إمكاناته التسليحية والتنظيمية والتدريبية أعلى بكثير، وفوق هذا وذاك يحظى بدعم قوي من روسيا والصين وإيران وحزب الله، وليس من السهل تدميرُه بضربات شبيهة بتلك التي وجّهها الناتو إلى كتائب القذافي، بل يتعين خوض حرب حقيقية وشرسة ضد الجيش السوري إذا أرادت أمريكا فعلاً إسقاط النظام.

   وإذا انتهجت أمريكا هذا الخيار، فإن حرباً إقليمية واسعة ستقع وستشمل إيران ولبنان أيضا، وستطال الكيان الصهيوني وكل دولة إقليمية تساند العدوان وتموّله وتضع أراضيها وقدراتها العسكرية في خدمته، وستتهاطل عليها عشراتُ الآلاف من الصواريخ السورية والإيرانية ومن حزب الله أيضاً. وستُحدث الحربُ الشاملة دمارا كبيرا في الكيان الصهيوني ودول الجوار، وليس في سوريا وجنوب لبنان وإيران وحدها، وهذا ما قصده وزيرُ الخارجية السوري حينما قال إن بلاده ستدافع عن نفسها بكل قوة ولو اندلعت حربٌ عالمية ثالثة.

   وقد تقضي هذه الحرب على نظام الأسد، وحتى حزب الله والمنشآت النووية والقدرات العسكرية الإيرانية في النهاية، ولكنها ستُلحق ضررا كبيرا بالكيان الصهيوني وتلحق دمارا غير مسبوق ببلدان عربية عديدة وقد تفضي إلى سقوط مفاجئ لأنظمة وتغيير في خريطة المنطقة.

 

   كل هذه المعطيات قد تدفع الكونغرس في آخر لحظة إلى رفض مشروع قرار الحرب أسوة بالبرلمان البريطاني، فربما يكون هذا ما يريده أوباما بالفعل من خلال إحالته قرار الحرب إلى الكونغرس، كما أن 60 بالمائة من الأمريكيين، حسب نتائج سبر للآراء، يرفضون ذهاب بلادهم إلى حرب جديدة ضد بلد عربي وإسلامي آخر حتى لا تجني المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • أبو علي

    هذا بهتان مبين، والحقيقة أن الشعب السوري ذاق كل أنواع العذاب والذل والتنكيل والتقتيل من قبل حكام الخليج ومشايخ الفتنة الموالين لهم من أمثال القرضاوي والعرعور وغيرهم الذين يجندون شباب المسلمين بإسم الجهاد والإستشهاد لتخريب سوريا خدمة لأمريكا وإسرائيل، مثلما جندوا الآلاف للقتال في أفغانستان إنتهى بخراب أفغانستان وإنهيار الإتحاد السوفييتي والمستفيد الأول والأخير كان أمريكا وإسرائيل. أما الأسد فهو يتصدى لمؤامرة تستهدف الأمة كلها وليس سوريا فقط.

  • الجزاءري

    و الله العظيم لما أقرا أن بعض حكام المسلمين يظنون أن ضرب سوريا سيقتصر على الاسد و ثلته و يدخل سوريا في سلام فهم أغبياء لأن القصف سيمس المنشات العسكرية الحساسة و الاستراتجية و يغلق بالتالي -ان حصل -جبهة خطيرة على الصهاينة .
    و لكن أعلم أن هؤلاء الحكام يعلمون دلك و لكنهم ليسوا من طينة
    اولي الامر المجاهدين و المحبين لدينهم و شعوبهم .
    و أسأل الله العظيم أن أكون مخطئا . و السلام عليكم .

  • حبيبة -تلمسان-

    لا حول ولا قوة الا بالله..... حسبي الله ونعم الوكيل
    هذا هو حالنا انظمة تتعاون مع اعداء الله لتدمير اقتصاد دولة مهما كان نوع سياستها فقط... لانه يختلف معها في السياسة والتعامل وفقط لانه يحس انه يشكل خطرا دائما على سياستها الدولية وهو حجر عثرة بالنسبة لها امام تحقيق اهدافها الخفية وهي تعلم كل العلم انه يعلم عنها اشياء هي متاكدة انها تخاف من ان يعرفها العرب كافة
    المهم ندعو الله ان يطفئ نار فتنة المسلمين اينما كانوا... ودوام الحال من المحال

  • أحمد

    سيدي الكريم لا أحد يستطبع الجزم بأن ايران و حزب الله من الممكن أن يدخلوا في هذه الحرب لنصرة نظام الأسد لأن هذا يعني نهايتهم فالجميع يعلم بأن ايران ستدافع عن نفسها لكنها ليست بالمنافس الند لامريكا حتى مع حلفائها كحزب الله و يجب أن نستثني الصين و روسيا لان مصالحهم مع أمريكا و الغرب أكبر بكثير من المغامرة بها من أجل فقدان مركز في الشرق الأوسط

  • ابن القصبة

    اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرج إخواننا المستضعفين سالمين. الكل يتفلسف ويتشدق لكن لاأحد دافع عن الشعب السوري الذي ذاق كل أنواع العذاب والذل والتنكيل والتقتيل من قبل عصابة الأسد المجرمة والطائفين من إيران ولبنان والعراق الذين تدخلوا في سوريا منذ اية الثورة لكنهم لم يعلنوا ذلك ولم تكن أعدادهم بالكثرة التي هي عليه الآن وليس كما صرح الكاهن المنافق نصر الشيطان.وقد سمعنا الشعب السوري يسب الجامعة العربية والمجتمع الدولي الذي أعطى المهل للسفاح بخلاف مع فعلوا في ليبيا لأن مصلحة الصهاينة تقتضي ذلك