-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حرفيون يكشفون لـ"الشروق" عن ألواح فنية مبهرة

سوق الدهان في الجزائر.. انتعاش بالإبداع والتكنولوجيا

وهيبة سليماني
  • 3272
  • 0
سوق الدهان في الجزائر.. انتعاش بالإبداع والتكنولوجيا
أرشيف

لم تعد حرفة صباغة الجدران، مجرد مهنة يقتات منها أشخاص تعودوا على حمل الفرشاة ومداعبة الدهن والطلاء بخفة، متحملين تلك الرائحة المنبعثة من الدلاء، وهم يرتدون ألبسة تركت عليها أنواع الصباغ ألوانها.. جدران المنازل والشقق والفيلات تحولت إلى لوحات فنية بألوان تتماشى مع الموضة والديكورات العصرية، حيث اختلفت الأصباغ وتقنياتها، وبات الدهان يحتاج إلى كثير من الخبرة والتكوين ليبدع ويتفنن في حرفة تعتبر أول خطوة للديكور الداخلي.
ولأن الدهان أساس تزيين الشقق والمنازل، فاختيار الألوان يتم بعناية فائقة، حيث يأخذ بعين الاعتبار الأثاث والإكسسوارات، إلى جانب الظروف التي تتعرض لها الحيطان من حرارة وأتربة، ورطوبة، فابتداء من شراء الطلاء والدهان، إلى ترتيب الخطوات في اختيار الأنواع والألوان الخاصة بهذه المواد وتقنياتها، ويعتبر في كل هذه العملية، الدهّان هو مفتاح النجاح.
“صابلي”، “طاسيلي”، “وازيس”، “موناليزا” “سحاب”، “اتاكور”، “سيفار”، وغيرها من أسماء الديكورات لدهانات الجدران، التي باتت تلهم الجزائريين، وتجعلهم يتنافسون عليها، خاصة أن الانترنت أفسحت مجالا واسعا للتعرف على كل ما هو جديد في عالم “الصباغة”.

الدهّان.. إبداع وتكوين متواصل!
محمد بوقلقال، ويونس فؤاد، محمد زاوي، عطية بن خنيش، هؤلاء لديهم خبرة طويلة في صباغة الأسطح والجدران، ولكنهم لم يتوقفوا عن التكوين بسبب ما تفرضه المستجدات والموضة في عالم الدهن، التقت بهم “الشروق” على هامش فعاليات الطبعة الـ25 للصالون الدولي للبناء “باتيماتيك 2023″، ليكشفوا لنا أن الدهان لم يحد مجرد ملطخ للباس الذي كان يزدريه البعض، ويعتمدون على أنفسهم من خلال خبرتهم البسيطة، معتقدين أن صباغة الجدران مجرد تحريك للفرشاة وتوزيع الدهان هنا وهناك!
وقال محمد بوقلقال، إن خبرته تجاوزت 23 سنة، ولكنه رغم ذلك بات يصطدم اليوم، بالتطور الهائل في مجال الطلاء، وتقنيات استعماله، والديكورات الخاصة به، مشيرا أن قدومه للمعرض كان بهدف اكتشاف أحدث المستجدات.
ويرى أن السرعة في تطور مجال البناء والطلاء، واستعمال التكنولوجيا الحديثة في اكتشاف إبداعات جديدة لديكورات الدهان، تجعل من حرفة الدهان، تقترب من الإبداع والفن.
ومن جهته، أكد فؤاد يونس الذي يملك خبرة 7 سنوات في الصباغة، أن شركة “ميدي بنتار” المتواجد مقرها بزرالدة، استدعته ليشرف على عملية تكوين “الصباغين”، وتعليمهم التقنيات الجديدة، والديكورات الخاصة بالدهان.
وقال إن هناك الكثير من الديكورات الخاصة بالدهان، تستهوي الجزائريين، وعلى هذا الأساس يحاول بعض حرفيي صباغة الجدران، إبداع ديكورات جديدة وإطلاق عليها أسماء تتعلق بمناطق جزائرية أو بمدن أثرية وصحراوية، أو تحاكي الطبيعة.
ويختلف، بحسبه، سعر صباغة المتر الواحد من الحائط حسب طبيعة الديكور ونوع الدهان، والطلاء، حيث أوضح أن هذا السعر قد يتعدى 1200دج للمتر الواحد.
وأشار فؤاد إلى أن شركته، تصنع أصباغا وطلاء يتناسب مع ديكورات عصرية ومطلوبة لدى الجزائريين، بينها “طرافاترتينو”، “اتاكور”، “طاسيلي”، “رمال”، “طاسلي”، “وازيس”، “موناليزا”، وهي عبارة عن أوشام تستعمل فيها تقنيات وتصاميم تلحق بالفرشاة، مع نوع من عجينة أو دهان خاص.
وفي السياق، قال محمد زاوي، إن أصحاب السكنات الجديدة وبعد التطور في موضة الديكورات، وما يروج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، صاروا يبحثون عن كل ما هو جديد وعن أحدث ديكورات الطلاء والدهان.

اهتمام بدهانات مكافحة للرطوبة والبكتريا وتدوم لسنوات
وكشف محمد زاوي، أن التنافس على ديكورات الدهان وأحدثها، يكون بالموازاة مع مواد علاج الحوائط وصباغتها تحمي من الرطوبة والبكتيريا، وتصمد لسنوات قد تصل إلى 15 سنة، حيث رغم التكلفة التي يدفعها أصحاب السكنات، إلى الدهانين، إلا أن الاهتمام بالجودة وتفادي مشاكل أو “تقشر” الحيطان في أقصر مدة، يجعل من هؤلاء يتريثون في اختيار الطلاء والدهان والمشرف على الصباغة.
وحول نفس الموضوع، أوضح عطية بن خنيش، أن الألوان والأنواع حولت الدهّان إلى فنان مبدع، مؤكدا أنه يشرف على تكوين متربصين في الصباغة، بعد استفادته من خبرة شركة إسبانية.
ويرى أغلب الدهانين، الذين تحدثت إليهم “الشروق”، أن الكثير من الجزائريين يبحثون عن الإبداع في ديكورات الدهان، ولكن رغم ذلك يميلون إلى البساطة والألوان الفاتحة كالرمادي والأبيض، والوردي والقرميدي، والديكورات التي تحاكي الصحراء والطبيعة والرمال.

تطور مشاريع السكن في الجزائر ينعش سوق الدهان
وكشف لنا أصحاب شركات الدهان الذين شاركوا في المعرض الدولي “باتيماتيك 2023″، عن تطور صناعة أنواع الطلاء والدهان في الجزائر، والوصول إلى عملية التصدير نحو الخارج، وابتكار أنواع وأصناف مختلفة من هذه المواد المطلوبة في ديكورات المنازل والمؤسسات وغيرها.
وقال صلاح حيوش، المسؤول التجاري بشركة “سيما” الدولية المتواجد مقرها ببجاية، إن التحول التكنولوجي الذي نقلته الشركة من فرنسا إلى الجزائر، سمح بتوفير أنواع هائلة من الطلاء والدهان، مشيرا إلى أن المشاريع السكنية التي تعرفها بلادنا ساهمت بشكل ملحوظ في تطور فن الدهانة، وصباغة الحوائط.
وأكد أن الكثير من الجزائريين يبحثون اليوم عن الجودة، من خلال ضمان بقاء دهان حيطان سكناتهم سواء الداخلية أم الخارجية لمدة لا تقل عن 10 سنوات.
ومن جهته، يرى المسؤول التجاري لشركة” سيلكوت” التي لها حضور منذ 20 سنة في الجزائر، أن أصحاب السكنات الجديدة لمختلف الصيغ يهتمون بدهانات ضد الرطوبة، والبكتيريا والتشققات، وذات الغسل الذاتي، حيث رغم التكلفة الغالية إلا أنهم يسعون لعدم تكرار عملية طلاء ودهن منازلهم وضمان حماية ومظهر لائق للجدران.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!