سوناطراك مطالبة بالاستثمار في قطر وإيران لحماية حصّة الجزائر في سوق النفط الأوروبية
دعا الخبير النفطي الدولي ورئيس مكتب الدراسات “ايمرجي”، الحكومة إلى الإسراع في تطوير استراتيجية قوية تسمح لمجمع “سوناطرك”، بإقامة تحالفات قوية مع الشركات الطاقوية القطرية والإيرانية في مجالات الإنتاج، وتصدير هذه المادة الإستراتيجية نحو الأسواق الأوروبية، التي ستعرف بداية من سبتمبر الجاري تغيرات جذرية مع دخول مشروع “نورستريم” لنقل الغاز الروسي مباشرة نحو شمال مباشرة عبر بحر البلطيق.
-
وقال مراد برور، في تصريحات لـ”الشروق”، إن أنبوب الغاز “نورستريم”، الذي سيدخل الخدمة شهر سبتمبر الجاري لتزويد ألمانيا، ودول الشمال الأوروبي عبر بحر البلطيق بالغاز الطبيعي، ساهم في حل مشكلة عبور الغاز الروسي للأراضي الأوكرانية، وهي المشكلة التي فجرت أزمة بين البلدين تسببت في قطع الغاز على أوروبا بين 7 و20 جانفي 2009، مضيفا أن أوكرانيا وبدعم من الولايات المتحدة ترفض دخول روسيا في رأسمال شركة الغاز الاكروانية “نافتوغاز”، بعد تصريحات من الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين، بأن الغاز الروسي هو آلية لبناء القوة الروسية، من خلال تنويع طرق إيصال الغاز إلى أوروبا.
-
وكشف برور، أن خط أنابيب “نورستريم” سيوصل كميات مهولة من الغاز الروسي إلى أوروبا، تقدر بـ55 مليار م3 سنويا، مضيفا أن الإستراتيجية الروسية تتمثل في رفع حصتها في السوق الأوروبية المقدرة حاليا بـ25 بالمائة، مقابل 10 بالمائة للجزائر و6 بالمئة لقطر، التي استفادت من الأزمة الروسية الأوكرانية.
-
وكشف برور أن التهديد الحقيقي الذي ستواجهه الجزائر في السوق الأوروبية، سيكون من مشروع “ساوت ستريم” لنقل الغاز الروسي عبر بلغاريا، لتزويد دول جنوب أوروبا، التي تعتبر السوق الرئيسية للغاز الجزائري، مضيفا أن الكميات الهائلة التي ينقلها هذا الأنبوب بداية من 2015، يستحيل منافستها والمقدرة بـ63 مليار م3 سنويا، وهو ما يعادل إجمالي الصادرات الجزائرية من الغاز.
-
وأوضح الخبير النفطي، أنه على الجزائر لعب ورقة تفاوضية مهمة جدا، تتمثل في توفير ضمانات لأوروبا بعدم الوقوع تحت الهيمنة الروسية المباشرة في مجال الطاقة، معتبرا أن مشروع الأنبوب الروسي الجنوبي والكميات الهائلة من الغاز القطري المسال، التي تصل إلى أوروبا في التهديد المباشر لمستقبل الغاز الجزائري في أوروبا، بسبب التوجه الأوروبي نحو الأسواق الحرة، التي ستكون متخمة بالغاز القطر والروسي على حساب العقود الطويلة المكلفة.
-
وتابع المتحدث، أن الجزائر لا يمكنها منافسة هذه القوى العظمى في مجال الغاز، حيث تتوفر منطقة الشرق الأوسط لوحدها على 55 ألف مليار م3 وروسيا على 30 ألف مليار م3، مقابل كميات ضئيلة جدا لا تتعدى 4500 مليار م3 بالنسبة للجزائر.
-
وأوضح برور، أن الطريقة الوحيدة للجزائر للاستمرار كلاعب أساسي في السوق الأوروبية، يتمثل في دخول مجموعة “سوناطراك” إلى سوق توزيع الغاز وإنتاج الكهرباء في أوروبا، والدخول كمنتج للغاز في قطر وإيران.
-
وتتوقع “غازبروم” أن يرتفع استهلاك أوروبا من الغاز إلى 601 مليار م3 سنويا، ويمكن لمشروع ساوت ستريم ضمان نصف الكمية لوحده، وهو التهديد الأكبر للجزائر.