سياسة الإقصاء عند غوركوف
أجرى المنتخب الوطني الجزائري، خلال دورة قطر الدولية، مقابلتين وديتين أمام المنتخبين القطري والعماني على التوالي، والفرصة كانت مواتية للمدرب كريستيان غوركوف من أجل تجريب بعض العناصر وتحضيرها للمواعيد القادمة، غير أن مدربنا الوطني راجع كل حساباته بعد الخسارة الأولى أمام قطر، واعتمد في المباراة الثانية أمام السلطنة على اللاعبين الأساسيين، متجاهلا بعض العناصر المحلية التي لم يمنحها سوى دقائق معدودات، وآخرين لم يشاركوا ولو لثانية واحدة، ضاربا عرض الحائط كل التصريحات التي أدلى بها في ندوته الصحفية الأخيرة، والتي وعد فيها بأنه سيعاين عن قرب كل اللاعبين وخاصة المحليين منهم، لمنحهم فرصة إظهار قدراتهم وإمكاناتهم للظفر بمكان في التشكيلة الوطنية.
المدرب يواصل غضبه أيضا على بعض العناصر التي لم يستدعها، على غرار عبد المؤمن جابو الذي لا يزال الشارع الرياضي لا يعرف الأسباب الحقيقية لإبعاده، رغم أنه يستطيع وبكل سهولة التواجد في التشكيلة الأساسية لـ”الخضر”، وهو الذي سجل هدفين في المونديال الأخير، أحدهما في مرمى أحسن الحراس في العالم.. ورغم اعتراف المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش بأن جابو يملك كل الإمكانات للتواجد في التشكيلة الوطنية وقدرته على تقديم الكثير لها، إلا أن هيئتنا الكروية ومدربنا يرون عكس ذلك، وحرموه من التواجد رفقة لاعبين آخرين في التشكيلة الوطنية، مفضلين لاعبين آخرين أقل منهم مستوى. فهل المدرب وطاقمه عازمون على السير في سياسة الإقصاء، التي ستعود بالسلب على منتخبنا الوطني، في وقت هو فيه في أمس الحاجة إلى كل أبناء الوطن.
كنت أتمنى لو أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم علانية إنشاء لجنة خاصة للعقوبات للنظر في قضايا اللاعبين الدوليين، الذين يسيئون إلى المنتخب الوطني ومعاقبتهم إن اقتضى الأمر، والصفح عنهم وإعادتهم إلى مختلف المنتخبات الوطنية، التي هي في أمس الحاجة إلى كل اللاعبين الذين بإمكانهم منح الإضافة اللازمة لـ”الخضر”، لا أظن أن لاعبين مثل غيلاس وجابو وعبدون وآخرين أذنبوا وأخطؤوا إلى درجة أن اتحادياتنا أبعدتهم وحرمتهم من تقمص الزي الوطني، الأجدر بالنسبة إلي هو “احتضانهم” من جديد حتى يكونوا عبرة لكل اللاعبين الآخرين، ومنح محيط “الخضر” صرامة أكبر مقارنة بما كان عليه في عهد المدرب السابق، الذي كان صارما مع كل اللاعبين مقارنة بالطاقم الحالي، الذي أظهر بعض الليونة مع اللاعبين قد تكون أثرت على الجو العام داخل صفوف “الخضر”.
قد لا نختلف أن بطولتنا المحترفة ضعيفة ولا تنجب لاعبين بإمكانهم اللعب لمختلف المنتخبات الوطنية، كما أصبحنا لا نصدر لاعبين إلى الخارج مثلما كان يحدث في السابق، لكن من المتسبب في ذلك..؟ أليس المسؤولون على الكرة الذين أهملوا بضاعتنا المحلية وأصبحوا لا يهتمون إلا بسياسة جلب اللاعبين من الخارج، ورؤساء الأندية الذين أهملوا التكوين ويجرون وراء كل لاعب يتألق في ربوع الوطن ويمنحونه أموالا طائلة على حساب التكوين الذي كان دائما البنية الأساسية للكرة الجزائرية.. عودوا إلى صوابكم، فالحلول موجودة وما عليكم سوى الاقتداء بذلك الإصلاح الرياضي الذي أخرج يومها الكرة الجزائرية من مشاكلها.