جواهر
عندما تنتهي الحلول يلجأن إلى العمرة

سيدة تشفى من المس على عتبات الكعبة

سمية سعادة
  • 26445
  • 24
ح.م

عندما يعجز الكثير من الناس عن إيجاد حل لمشاكلهم المعقدة وأمراضهم المستعصية يحجزون تذكرة سفر على أقرب طائرة متوجهة إلى البقاع المقدسة، وهناك يرفعون أكف الضراعة لله العلي القدير ليزيل عنهم الهم ويكشف ما بهم من ضر.

والملاحظ، أن أداء العمرة “بنية قضاء الحوائج” منتشر بين النساء أكثر من منها بين الرجال، نظرا لطبيعة المرأة الحساسة التي تجعلها ضعيفة أمام الملمات والشدائد، لذلك نجدها تبحث عن أن أي مخرج ينهي معاناتها اليومية، وتبقى العمرة هي الحل الأنجع الذي يتواصى به الناس فيما بينهم، خاصة وأن الكثير من العلماء أفتوا بجوازها وصحتها.

حول هذا الموضوع، حدثتنا السيدة نظيرة من العلمة، عن معاناتها الروحية التي كتب لها أن تنتهي على عتبات الكعبة ذات يوم من السنة الماضية، حيث تقول” عانيت لسنوات طويلة من مس جعلني أرى العجب العجاب أمام عيني وأنا في كامل يقظتي، ورغم أنني كنت أروي لأولادي ما أشاهده، إلا أنهم كانوا يعتقدون أنني أتوهم، حيث أنني كنت أرى جيوشا من النمل تتسلق ذراعي وأحيانا أراها وهي تتسلق الجدار، فأقوم بنزعها وإلقائها على الأرض، وذات مرة رأيت النار تشتعل في قابس الكهرباء كل هذا وأبنائي غير قادرين على رؤية ما أرى”، وتؤكد السيدة نظيرة أن ما كانت تراه يحدث لها بصفة شخصية ولا علاقة له ببيتها المسكون كما يعتقد أقاربها، بدليل أنها عندما ذهبت في رحلة إلى مستغانم وكانت جالسة على السرير، شعرت أن هناك من رفعها من مكانها وألقاها على الأرض بقوة، وهي الحادثة التي رأتها ابنتها التي كانت ترافقها في هذه الزيارة، وبعد ذهابها للعمرة، ارتاحت نظيرة من معاناتها الطويلة ولم تعد ترى مشاهد مرعبة في يقظتها أو كوابيس مخيفة في منامها.

وتعتبر الأمراض العضوية الخطيرة أو المزمنة من أكثر الأسباب التي تدفع الناس للذهاب إلى العمرة، أو تكليف أحد المعتمرين بالدعاء للمريض هناك إذا كانت حالته سيئة ولا يقوى على أداء العمرة بنفسه، ولكن مليكة، تغلبت على حالتها السيئة وقررت أن تؤدي عمرة بنية الشفاء من صداع قوي يجعلها طريحة الفراش لعدة أيام وهناك، زالت كل آلامها وأصبحت قادرة على الحركة والنشاط وكأنها لم تعاني من قبل من أي مرض، ولكن إحساسا بالخوف انتابها بعد إنهاء المناسك لإمكانية معاودة الصداع لها بعد أن تعود إلى البيت وظلت تراقب نفسها لأيام وأشهر أعقبت العمرة ولكنها تخلصت مما كانت تعاني منه وأصبحت تنصح كل من نزل به داء أن يذهب إلى العمرة ويتوسل إلى الله ليشفيه.

صنف ثالث من النساء يخصص عمرته لأغراض أقل خطورة من الأمراض الجسدية والروحية، ولكنه على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بتأخر الزواج والإنجاب، حول هذا الموضوع، تقول السيدة جميلة إنها بدأت تشعر بالقلق حيال ابنتها التي بلغت من العمر 27 سنة ولم يقصدها الخطاب رغم أنها مقبولة الشكل وأستاذة في التعليم المتوسط وذات سمعة طيبة بين الجيران وفي عملها، فقررت أن تخصص عمرة إحدى السنوات لابنتها وهناك دعت الله أمام الكعبة طويلا أن يرزق ابنتها زوجا صالحا في أقرب وقت، وبالفعل بعد أشهر قليلة من عودتها من العمرة، تقدم أحد لها أحد زملائها في العمل وتزوجت منه وأنجبت منه طفلان، وقد مرت على هذه الحادثة أكثر من 14 سنة.

أقرب ما يكون العبد إلى خالقه في جوف الكعبة، حيث ينسى مشاغل الدنيا ويقبل على الله بقلب منكسر خاشع يرجو رحمته وشفاءه، فأنى لا يستجاب له في هذا المكان الطاهر وبين تلك الأجواء الروحانية؟.

مقالات ذات صلة