-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سيد علي كويرات… المبدع الذي رحل… واقفا

محمود بن شعبان
  • 1087
  • 0
سيد علي كويرات… المبدع الذي رحل… واقفا
أرشيف

يعتبر الفنان الجزائري الراحل، سيد علي كويرات، واحدا من أهم أعمدة الفن الجزائري.. خلف حضوره في مختلف الأعمال التي شارك فيها أثرا خاصا لدى الجمهور الذي تابع مشواره الحافل بالإبداعات المبهرة على مدار سبعة عقود كاملة.

ولد الراحل، سيد علي كويرات، في السابع سبتمبر عام 1933 بحي القصبة، القلب النابض لـ”الجزائر العتيقة”، وانخرط منذ طفولته بزقاق “الشاطئ الأحمر”، ضمن حركية ابتكارية لا متناهية، خلفت مشوارا حافلا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية الخالدة.

التحق “سيد علي كويرات” بالمسرح الوطني الجزائري عام 1950، وكانت بداياته في التمثيل رفقة كبار الفن الجزائري، أمثال “مصطفى كاتب” و”محيي الدين بشطارزي”، وغيرهما، حيث كان الراحل إلى جانب كبار ثوّار الفرقة الفنية الجزائرية التي جابت مختلف بقاع العالم.

مباشرة بعد الثورة التحريرية، قام الراحل، سيد علي كويرات، بتخليد كفاحات الأبطال، عبر سلسلة من الأعمال السينمائية الهادفة، التي نوّهت بمآثر وعظمة الشخصية الجزائرية المقاومة للاحتلال الفرنسي، حيث كانت بداية تألقه في عالم السينما عام 1963، من خلال فيلم “أبناء القصبة” لـ “مصطفى بديع”.. فمن منا لا يتذكر تلك العبارة المشتعلة شموخا “يا علي موت واقف”، التي صنعت جمال “الأفيون والعصا “، وفيلم “وقائع سنين الجمر” الذي نافس في مهرجان كان الدولي، وغيرهما من الأعمال الخالدة التي دون بها الراحل، سيد علي كويرات، اسمه بأحرف من ذهب في سماء السينما الجزائرية.

وقد شارك سيد علي كويرات في عدة أعمال، طيلة عقود من الإبداع، تجسدت في الكثير من الأفلام والمسلسلات، على غرار “حسان طيرو” عام 1974، و”عودة الابن الضال” سنة 1976، “الشبكة” سنة 1976، “الضحايا” عام 1982″، “صحراء بلوز” عام 1991″، “المهاجر”، مع المخرج المصري الشهير “يوسف شاهين” والممثل “خالد النبوي” عام 1994، “المشتبه فيهم”، ومسلسل “اللاعب” للراحل جمال فزاز عام 2004، “خالي وتيلغراف” في سنة 2007″، “الأجنحة المنكسرة” سنة 2009.. قبل أن يختتم الراحل مشواره الحافل بفيلم “المفتش بوب”، للمخرج بشير درايس.

وتبقى مشاركته في فيلم “وقائع سنوات الجمر”، الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1975 المحطة الأبرز في مشواره، الفيلم الذي الذي صور الحياة القبلية في جبال الجزائر، التي كانت تعيش على حياة التنقل في الصحراء والرعي، ثم لم تلبث أن تحولت الصحراء إلى ساحة للقتال والجهاد المستميت، من أجل نيل الحرية المخضبة بالدماء، ويغلب على الفيلم روح التراجيديا، حيث سادت فيه مناظر البؤس والألم والمجازر الدموية لمئات من المواطنين.

رحل العملاق، سيد علي كويرات، في الخامس أفريل 2015، وسيظلّ هذا الأسد حيا في قلوبنا، مثلما خلدت مقولة “علي موت واقف” في أذهان الأجيال المتعاقبة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!