“سيسية” الخطوط الجوية
الخطوط الجوية الجزائرية هذه الأشهر الأخيرة، تبدو كنظام السيسي؛ تريد أن تبقى وهي غير قادرة على البقاء، وتريد أن تطير وهي لا تستطيع حتى أن تحبوا.
المصيبة، أن نظام السيسي، يستعمل كل أشكال التسول والتهويل و“التفرعين” وطريقة ما يسميه إخواننا المغاربة “النخوة على الخوا“، ليبدو نظام “الإنكلاب” العسكري، كمن يقدم خدمة عمومية للشعب المصري، المطعون في كرامته وصبره وأمنه وعيشه، ومع ذلك تسانده جماعة “عاصفة القزم” بالمال والبنين والأموال والأنفس والثمرات، وهي تعلم أنها تساند“إنكلابا” ضد الشرعية، مهما كانت، فالشرعية للشعب ولو كان الأرسيدي هو الفائز في مصر أو الباكس، ثم تناقض نفسها، نفس الجماعة التي أنتجت “داعش” و“الغبراء” (أصلها متعودة منذ حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان، لا زالت دماؤها تجري في عروق أهل مكة وشعابها)، تناقض نفسها وتقف اليوم ضد الانقلاب في اليمن بعد أن “قعدت” في انقلاب مصر، بل وجيّشت نفسها، وقاموا “بفزعة” (أصلهم مجرد “فزاعة“) ضد الحوثيين المتشيّعة وهم لا شيعة ولا سنة!
مصر السيسي والجوية الجزائرية، عملتان لعميل واحد لا عمل له، مع ذلك يقول إنه يعمل.. والله أعلم بما يعمل فضلا عما لا يعمل!
الجزائرية للخطوط، يراد لها أن تبقى“حظوظ” وطنية محتكرة “ما تقوم ما تطلق“، ولهم الحق فيه، بل ونثني على ذلك، لأن الخطوط الجوية ملك للوطن (لكن الوطن ليس ملكا للجوية) لكن، أن يصبح الوطن وخطوطه عبءا على حياة المواطن فلا وطن يعلو فوق المواطن، فغلاء الأسعار وسوء الخدمات، قياسا بشركات أجنبية في الخارج يصعب تخيله.. المشكل، أنه من يقبل التعامل مع الجوية، فمطالب بأن يرفع التسعيرة مثلها أو أكثر لكن ليس أقل، وكأنها لا تعادي هي المواطن لوحدها، بل تؤلب الشركات ضده، ألهذا الحد “نحرش” فيه الشركات الأخرى؟!. فوق كل ذلك، الإضراب المفاجئ الذي أبقى الآلاف من المسافرين مرميين في المطارات خارج وداخل الوطن: المسافرون والعائدون، المعتمرون والسياح والمرضى والمعطوبين والعجزة والشيوخ والأطفال.. أية وطنية هذه التي نفتخر به ونريد أن نبقي عليها فقط “نيف وشلاغم“؟ ولهذا أيضا، نريد أن يبقى نظام السيسي “نيف وشلاغم“، فقط لأن أقلية “ساحقة” متنفذة في كل شيء تريد أن تبقى.. الشعب المتبقي مجرد “أشعب“.
هذه المرة، لم أنم.. اسمحوا لي، الأرق طيّر النوم من جفوني، على هذا البلد الذي تكاثرت دمامله وجراحاته، وهذا الوطن العربي المثخن بالدماء والجروح التي تفقد العقل والصواب وتذهب النوم وتقرب الموت.
آآه.. كم أنا أتثاءب والنوم الهنيء بعيد المنال.. لماذا أنا أصلع؟ أقول لكم: وهل رأيتم الشجر ينبت على فوهة بركان؟