رياضة

“سيف” و”عناد” خاليلوزيتش

ياسين معلومي
  • 3422
  • 13

بعد طول انتظار، كشف المدرب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، النقاب عن قائمة اللاعبين الذين سيواجهون المنتخب السلوفيني في الخامس من مارس القادم بملعب تشاكر بالبليدة. قائمة أشهر فيها البوسني “سيف الحجاج” على بعض الأسماء، ووضعهم في قائمة احتياطية قد تدوم إلى غاية نهاية المونديال البرازيلي، وجامل البعض الآخر رغم أنهم بعيدون كل البعد عن الملاعب لأشهر عديدة، لكنهم يلقون ثقة عمياء من المدرب لحاجة في نفس يعقوب ولا يعرفها إلا المحيطون به. إنه يضرب عرض الحائط بكل القوانين التي يطبقها أغلى وأشهر المدربين في العالم.. فلم أسمع في حياتي بمدرب منتخب وطني يستدعي لتشكيلته لاعبا مصابا أو ناقص منافسة، اللهم إلا إذا كان على شاكلة ميسي ورونالدو، وهو ما تفتقده الكرة الجزائرية منذ عهد بلومي وماجر وعصاد والآخرون.

سياسة “المحاباة” التي ينتهجها “الوحيد” منذ مجيئه إلى الخضر للبعض، والحقد والكراهية التي يكنها للبعض الأخر، تجعلنا نقرأ السلام على مشاركتنا في المونديال البرازيلي، ما لم يراجع شيخنا نفسه، ويضم لاعبين أكثر جاهزية لمواجهة بلجيكا وكوريا وروسيا، حتى نتمكن من التأهل للدور الثاني مثلما اشترطته الفاف على الناخب الوطني، هدف صعب المنال، إن لم يتدخل المسؤول الأول على الكرة في الجزائر ويطالبه باستدعاء من هم في جاهزية للمشاركة في المونديال.

الملاحظ على قائمة اللاعبين الذين سيواجهون سلوفينيا، يتجلى له أن المدرب الوطني لا يزال يكن حقدا دفينا للاعب رياض بودبوز، فرغم مشاركته المنتظمة مع فريقه باستيا إلى أن أثر “الشيشة” لا يزال يخيم على مخيلة مدربه، وكأنه اقترف ذنبا يلازمه طوال مشواره الكروي، مثله مثل الصاعد بلفوضيل الذي تنقل حديثا إلى فريق ليفيرنو مغادرا الأنتير بغية اللعب كأساسي، لكن ناخبه الوطني وضعه احتياطيا منذ أن اختلف معه في أحد التربصات الأخيرة.

كنت سأقول كلاما آخر لو يعامل كل اللاعبين نفس المعاملة، ويحظون بنفس الاهتمام، لكن الحقيقة عكس ذلك، فكيف للاعب مثل بلكالم الذي لم يلعب لمدة ثلاثة أشهر توجه له الدعوة للمباراة التحضيرية، وكيف لعدلان قديورة أن يتواجد مع التشكيلة وهو بعيد عن المنافسة، وحتى عن التشكيلة الاحتياطية لناديه الإنجليزي، إضافة إلى مهدي لحسن وآخرين بعيدين كل البعد عن “المقياس العالمي” للاعب يشارك في نهائيات كأس العالم.

ما يؤلمني هو أن الناخب الوطني الذي يطبق سياسة الكيل بمكيالين، لا يكلف نفسه حتى الاتصال باللاعبين والاطمئنان عليهم مثلما كان يحدث مع الطاقم السابق لـ”الخضر”، بل يعتمد في سياسة الاختيار على صور تلفزيونية وقصاصات الجرائد، ومكالمات هاتفية لمعرفة أخبار لاعبيه. أحد اللاعبين الدوليين أكد لمقربيه أنه لم يتحدث إلى مدربه منذ أكثر من ستة أشهر.. وآخر قال إن المعاملة التي يتلقاها بعض اللاعبيين في التربصات تزعج البعض الآخر، هل يقبل العقل أن يخلق المدرب الوطني مشاكل للاعبيه؟ وهل ينسى يوما زياني، بلحاج، عنتر يحي، بودبوز، وتايدر وبلفوضيل ما وقع لهم؟ لست هنا لأعطي دروسا للمدرب الوطني وإجباره على استدعاء لاعب على حساب لاعب آخر، لكن أبجديات الكرة تقول: “من لا يلعب في فريقه لا يلعب في المنتخب”.

هل السياسة المنتهجة من طرف الناخب الوطني ستمكن رئيس الفاف من جلب لاعبين من الخارج للخضر مستقبلا؟ وهل سيتعرض الوافد الجديد بن طالب  إلى الإقصاء والتهميش؟ وهل يعي رئيس الاتحاد ما يحدث داخل المنتخب؟… أم ننتظر حتى يقع الرأس في الرأس ونبكي أياما على الأطلال، ونجد أنفسنا في كأس إفريقيا بالمغرب بمنتخب بدون روح ويومها لا ينفع الندم…   

مقالات ذات صلة