-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وكلاء يشترطون على الزبائن تسبيق 200 مليون لاستيراد السيارات

سيناريو “الوعد الصادق” يعود عبر بوابة وكلاء السيارات

بلقاسم حوام
  • 27337
  • 0
سيناريو “الوعد الصادق” يعود عبر بوابة وكلاء السيارات
أرشيف

استغل العديد من وكلاء السيارات متعددي العلامات مرحلة الفراغ التي تمر بها السوق الجزائرية، للإعلان عن عروض مغرية و”مشبوهة”، واستثمروا في مواقع التواصل الاجتماعي للتشهير لإعلاناتهم واستمالة الزبائن بتخفيضات تصل 80 مليونا عن بعض موديلات السيارات التي تشهد رواجا في الأسواق، وبدأ المواطنون يتناقلون هذه العروض ويشيدون بها، لما تحمله من أسعار مغرية، وبدأ هؤلاء الوكلاء يستقبلون طلبات الزبائن على هذه السيارات بالرغم من تعارضها مع الإجراءات القانونية.

وللوقوف على هذه الظاهرة، تقمصنا دور الزبون واتصلنا ببعض هؤلاء الوكلاء الذين ملأت إعلاناتهم “الفايسبوك”، وكانت البداية مع وكيل أطلق عليه اسم “دار الخليج أوتو” والذي فتح قاعة عرض في بلدية بابا احسن في العاصمة، وبدأ يسوق لنفسه على أنه الوكيل المعتمد لعلامة سوزوكي في الجزائر، وأعلن عن تخفيضات تتراوح ما بين 70 و80 مليونا على بعض الموديلات على غرار “سوزوكي دزاير” و”سوزوكي سويفت”، وأكد هذا أنه يوفر لزبائنه خدمات ما بعد البيع وقطع الغيار الأصلية.

تواصلنا مع هذا الوكيل وأبدينا اهتمامنا بشراء سيارة “سوزوكي سويفت” التي تسوق عند بقية الوكلاء ما بين 330 و340 مليونا، وهو يعرضها بسعر 264 مليونا شاملة كل الرسوم، والغريب أنه طلب منا تسبيق مبلغ يتراوح ما بين 180 و200 مليون والانتظار مدة 75 يوما لاستلام السيارة، التي تستورد من دبي، وأكد لنا إمكانية إمضاء عقد بين الوكيل والزبون يتضمن كل الشروط المتفق عليها والتي تتضمن تجهيزات السيارة والسعر وشروط الضمان وتاريخ التسليم وغيرها من الإجراءات الإدارية والتجارية التي تشمل عملية بيع السيارة، والغريب في الأمر أن هذا العقد يمضى بين الوكيل والزبون فقط ويتيح إمكانية دفع المبلغ عن طريق “الشكارة”، وعندما سألناه عن الضمان، قال لنا أن العقد هو الضامن، وأنه يملك قاعة عرض وعنوانا ثابتا ولا يمكنه خداع الزبائن والإخلال بالتزاماته، وقال أنه يعرض أيضا تسويق سيارة “سوزوكي دزاير” بسعر مغر يقدر بـ259 مليونا شاملة كل الرسوم، وقال أن السيارات التي يعرضها للبيع تتوفر على كامل التجهيزات الفخمة المخصصة للسوق الخليجية على غرار شاشة لمسية كبيرة وعلبة سرعات أوتوماتيكية ومكيف هواء أوتوماتيكي..

ولجلب اهتمام الزبان أكثر، وظف هذا الوكيل فتيات يشرفن على عملية الرد على اتصالات الزبائن وإقناعهم بالعروض المغرية وذلك عن طريق إرسال فيديوهات للسيارات التي ستصدر للجزائر وما تحتويه من تجهيزات غنية، وعند تواصلنا مع إحدى العاملات لدى هذا الوكيل، أكدت لنا أن هذه التخفيضات ستستمر فقط لأسبوع وعلينا دفع الشطر الأول من الأموال بسرعة للاستفادة من العرض، وقالت لنا أن تسجيل الإاسم فقط في القائمة يكلف 10 ملايين سنتيم، وذلك ليضمن الوكيل أن الزبون جدي وسيدفع الشطر الأول، ومنحتنا هذه العاملة عن طريق نسخة عن العقد وفاتورة شكلية تتضمن مبلغ السيارة والخصائص، بالإضافة إلى بعض الصور والفيديوهات لسيارات سويفت التي يستوردها هذا الوكيل إلى الجزائر.

وكيل آخر وجدناه يسوق سيارة “سوزوكي سويفت” 2022 على الانترنت بسعر 244 مليونا أي بتخفيض قدره 100 مليون، وأكد أنه يستوردها من دبي بسعر المصنع، وهو مستعد لإيصال السيارة لغاية منزل الزبون، وأنه تربطه علاقات متينة مع مصدري السيارات من دبي، واشترط على الزبائن ضرورة تحويل المبلغ في حسابه ليحوله لشركائه في دبي مع انتظار 45 يوما لاستلام السيارة.

القانون لا يحمي المغفلين…
وفي هذا الإطار، حذر رئيس جمعية وكلاء السيارات متعددي العلامات يوسف نباش في تصريح للشروق من كثرة العروض الاحتيالية التي يعلنها “أشباه الوكلاء” على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنهم يوهمون المواطنين بعروض وتخفيضات مغرية لسرقة أموالهم، متسائلا عن الطريقة التي يعتمدها هؤلاء الوكلاء لتحويل أموالهم إلى الخارج، وقال محدثنا أنه وقف على العديد من العروض غير المنطقية لتخفيضات كبيرة في أسعار السيارات المستوردة من الخارج، محذرا من تكرار سيناريو “الوعد الصادق”، قائلا أن القانون يمنع هؤلاء الباعة من جمع الأموال من المواطنين، لأنهم غير معتمدين، والسيارات غير موجودة أصلا، وقال أن كل وكيل غير معتمد هو في نظر القانون هو “سمسار”، متأسفا لمرحلة الجمود والفراغ التي تمر بها السوق الجزائرية والتي تسببت حسبه في كثرة العروض الاحتيالية والمتطفلين على المهنة والذين يسوقون سيارات جديدة للمواطنين دون ضمانات.

على السلطات أن تتدخل..
ومن جهته، طلب رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات المستهلكين زكي حريز من السلطات الوصية ضرورة التدخل لحماية المواطنين من العروض الاحتيالية على مواقع التواصل، وفرض الرقابة على كل من يبيع السيارات “خاصة لما نشاهده من تنام لظاهرة تسويق السيارات المستوردة من الخارج على مواقع التواصل من دون ضمان ولا خدمات”، مؤكدا أن جمعيات المستهلكين تستقبل يوميا شكاوى من مختلف الولايات تتعلق بالاحتيال في بيع السيارات، ودعا محدثنا المواطنين لضرورة الحذر وعدم الانسياق للإعلانات المعسولة والتخفيضات المبالغ فيها، قائلا أن حاجة المواطن لشراء سيارة بأسعار معقولة هو ما يجعله ضحية للمحتالين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!