الرأي

سينما “عميلة” للخارج!

قادة بن عمار
  • 1609
  • 2
ح.م

في حوار لقناة “كنال ألجيري” يقول المخرج السينمائي المعروف مرزاق علواش، إن جميع من يتهمه بالعمالة للخارج، وتشويه سمعة البلاد، عن طريق تلقي أموال لتمويل أفلامه السينمائية، هو إما حاسد أو حقود أو باحث عن فرصة مشابهة ولم يحصل عليها!

علواش، الذي قدم للسينما العديد من الأفلام، أهمها “عمر قتلاتو”، و”التائب”، يضيف إن عددا من المخرجين والمنتجين في الجزائر باتوا يلهثون وراء الخارج بحثا عن المال وعندما لا يحصلون عليه، يلجؤون لاتهام الآخرين بالعمالة للخارج!

الكلام الذي قاله مرزاق علواش، وإن كان صحيحا بنسبة 5 بالمائة، فهو يعبّر عن تدهور كبير في مستوى النقاش الفني والسينمائي، خصوصا أن علواش الذي يصف نفسه بالفنان الحر، ويُبعد عن أعماله كل صبغة سياسية لا يقول الحقيقة، فهو مسيّس حتى النخاع، كما أن جلّ أعماله، وباعترافه، باتت تبحث عن الصدى في المهرجانات أكثر من بحثها عن الشعب، ما عدا فيلم “عمر قتلاتو” الذي يمكن تصنيفه بالفيلم الأكثر شعبية لمرزاق!

لكن في المقابل، فإن هذا المخرج على حق حين يعتبر توجيه تهمة العمالة له أو لغيره من المتعاونين مع جهات أجنبية، أضحت بمثابة التهمة الجاهزة، أو الشماعة التي يعلق عليها البعض فشلهم وإخفاقهم، لدرجة أن جميع من يختلفون مع الرأي السائد أو يسيرون ضد التيار، باتوا عرضة لاتهامهم بالعمالة أو ببيع الذمة وهو أمر خطير وغير مقبول!

الأمر يتكرر الآن مع المخرج والمنتج بشير درايس، الذي قال إن “فيلم العربي بن مهيدي كان فكرته منذ الأول، وقد دخلت وزارة المجاهدين ومعها الثقافة على الخط بحثا عن الحفاظ على وطنية العمل، وعدم رميه في أحضان الخارج وتحديدا فرنسا”، لكن وبعدما تم إقناع المخرج الذي يقول إنه يرفض الجنسية الفرنسية رغم إقامته بهذا البلد منذ ثلاثين سنة، تفاجأ بأن عرض الأموال الجزائرية سيكون في مقابل تشويه الحقيقة أو نشر رواية رسمية لا علاقة لها بما حدث في الثورة أو حتى بتقديم فيلم يشبه بقية الأفلام الوثائقية التي تم تقديمها في عقود سابقة وليس فيلما سياسيا رغم أن العربي بن مهيدي كان رجل سياسة وحرب أيضا!

يبقى أن مثل هذه التهمة وهي “العمالة للخارج” أو المزايدة بالوطنية لا يجب أن تتحول إلى حجة لمقارعة الاختلاف ومعاقبة المبدعين، وهنا يجب على السينمائيين والفنانين جميعا أن يتوحدوا فالأمر لا يتعلق دوما بالمال وإنما بالمواقف التي لا تزول بزوال الرجال!

مقالات ذات صلة