الجزائر
قاضي التحقيق بالقل أمر بإجراء تحاليل الحمض النووي

شاب يعود إلى عائلته بعد 35 سنة من “وفاته”

الشروق أونلاين
  • 16158
  • 28
ح.م
مدينة سكيكدة

لا حديث هذه الأيام في قرية أحمد سالم بلدية كركرة بالجهة الغربية لولاية سكيكدة سوى عن عودة رجل مات منذ 35 سنة وبقي ذكرى واتضح أخيرا أنه حي يرزق، المأساة بدأت مع لحظة الفرح حينما علمت العجوز س.ح البالغة من العمر حاليا 63 سنة أنها سترزق بمولود، وأثناء آلام الوضع قرر أطباء مستشفى القل آنذاك في سنة 1977 تحويلها على جناح السرعة إلى مستشفى سكيكدة لإجراء عملية قيصرية، ووضعت الأم طفلا سمته سمير وهي لا تعلم بأن الحكاية لم تنته بخروج الطفل إلى الدنيا.

فبعد أربعة أيام تحوّل الفرح إلى دموع، حينما أخبرها أحد عمال المستشفى وهو من أبناء القرية كان يجلب لها المولود لترضعه، بأن فلذة كبدها الذي أرضعته لمدة 3 أيام توفي، فحزنت وبقيت في المستشفى 25 يوم لإكمال العلاج واعتبرت الحكاية من الماضي.

عادت الأم وحدها إلى المنزل تجتر ألم الفراق ودون الطفل الذي تعذبت لإنجابه، ولم تتمتع بابتسامته ولا بمداعباته حتى شقيقاته اللائي كن ينتظرنه تحطمت أحلامهن ومع ذلك استمرت الحياة .

مضت السنوات وأصبح الطفل مجرد ذكرى ولا حتى قبر يزار، الغريب في الأمر أنه لم يذكر في السجلات إطلاقا حيا أوميتا فكان نسيا منسيا .

لتتفاجأ العائلة منذ أيام باتصال هاتفي يخبرها بأن الابن المنسي على قيد الحياة، وتكرر الاتصال ليتحول إلى حقيقة، خاصة أن العائلة فقيرة ولا أحد يريد الانتساب إليها .

طارت العائلة من قريتها إلى سكيكدة لمعرفة الحقيقة، وتم اللقاء بين شخص أكد أن هذه العائلة هي أسرته الحقيقية، ليبدأ الابن الذي يعمل إطارا في سوناطراك وتحوّل اسمه من سمير إلى “ح. س. ر” وهو حاليا أب لأربعة أطفال برواية السر الدفين، الأم التي تبنته وهي على فراش الموت أرادت أن تطهر نفسها من كل الذنوب، أخبرته بالحقيقة وطلبت منه أن يبحث عن أهله وأن يسأل الشخص الذي أختطفه من أحضان أسرته وذكرته باسم عامل المستشفى وهو من نفس قرية والده الحقيقي والذي مازال على قيد الحياة ويعاني مرضا مزمنا أقعده الفراش واعترف الجاني بذنبه وفتح التحقيق .

الشروق اليومي انتقلت إلى منزل الأب الحقيقي “ع. م” بقرية أحمد سالم لنقل الحقيقة كما هي، استقبلتنا شقيقات الأخ المختفي لكنهن رفضن الحديث أما والدهن “م. ع” 74 سنة، فقال إن القضية على طاولة قاضي التحقيق بالقل الذي أمر بإجراء تحاليل الحمض النووي لإثبات النسب. للتأكد بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الشخص هو الابن الذي عاد إلى الحياة، كما أن إحساس الأم أقوى من أي تحليل مخبري وهي التي قالت لنا أنه إبنها من أول نظرة .

مقالات ذات صلة