-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جنايات وهران أدانته بـ15 سنة سجنا

شاب يقتل رب عمله بسبب حرمانه من الراتب

خ. غ
  • 1654
  • 0
شاب يقتل رب عمله بسبب حرمانه من الراتب
أرشيف

أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران الخميس، شابا يبلغ من العمر 19 سنة، بالسجن لمدة 15 سنة، عن ارتكابه جناية القتل العمد، التي راح ضحيتها صاحب ورشة خياطة، كان الجاني يعمل فيها أجيرا لديه.
تعود وقائع هذه القضية إلى العام الفارط 2022 ببلدية العنصر في ولاية وهران، وتحديدا على مستوى محل مهني مستأجر، كان الضحية يمارس فيه حرفة الخياطة، أين أثار انبعاث رائحة غريبة من الموقع نوعا من الريبة في نفس المؤجِر الذي يقطن في نفس العقار، خاصة أنه لاحظ منذ عودته من مشوار كان قد غيّبه عن منزله لقرابة الأسبوع، أن النور مشتعل داخل المحل المذكور طوال الليل والنهار، وكذلك النافذة كانت باقية مفتوحة على حالها وعلى غير العادة، ليقوده الفضول إلى إلقاء نظرة من خلالها إلى داخل الورشة، وهناك تهيأ له تواجد شخص ملقى على الأرض من دون حراك، الأمر الذي دفعه للتوجه رأسا إلى مقر الدرك الوطني لأجل التبليغ عن الحادثة وما راوده بشأنها من شكوك، حيث قدم لذات المصالح إفادته لها بكل تفاصيل الموضوع ووفق ما سلف ذكره، ومن ذلك التصريح بأنه هو صاحب المكان، الذي يتخذ من جزئه السكني مقرا لإقامته، فيما يستغل المحل الملحق به للكراء، مشيرا إلى أن المستأجر الذي يشغله في ذلك الوقت هو من أصل مغربي يسمى (أ.ع).
واستغلالا لتلك المعطيات، تنقلت عناصر الدرك إلى عين المكان، أين وجدت باب المحل مفتوحا، وعند دخولها عاينت جثمان شخص مطروح على الأرض، عاري الصدر ويرتدي سروالا، وعليه آثار طعن على مستوى الرأس، ليتم نقله إلى مصلحة حفظ الجثث لإخضاعه للتشريح.
كما جاء أثناء الجلسة أن مصالح الضبطية لم تجد حينها أي دليل مادي من شأنه أن يفك لغز هذه الجريمة في مسرح حدوثها عند قيامها بتفتيشه ومحاولة تقفي آثار الفاعل، لكن وبالعودة إلى تصريحات صاحب البلاغ، فقد أكد هذا الأخير على أن كل ما حصل قبل حوالي أسبوع لا يعرف عنه شيئا، ذلك أنه كان متواجدا في ولاية مستغانم لحضور مأتم أحد أقاربه، وعندما عاد، لفت انتباهه رائحة نفّاذة كلما اقترب من محيط ذلك المحل، الذي قدم اسم مستأجره.
وبعد إعلام عائلة الضحية بالمصاب الذي ألم بها على وقع هذه الجريمة، أفادت شقيقة المجني عليه أن هذا الأخير يمارس الخياطة، وكان يمارس حرفته هذه في ذلك المحل، موضحة أنه مغربي، لكن لديه تصريح إقامة قانوني في الجزائر، ومن خلال التحري في المعطيات الشحيحة المتوفرة في قضية الحال، لاسيما البحث عمن كان يتعامل الضحية أكثر في نشاطه، ومن كان يتردد على ورشته، تم التوصل إلى المدعو (ش. م)، وهو عامل لديه كان يقوم بمساعدته في أشغال الخياطة، حيث كان اختفاؤه لافتا طيلة الفترة التي حدثت فيها الواقعة وما بعدها، ليتم بعد العثور عليه واستجوابه انتزاع الحقيقة منه، حيث ورد في محاضر الضبطية القضائية، وأيضا من خلال تصريحاته أمام قاضي التحقيق، اعترافه بأنه الجاني، مبررا فعلته بأن الضحية رفض يومها أن يعطيه الأجرة، التي كان يتلقاها منه كل أسبوع، الأمر الذي دفعه للتشاجر معه، وانتهى ذلك بطعنه تحت تأثير الغضب واستفزازات الطرف الآخر.
أما تقرير الطبيب الشرعي لجثمان الضحية، فقد أوضح أن هذا الأخير تعرض لسبع طعنات بأداة صلبة وحادة، إحداها كانت مميتة بعد ما تسببت له في جرح عميق على مستوى الجبهة.
أمام هيئة المحكمة، تراجع المتهم عن أقواله السابقة أثناء التحقيق، وكذلك أشار دفاعه إلى انعدام ما يثبت أنه الفاعل، خاصة أن نتيجة فحص البصمات الذي أجري على المطرقة التي وجدت في مسرح الجريمة، بينت أنها متطابقة مع بصمة الضحية ولا أثر لتلك الخاصة بالمشتبه فيه، مضيفا أن هذا الأخير بات يعاني من اضطرابات نفسية بسبب كثرة الضغوط التي تعرض لها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!