شاب ينشد العالمية من خلال موهبته الفريدة

وجد في “الماكياج” السينمائي، ملاذا لإخراج حزنه واكتئابه، فاختار وجوه الأشخاص ليُبدع فيها أقسى مناظر الدم والجروح والحرق، بدلا من إخراج طاقته السلبية الكامنة في المخدرات أو أيّ سلوك مخالف. هو شابّ من سكيكدة، أبدع في مجال التّجميل السينمائي ساعيا للوصول بموهبته إلى العالميّة عبر بوابة “هوليوود” السينمائية.

بدر الدين سايب، شاب من ولاية سكيكدة، يدرس بجامعة الجزائر 2 تخصّص علم اجتماع تنظيم وعمل، موهبته مميزة ونادرة في الجزائر، فهو فنان في “الماكياج السينمائي”، يُبدع في إظهار مناظر تشويه الجثث، والحرق والتشويه، عن طريق أدوات الزينة فقط، فتحسبها حقيقيّة فعلا.

بدايات الفنان المُبدع، بحسب ما كشفه في لقاء مع “الشروق”، انطلقت في فترة راودته أحاسيس قلق واكتئاب شديدين، فلجأ إلى التجميل السينمائي للخروج من هذه الحالة التي اعترته، بدل سلك طريق المخدرات والانحراف. فكان يرى في صور الدّم والحرق والتشويه التي يرسمها على الوجوه، تجسيدا لما يختلجه من مشاعر قوية. ومن هنا بدأت مسيرته الفنية.

وبعدها، واصل بدر الدّين في هذه الطريق، وجعل من “الماكياج” وسيلة لمُسايرة أحداث ومناسبات، ولتوصيل رسائل إلى المجتمع.

يُساير الأحداث الوطنية بالماكياج السينمائي

وقال: “مع مرور الوقت، طورتُ من موهبتي، وأصبحت أستخدمها لتوصيل رسائل في المجتمع، فمثلا في مُناسبة عيد المرأة الموافق لـ 8 مارس من كل سنة، أرسم وجوه نساء مُعنفات، وفي الأعياد الوطنية أضع ماكياجا يصف حالة المجاهدين والمعارك، وشاركت في اليوم الوطني للوقاية من حوادث المرور في 20 نوفمبر “.

وأشار المتحدث، إلى أن موهبته، هي تعبير عن حالة إنسانية، وليس مجرد أدوات زينة وتجميل.

وتلقى موهبة بدر الدين، قبولا في المجتمع، على حد قوله، رغم أنها غير منتشرة في الجزائر، موضحا: “في المجال الفني تلقيتُ إطراء من مخرجين ومنتجين، وأنا في تواصل دائم معهم، ولكن للأسف لا توجد في الجزائر صناعة لأفلام الرّعب، التي تحتاج أشخاصا مثلي، وهو ما جعلني أسعى لتطوير موهبتي ولتعليمها لغيري، فلربما عندما نكون كُثر، يصبح لدينا صوت مسموع”، على حدّ قوله.

بينما يطمح الشاب مستقبلا، لفتح مدرسة في الماكياج السينمائي، للمساهمة في إنتاج أفلام الحركة والرّعب ببلادنا، كما يسعى جاهدا للتوجه نحو أمريكا، ليطلع عن قرب على أبجديات هذا الفن، المشهور هناك.

وناشد بدر الدين سايب، وزارة الثقافة للاهتمام بهذا الفن ودعم أصحابه، وتوجه بالشكر لكل من سانده لإبراز موهبته، ومنهم والدته وجدته وصديقه عصام.