شافية بن أعراب: هدفي تثمين التراث والتنوع الثقافي للجزائر

يعتبر مسلسل جانت بين جبال الذي يبث على التلفزيون الجزائري أول سلسلة بالترقية يتم إنتاجها في الجزائر. ورغم أن العمل غير موجه لقطاع واسع من الناس بحكم اللغة لكنه استطاع استقطاب الأنظار فقد تمكن العمل من التزام مبدإ الخدمة العمومية وضمان حق المتحدثين بهذه اللغة من رؤية أنفسهم في تلفزيون بلادهم، وهو ما لم يكن ممكنا قبل سنوات من الآن. ورغم عائق اللغة غير المتاحة للجميع، لكن العمل استقطب الأنظار وجلب الاهتمام منذ حلقاته الأولى.

المنتجة شافية بن أعراب تؤكد عبر هذا الحوار أن تثمين التراث والتنوع الثقافي في الجزائر كان هدفها من إنتاجه.

مسلسل جانت بين جبال أول عمل بالتارقية، هل يمكن العودة إلى مغامرة إنتاج هذا العمل؟

ليست المرة الأولى التي أقدم فيها عملا من هذا النوع، حيث سبق وأن أنتجت عملا بالشاوية لأني أعتبر أن الاهتمام بالتنوع وثراء التراث الجزائري أمر في غاية الأهمية في الترويج لثقافتنا وتثمين تراثنا وإلا سنذوب ونندثر.
إنتاج هذا العمل كان نوعا من المغامرة المدروسة، حيث تنقلت بإمكانياتي الخاصة إلى جانت. وكانت الصعوبة الأولى التي واجهتنى الحصول على نص سيناريو قابل للإنتاج، فكان علي البحث والتواصل مع أبناء المنطقة حتى التقيت بعثمان اوقاسم الذي يملك مؤهلات فتم إطلاق المشروع.

وهل كان سهلا تنفيذه؟

أكيد لم يكن سهلا المشروع يعود إلى سنة 2016 وقدمته للتلفزيون ولكن لم يكن السيناريو مكتملا وعدت هذه السنة بعد أن حصلنا على نص مكتمل قابل للإنتاج.

إشكالية السيناريو حديث يعود في كل رمضان ما هو سبب هذا المرض المزمن في الدراما الجزائرية؟

نعم لدينا مشكل في السيناريو هناك نقص كبير بحيث يتعب المنتج كثيرا في سبيل إيجاد نص كامل متكامل قابل للتصوير بدون تعديلات، وهذا يعود إلى غياب التكوين وانعدام المدارس والمؤسسات المتخصصة. ونخطئ لما نعتقد أن الورشات بإمكانها أن تعطينا سيناريست في ثلاثة أشهر، الورشات ليست ولن تكون بديلا لمدارس التكوين المتخصص.

لكن من الجهة الأخرى هناك من يتهم المنتج بتقديم أعمال دون مستوى؟

ميدان الإنتاج أيضا يعرف مشاكل كثيرة المنتج هو مثل الطبيب العام الذي يعرف كل التخصصات ويجمع بين عدة أقسام من القسم الفني غالى القسم التقني والتسويق وغيرها.
على المنتج أن يكون مطلعا على ما يحدث ويكون حلقة الربط بين كل الأقسام بتخصصاتها ودقائق الأمور فيها أن تكون منتجا ليس امرأ هينا فإضافة إلى العراقيل المادية والرهانات المتعلقة بالاستثمار كما قلت في السابق، على المنتج أن يبذل مجهودا كبيرا في إيجاد نص جيد ومكتوب بطريقة محترفة قابلة للإنتاج.

العمل يقدم خدمة عمومية ومكن سكان جزء من الجزائر من رؤية أنفسهم وثقافتهم في الشاشة، ما هي أهم الأصداء التي وصلتك بخصوص العمل؟

مبدأ الخدمة العمومية هو الذي دفعني إلى إنتاج هذا العم. ودعيني أقل لك إنني تفاجأت من حجم التفاعل والأصداء الإيجابية التي حققها العمل ولعل أكثر شيء أثر في ما كتبه أحد المتابعين على صفحته في الفايسبوك كون ابنته مريم تتابع السلسلة باهتمام كل يوم، لأنها وجدت نفسها وصورتها في هذا العمل، وسمعت لغتها على الشاشة. وقد تفاجأت أيضا كون العمل متابعا حتى في دول الجوار مثل ليبيا ومالي والنيجر ودول الساحل بصفة عامة.

نجاح هذا العمل يدفعك ربما إلى التفكير في مشاريع أخرى في نفس الاتجاه؟

أكيد علاقتي بالتراث الجزائري كما قلت لك ليست وليدة هذا المشروع وعلاقتي بجنوبنا الكبير أيضا ليست وليدة العمل. وأكيد سأواصل البحث والتنقيب في التراث الجزائري ولدي مشاريع أخرى منها حصة أقوم بإنتاجها بإمكانياتي البسيطة إضافة إلى عدد من الأفلام.