-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شاهد.. معالجة تداعيات كورونا بالعناق!

شاهد.. معالجة تداعيات كورونا بالعناق!

يقدم مركزٌ للعلاج من تداعيات كورونا لزبائنه، جلسة عناق مدفوعةَ الأجر تخلّصهم من الشعور بالوحدة والاكتئاب وتعيد إليهم توازنهم العاطفي والنفسي.

هذا المشروع الذي رأى النور في العاصمة الإيطالية روما، كان من بنات أفكار اثنين من رجال الأعمال، يؤكدان على أن حرمان البشر من التواصل الاجتماعي جراء الجائحة، كان له تداعيات سلبية على الحياة النفسية.

تقول الموظفة في “مركز العلاج بالعناق”، لاورا نارديني: أتاح لنا الوباء أن نلمس أهمية التواصل والتضامن بين البشر، سواءً أكان ذلك بكلمة أو لمسة يد أو تربيتة على الكتف”.

وتضيف: “قوة وقعِ هذه المبادرة على الشخص ترتبط بتوقيتها، فالشخص يشعرُ في لحظة معينة بحاجته إلى “التضامن الحسّي” وفي هذه الحالة ليس أمراً حاسماً هوية الشخص الذي يمنح ذلك”.

وتشير نارديني إلى أن إيقاع الحياة وأسلوب العيش حالياً حدّ من حالة التواصل والتضامن بين الناس، لذا ثمّة إقبال كبير على المركز لأولئك الذين ينشدون الشعور بالراحة والاطمئنان.

جلسة “العناق” تستمرّ لنصف ساعة أو لساعة كاملة، وتبلغ تكلفة أول 30 دقيقة، نحو 60 يورو، وهذه الجلسة لا تتعلق فقط بالاسترخاء، كما يؤكد زبون المركز ويلتر تابي الذي يقول:

“إن ثمّة فوائد آنية وأخرى بعيدة الأجل، فهنا تجلس ولا يتعين عليك فعل أي شيء سوى الإصغاء بهدوء إلى ما يعتمل في صدرك، وهذا أمرٌ مفيدٌ للغاية، إذ إنّه يمدّ قوة التركيز وتحديد الأهداف بطاقة إيجابية كبيرة”.

الدافع الرئيس وراء مشروع “مركز العناق” كان لمعالجة الآثار النفسية الناجمة عن عمليات الإغلاق التي شهدتها إيطاليا، تلك الإغلاقات التي كانت الواحدة منها تستمر لمدة ليست بالقصيرة يحظر خلالها على الناس ملامسة بعضهم البعض.

وفي الوقت الراهن يمكن القول إن الحياة عادت إلى طبيعتها في إيطاليا كما في غالبية دول أوروبا، لكنّ التواصل الاجتماعي بأشكاله وأساليبه المختلفة لم يعد كما كان قبل الجائحة، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن، لماذا يحتاج الناس إلى العناق؟

يقول أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة لويس الإيطالية: إن الحاجة إلى التوادد والتحابب بين الناس أمرٌ موجودٌ بالفعل، غير أن الوباء حوّله إلى مشكلة إذ إنه يتعارض مع شروط الحجر والعزل التي فرضتها الدولة والتزم بها الناس لكي لا يصابوا”.

ويلفت سيباستيانو مافيتون إلى أن إيطاليا التي تعدّ أول دولة أوروبية ضربها فيروس كورونا، لم يكن أحدٌ يتوقع أن تمرّ بحالة إغلاق وأن يعيش الناس حالة عزلة تامة، لكنّ ذلك دفع الإيطاليين مبكراً إلى البحث عن حلول لتداعيات الوباء على الحياة الاجتماعية.

ومن المتوقع أن تزداد حالات الشعور بالقلق والاكتئاب خلال مرحلة ما بعد الجائحة، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو طويل الأمد، لكن سيبقى ثمة صوت يتردد في الأذهان أن مكافحة الجائحة كان له كبير الأثر على المجتمعات وعلى العلاقات الإنسانية.

المصدر: أورونيوز

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!