الشروق العربي
يختلفون لحاجة في نفس يعقوب

شباب هدفهم في الحياة: أكون أو لا أكون!

الشروق أونلاين
  • 14741
  • 4

منا من يتبنى فلسفة خاصة به في الحياة، قائمة على فكرة الاختلاف تتلخص في عبارة “خالف تعرف” سواء تحت سقف البيت أو خارجه وذلك ليصبح شغلهم الشاغل الاختلاف في أشكال عدة، فنجدهم مثلا يعارضون أي فكرة تطرح للنقاش حتى ولو كانوا على خطأ، متمسكين بذلك بالسلبيات ومبتعدين أحيانا عن الإيجابيات، فيظهرون مخالفين لبني جيلهم في المجتمع شكلا ومضمونا، في مظهرهم وسلوكياتهم، أي يسيرون عكس التيار، وصفة الفضول عند الصحفي قادتنا إلى بعض شوارع العاصمة بنواحي “حسين داي” و”رويسو”، وذلك للتقرب من بعض المارة لتقصي رأيهم حول هذا المبدأ واستفسارهم عن سبب هذا الاختلاف..فكان لنا هذا الاستطلاع.

عدم الثقة في النفس هاجسهم في الاختلاف

يرى عماد 31 سنة أن من يتخذون فلسفة الإختلاف للتعبير عن أنفسهم هم ضعاف نفوس ومرضى يغطون على شعورهم بالنقص وعدم الثقة، ويتابع ” يتشبث هذا النوع من الناس 

 بأفكارهم رغم علمهم بعدم صحتها فيدخلهم ذلك في قوقعة الغرور والتعالي وكما يقال “رأيي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”.. فتجد هؤلاء يدخلون في نقاش لا يفقهون حتى موضوعه ويصرون على أن يكون رأيهم مخالفا لرأي الآخرين فهدفهم فقط مخالفة الآخرين في الرأي حتى وإن كانوا مدركين أنهم على خطأ“.

كسب الشهرة سبيلهم

والبعض الآخر لا يكتفي بإظهار السلبية في أفكارهم فقط، بل يتعدى إلى مظهره ولباسه وطريقة كلامه مع الناس لجذب الانتباه وقول ها نحن هنا، بوضعهم أقنعة يتصرفون من خلالها كأنهم نجوم عصرهم، حيث يوجهون الأضواء إليهم في أي مكان حلوا به.. إلى ذلك ذهب فؤاد 27 سنة إلى القول أن فئة الشباب وخاصة المراهقين هم المعنيين بما سبق، فهم يحتاجون إلى متنفس حسب اعتقادهم لإخراج مكبوتات أنفسهم، ويظهر هذا في شكلهم وتصرفاتهم، غايتهم في ذلك الوصول للمعرفة ألا و هي الشهرة، لا الثقافة، فهناك من يتشبهون بالنساء وذلك تقليدا للغرب في وضعهم أقراط واختلاق مختلف تسريحات الشعر من القصير إلى الطويل، وطبع أغرب الرسومات على أجسادهم على هيئة أوشام، في حين يذهب آخرون إلى إتباع أحدث صيحات الموضة من ألبسة وأحذية وغير ذلك من محاولة قيادة السيارة بسرعات جنونية، واستحداث عديد التقنيات البهلوانية في قيادة الدراجات النارية، وهذا كله لإحداث الفرق ولفت الانتباه ليس إلا.

أما كريم 35 سنة، الذي التقينا به أمام محطة الترامواي في “رويسو”، فلم يتوان في إبداء غضبه ممن سماهم بالمعارضين والخارجين عن ملة المجتمع، لأنهم متطفلون ويخالفون بدون سبب أو أساس منطقي مقنع، والعجيب في الأمر أنك تجده يعارض فيما يخدم توجهه أو فكره فقط، أو الكلام لمجرد المعارضة لعدم تقبله الطرف الطارح للموضوع أو ليبين للآخر أنه من النخبة وهو أفضل من غيره، ويضيف قائلا: “يحضرني على إثر هذا أحد الأصدقاء الذين لا يفقهون شيئا ويتحدثون كثيرا، حيث أنه أبدى بلبلة حينما كان يبدي رأية معارضا للناخب الوطني وحيد حاليلوزيش منذ تأهل هذا الأخير إلى كأس العالم، رغم عدم إلمامه بالرياضة، فكنت أحاول إقناعه بعكس توجهه، لكن دون جدوى، فكان يقابل هذا بالجدال أحيانا بالشجار مهددا هو وجماعته بإقامة الشغب في حال الخروج من الدور الأول بدون نتيجة تذكر”، وأضاف أن مثل هؤلاء يشتتون أفكار الناس وحتى استقرارهم وسكينتهم، فمن خلال التعصب لأفكارهم يبثون الخوف والترهيب في أوساط الناس.

مقالات ذات صلة