-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة الكلام الفاحش في الشوارع:

شباب يفتخرون بالفحش والشتم على الملإ

صالح عزوز
  • 1759
  • 0
شباب يفتخرون بالفحش والشتم على الملإ
بريشة: فاتح بارة

انتشرت ظاهرة مقززة في مجتمعنا، وهي السب والشتم في الأماكن العمومية، ظاهر أصبحت تؤرق العائلات حقا، وأصبحت هذه الظاهرة الشاذة التي انتشرت بشكل واسع، سببا مباشرا في عدم خروج العائلات للكثير من الأماكن، وهذا لتجنب ما يصل إلى أسماعهم من هذا الكلام القبيح، الذي يعكس حقا التدحرج الكبير الذي وصلت إليه التربية والأخلاق في مجتمعنا، خاصة أن هذا الكلام يقال على الملإ وفي وضح النهار في كل الأماكن دون وجل ولا خوف، بل يفتخر العديد من الشباب بهذا القول.

ففي ما مضى، كانت هذه الظاهرة ترتبط ببعض الشباب السكارى والذين يتعاطون المخدرات، أي الفاقدين للوعي والعقل، ولم تكن في كل الأماكن، بل كانت في بعض الأماكن فحسب، لكن اليوم وللأسف، عمت وأصبحت من طرف أغلب الشباب حتى المثقف والواعي منهم، الذين أصبحوا يتلفظون بالكلام الفاحش والقبيح، في أماكن عامة تضم العائلات، وأكثر من هذا، لو ينهى الواحد منهم عن هذا الفعل، ينزعج بل وصل الأمر في الكثير من الأحيان أن اعتدى على من ينهى عن هذا الفعل، بدعوى الحرية وأنه لا دخل له في الأمر.

ربما يسأل البعض عن استفحال هذه الظاهرة في المجتمع وما سببها، ولم انتشرت بالشكل الكبير الذي نراه اليوم حتى إنها أصبحت ضمن يومياتنا، والإجابة بسيطة ربما لا تظهر للكثير منا لكنها واضحة، أولا، انعدام رقابة الوالدين على أقوال وأفعال أبنائهم، هذه الرقابة التي كانت في ما مضى الحصن الأول لكي ينشأ الطفل على التربية الحسنة بعيدا عن كل شيء يفسد قوله وفعله مهما كان، لكن وللأسف، وكما نراه اليوم في الكثير من الأحيان، الآباء والأمهات لا يعرفون أين أبناؤهم، خاصة بعد الخروج من الدراسة، فلا تعجب حينما تجد طفلا في سن السادسة أو السابعة من عمره لا يزال في الشارع بصحبة ربما من هم أكبر منه سنا، فأكيد سوف يتربى تربية شارع ومنها القول الفاحش دون حياء ولا حشمة. ثانيا، وبعد العائلة دور المجتمع في التربية، في الماضي كان كل الأفراد يربون الأولاد في الشارع والمدرسة والمسجد والأحياء، أي ليس بالضرورة أن يكون والده أو أحد من أقربائه، وهذا لا يتوفر اليوم، وللأسف، نجد أن الكثير من الآباء لو يحصل أن ضرب أو عوقب ولده من طرف جاره أو حتى عمه على القول أو الفعل الخاطئ، ينزعج من الأمر، فبدل البحث عن السبب الحقيقي لذلك، يتعلق بأمور أخرى، وهذا ما جعل الأفراد لا يتدخلون في تصويب السلوكات في الحي والمجتمع ككل، ومنه انتشرت هذه الظواهر من كلام فاحش وعنف وسب وعدم الحشمة والحياء.

لو تبحث في سلم تربية هؤلاء الشباب الذين يتبارزون بالقول الفاحش في الشوارع اليوم دون خجل، تجد أن أغلبهم تربوا في هذا المحيط حتى داخل العائلة. لذا، فالأمر متلق بالتربية قبل كل شيء، لأن الظاهرة ليست مكتسبة بل لها خلفياتها عند الأفراد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!