-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
 على خطى توالايت وهاري بوتير

شباب يكتبون للرعب والفانتازيا والخيال العلمي

فاروق كداش
  • 710
  • 0
شباب يكتبون للرعب والفانتازيا والخيال العلمي
ح.م

تشهد رفوف المكتبات، في الآونة الأخيرة، غزوا أدبيا من نوع جديد، ألفناه في السينما والتلفزيون فقط. فمن منا لا يعرف روايات هاري بوتير للكاتبة جاي كي رولينغ، أو سلسلة توالايت للكاتبة ستيفاني ميير، أو حتى المسلسل الأمريكي الناجح “والكينغ داد”… هذا التأثير الكبير أصبح جليا في إبداعات بعض الكتاب الشباب، الذين قلبوا موازين الرواية وزعزعوا رتابة القصة… الشروق العربي، تبحث في الرفوف، وتمسح الحزن عن وجوه أبطال، اختار كتّاب قصصهم أن يمشوا فوق برزخ من خيال وصراط من خوف.

ويرى بعض النقاد الأدبيين أن موجة أدب الإثارة والرعب هي رد بعض المبدعين على ضغوط الحياة، وهروبهم من الواقع، وحين تكون المادة الخام في المجتمع شحيحة، بينما يرجع البعض الآخر هذا الاختيار بدافع تجاري بحت، مستغلين كل ما هو غير منطقي مع كثير من الاقتباس الكامل من الأفلام الأجنبية، متناسين البيئة التي يعيشون فيها،‪ بينما يعج تراثنا بالحكايات و”الخرايفات” بما يفوق خيال ستيفن كينغ أو تولكيان وغيرهم من الكتاب..

ورغم كل الانتقادات، تعج المكتبات بتجارب ناجحة ومشجعة لكتاب شباب، يجمعون بين القلم الجميل والخيال الخصب، بالإضافة إلى المعرفة الواسعة بالعلوم والإنترنت. ومن بينها تجربة الكاتب عمر بن شريط، الذي أصدر روايتين من نوع الرعب والخيال، تحت عنوان “الجريمة البيضاء” و”رسول بافوميت”.. هذه الرواية التي تتحدى المعتقدات، تروي قصة رامو، الذي يحتجز جسده في مكان ما، وتعود روحه تهيم لتسكن الأجساد، لتفعل الخير.. وللكاتب رواية ثالثة بعنوان “القداس الأسود”، ‪التي تروي قصة آدم الجزائري، الذي يعيش صراعا روحيا مع هواجسه، بينما يطارده عبدة الشيطان في كل مكان.

من بين التجارب الناجحة أيضا في هذا النوع من الأدب، تجربة الكاتب جيلالي بسكري، وروايته “الرحلة الثامنة للسندباد”، والأديب المبدع الخير شوار، في روايته الشيقة “ثقوب زرقاء”، التي تروي وقائع جريمة وقعت بأحد أحياء العاصمة، فتكثر حولها الأسئلة، وتحوم المخاوف، فتشكل الجريمة بدورها بؤرة البحث في الرواية، التي من خلالها تنسج خيوط أخرى تشكل بدورها عالم الرواية.

عبد الرزاق طواهرية… ستيفن كينغ الجزائري

من الكتاب الشباب الذين أبدعوا في أدب الرعب والخيال، “عبد الرزاق طواهرية”، صاحب رواية “شيفا”، التي تحوي مجموعة من النظريات العلمية والأفكار الخيالية، ويربط الكاتب بأسلوب شيق يحبس الأنفاس، بين الإلهة الهندوسية شيفا، متعددة الأذرع، والمؤامرات السرية التي تفوق ملفات ويكيليكس خطورة.

وليست هذه التجربة الأولى في الكتابة لعبد الرازق، فقد سبق له أن تفرد في ثلاث روايات، تقشعر لها الأبدان رعبا، بعناوين مثيرة، وهي “شياطين بانكوك” و”الخمس” و”بيدوفيليا”.

حلقة الكتاب المنسيين

أدب الرعب، ليس وليد الإنترنت ونتفليكس، بل تعود بوادره إلى سنوات مضت، وحمل مشعله العديد من الأدباء، الذين أسسوا في العشرية السوداء “نادي الخيال العلمي”، الذي ضم ثلة من شباب حاولوا نشر هذا النوع من الأدب الصعب، أمثال نبيل داودة، برواية “كلمات جميلة”، وبوكفة زرياب، وروايته “غدا يوم قد مضى”، ونفتح قوسا كبيرا للكاتب الموهوب، فيصل الأحمر، الذي يعتبر الأكثر غزارة والأوسع دراية بمثل هذا النوع من الأدب، وتنوعت رواياته ومزجت بين الخيال والرومانسية والجريمة. ومن بين رواياته “حالة حب حالة حرب”، “أمين علواني”، “الرغبات المتقاطعة”، “النوافذ الداخلية”. ولديه أيضا دراسات أدبية علمية في المجال، تحت عنوان “دليل العوالم الممكنة في الاقتراب من الخيال العلمي العربي”.

الرعب في الدين والقانون

 وبعيدا عن الجمالية الأدبية للرواية البوليسية أو المرعبة، يقف رجال الدين ورجال القانون حيارى حيال الفائدة التي يجنيها القراء من خلال مطالعة مثل هذه الأعمال.. فمعظم المشايخ يرون أنه أدب تجاري بحت، يفيد صاحبه ولا يفيد مجتمعه، ويخالف الشرع والمنطق كثيرا، باستثناء البعض الذين يأملون خيرا من هذه الكتابات التي إن استعملها الكاتب باتزان وفق ضوابط الشريعة، ربما أمكنه توجيه رسالة نبيلة وقيمة دينية أو أخلاقية… رجال القانون، بدورهم يكادون يجزمون بأن أدب الرعب أسس وقنن لتعلم فن الجريمة وإخفاء الدلائل واستعمال الخبث والدهاء في التخطيط وكيفية التخلص من أدوات الجريمة… ويتردد في أروقة المحاكم أن أكبر المجرمين خريجو هذا النوع من الروايات… بينما ينسب الأخصائيون النفسانيون أكثر الأمراض السادية والمرضية والعقد النفسية إلى خزعبلات رواد هذا الأدب… وأتذكر ما قاله لي صديق بينما كنا نتسكع في معرض الكتاب: “لطالما ارتعبت من الروايات والأفلام التي تروج لمبدإ سوء الظن والقاتل المتسلسل والقاتل الذي قد يكون من أقرب الأقربين، إلى درجة تجعلك موسوسا من كل من حولك وتعاني من جنون الارتياب…

ألا ليت شعري لو أنني أستطيع أن أكتب لكتبت عن فاعل الخير المتسلسل وليس العكس لتربية جيل يحسن الظن بالآخرين‫”، لكن ليس على حساب تغييب العقل والفطنة طبعا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!