-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عدوى "التسلاف" تصيب الرجال

شباب يكترون الملابس والساعات الفاخرة بالساعة واليوم

فاروق كداش
  • 3432
  • 3
شباب يكترون الملابس والساعات الفاخرة بالساعة واليوم
بريشة: فاتح بارة

يعيش الكثير من الشباب، الحالمين بالوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي، في زمن يختلط فيه الحابل بالنابل.. فلا ندري من الحقيقي من المزّيف… الشروق العربي، ترصد ظاهرة “الزوخ” الافتراضي، ولكن بمجرد ما تدق الساعة تمام السيلفي، يعود حذاء أرماني إلى بنتوفة، والتوكسيدو إلى شنغهاي، وبورش كايان إلى طفطافة.

بعد أن كانت حكرا على البنات، مدة من الزمن، ورغم تضاؤلها عند حواء، عادت ظاهرة الاستلاف بقوة، لكن عند الشباب هذه المرة.. فلا مجال لهؤلاء لمضاهاة الأثرياء “اللي لاباس بيهم”، إلا بما يملكه الآخرون، ولا ضير في سيلفي على متن سيارة فارهة، وكأنك أنت صاحبها، ولا تأنيب ضمير في بورتريه بساعة ريمون ويل، أو فستينا، سبق أن وضعت في معصم آخر… الكل يمر في كودبار محلات الأحذية والسراويل والجاكيتات والنظارات.. وهناك من يلتقط صورا بدراهم الآخرين الغامض مصدرها… لا يهم، ما دامت الصورة ستبقى، بينما يبلى كل شيء في التراب…

شباب “صولد”

سألنا بعض الشباب على الفايسبوك، والبعض من إنستعرام، الأكثر رواجا عند طبقة من الشباب “الكلاس”، كما يعتقدون، وهؤلاء أنا أطلق عليهم اسم العلقة، التي تمتص دم كل من يلتصق بها… وبعد أن كان لفظ التشحام يدور في فلك الأكل والسجائر، أصبح يدور في مدار التسلق في السلم الاجتماعي… الكثير من هؤلاء، حلمه الشهرة، أو أن تلتقط له صورة في سجادة حمراء، وإن كانت سجادة رواق البيت…

 عن هذه التقليعة القديمة الجديدة، كتب إلي عماد في تعليق: “هذه عادة نسوية، وعلى الشباب ألا يكلفوا أنفسهم عناء استلاف الملابس من أجل سيلفي، فمن سيعيرك اليوم سيعايرك غدا”. زينو، وضع “جام” على تعليق صديقه، وأضاف بدارجة تصلح كي تكون لغة بائدة: “المهم لاكلاس والحطة خو… ماشي عيب نسلف، المهم نرد”… وعن ماهية التسلاف وهدفه، كتب إلي يحيى: “بعض الشباب معقد، ويحشم بروحو، والهدف من كل هذا “التهداد” أي التفاخر لجذب البنات والمتملقين، أعرف أحدهم استلف ساعة ماركة من صديقه، ففضحه بعدها، وأخبر الجميع بأنها ليست له”. أما أيمن، فدافع بطريقة لبقة: “يا حليل الشباب الفقير، يحلم بالثراء وكسب السيارات وارتداء الماركة، فيلجأ أحيانا إلى الاستلاف، لا ضير في ذلك، لكن على ألا يتجاوز الأمر حدود المعقول، أحيانا تجد من ينزل صورة ببورش كايان، ويعلق: “الخير لماليه” أو غير ذلك.. ما يثير جنوني، بعض الصعاليك الذين يتصورون بمبالغ مالية طائلة، قد تكون ثمن شراء أحد معارفهم سيارة جديدة.. “

السترة واحدة والخيبات كثيرة

 كثيرا ما نتفاجأ بصور بعض الأصدقاء، وهم يرتدون نفس السترة في مناسبات متباينة في الزمان والمكان، هذا يلبسها في عرس فلان، وذاك في حفلة علان، وهذا في حفل إطلاق فنان، وآخر يغري بها النسوان… ولكن، من أين أتت هذه السترة؟ حتما اشتراها أحدهم ودارت على المجموعة… وكم مرة نجد نفس الساعة في يد أكثر من فايسبوكي، خاصة بين لائحة الأصدقاء… وهناك تسلاف آخر، هو تسلاف الأخ من أخيه، خاصة الأكبر سنا، الذي يتقاضى شهرية، فتراه يشتري قميصا أو حذاء جديدا، فيتسلل الأصغر في جنح النهار بمساعدة شريكة لا يستهان بقدراتها، وهي الأم، التي لا ترفض طلبا لابنها المدلل، فتراها تغطي أفاعيله، وتعيد المسروقات إلى مكانها، دون أن يشعر بذلك الأخ المخدوع… في هذا القالب، يقول عديل: “ما زلت طالبا والمنحة لا تكفيني لشراء سروال جينز، لذا، أستعير الحطة من خزانة أخي، الذي يثور دائما عندما يكتشف صوري بملابسه على صفحتي في فايسبوك، ويلوم أمي على التستر علي”..

لننتقل الآن إلى نوع آخر، أكثر تسلقا واستغلالا، شباب ترعرعوا في الخير، كما يقال، ويستغلون حاجة الشباب الفقراء إلى أغراضهم، لكن مقابل إتاوات ودفع جزية، حسب المادة المستعارة، يعيرون سياراتهم لساعة أو أكثر لمن يريد لقاء حبيته، أو الجيران، أو الأصدقاء غير المقربين، كما يعيرونك النقود مقابل فائدة… وفي بازار الحياة، كل شيء يكترى… الساعات والجاكيتات والأحذية وحتى الموبايلات… وقد تكون الصفقة بلا مال، بل بمصلحة متبادلة، أو مقابل خدمة صغيرة في المستشفى أو المحكمة أو البلدية… وأنهي كلامي بالمثل الشهير، الذي يقول: “المكسي بقش الناس عريان..”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • قناص

    الطفطافة ?
    هاذي عجبتني فيها يا كاتب المقال ?

  • جزائرية

    التفاهة والسطحية ...ان شاء الله تفيقو

  • زينو

    المكسي بحوايج الناس عريان