الشروق العربي
لأنهم فشلوا في "الحرقة"..

شباب يلبسون أعلاما غربية يحسبونها موضة العصر!

الشروق أونلاين
  • 14501
  • 10

انتشرت مؤخرا موضة ارتداء الملابس التي تحمل أعلام دول غربية و أجنبية على غرار العلم البريطاني و الأمريكي …على القمصان و الأحذية و القبعات ..لذلك كانت لنا جولة إلى بعض المحلات المتخصصة في بيع هذه الملابس و ما لفت انتباهنا ارتيادها بأعداد كبيرة من طرف الشباب على الرغم من أسعارها الباهظة .

لطالما كان اتباع الموضة الغربية الشغل الشاغل لمعظم شبابنا  فنجدها في مأكلهم و مشربهم و طريقة مشيهم و كلامهم و حتى في لباسهم ،و هنا شاعت بين أوساط هذا الجيل موجة غربية ظهرت في شكل ملابس وأحذية بها أعلام وشعارات اجنبية و ما زاد من اقتنائها انها تعرض في واجهات جذابة في كبرى احياء العاصمة .

ملابس بأعلام اجنبية من الموضة إلى التقليد

اقتربنا من بعض المحلات المتخصصة في بيع الملابس التي تحمل أعلام دول غربية و ذلك لمعرفة مدى ارتيادها من طرف شبابنا ،فكان لنا حديث مع صاحب محل للألبسة في حسين داي ،فقال ان الشباب يعملون على اقتناء مثل هذا النوع من الالبسة بكثرة و ذلك اقتداءا بنجوم عالميين شاهدوهم بمثل هذا النوع من الملابس سواء في التلفاز او عبر الانترنيت  ، كما يرى آخر “مرتادو محلي هم كثر حتى اعتقدت انه المحل الوحيد الذي يبيع هذه الملابس وهم  من مختلف الأعمار صغارا و كبار وذلك أن الجزائري منذ نعومة أظافره يحلم بالهجرة إلى أروبا لذلك يكبر و معه ولعه بهذه الألبسة التي تحمل مختلف أعلام دول غربية ” و يقول  سليم  ” حسب رأيي الشباب يعملون على اقتناء القمصان و القبعات و الأحذية الرياضية و الأوشحة بل حتى الجوارب التي عليها أعلام دول اجنبية لإتباع الموضة و الافتخار بأنفسهم امام الاخرين  ” كما يرى محمد ان المراهقين هم أشد طالبي هذه الملابس وذلك لمواكبة الموضة و اتباع أقرانهم من الشباب رغم غلاء أسعارها في الكثير من الأحيان “.

ويقول أحمد للشروق العربي و هو بائع متجول “هذه الملابس ليست حكرا على الذكور فقط بل يقصدنا حتى الإناث  حيث يعملن على شراء الأحذية الرياضية التى تحتوي على أعلام أجنبية في حين أن أخريات تقمن باشتراء بعض الملابس التي تشاهدها عبر التلفاز لمختلف المغنيين المشهورين ” كما يرى آخر أن معظم الشباب و المراهقين يعملون على اقتناء هذا النوع من الملابس و ذلك لأنهم يقتنون كل ما هو غربي و مرصع بالألوان في حين انهم ينفرون من الألبسة التي تكون عليها إشارة و لو صغيرة على أنها منتوج محلي أو ترمز إلى الجزائر  .

من جهة أخرى كانت لنا دردشة مع بعض زائري هذه المحلات من الشباب فقال محمد 18 سنة  أنه يعمل على اقتناء هذه الملابس نظرا لنوعيتها الرفيعة و جودتها العالية و ألوانها الباهية الزاهية في حين يقول آخر “انا اعمل على ارتداء كل ما يتعلق بالولايات المتحدة الامريكية  فأنا أحلم منذ الصغر في الاستقرار في هذا البلد مستقبلا ….”ويقول سمير 23 سنة “أنا أعمل على تقليد أقراني  في كل شيء فعند مشاهدة الناس مرتدين مثل هذه الملابس تجدني مسرعا لشرائها ” كما يرى آخر ” ارتدي  كل الملابس الحاملة  لمعظم اعلام دول العالم إلا أعلام اليهود .. ” في حين ترى سامية أنها تعمل على اقتناء هذه الملابس لمواكبة الموضة و تماشيا مع العصر ” ..ويقول بعض ممن التقيناهم “نحن  نعمل على ارتداء هذه الملابس لا لشيء سوى لأننا ذقنا  ذرعا من معاملات القائمين على الدولة  فنحن نعيش حياة مزرية ولا احد ينظر الينا عشنا ام متنا  ..في حين يرى آخرون أنهم لا يعملون على ارتداء هذا النوع من الملابس و ذلك لأنها لا تستهويهم ،فيرى البعض ممن التقينا بهم أمام ثانوية في رويسو بالعاصمة أن هذه الملابس خاصة ببعض ال “انانيش “فهم يرون انفسهم في عالم آخر رغم  انهم لا يملكون حتى ثمن قوتهم اليومي..إلى ذلك يقول كمال 25 سنة  “كثر ارتداء مثل هذه الملابس في العاصمة رغم اني لا أحبذ هذا النوع ،فكما ترى أخي انا ارتدي لباس عادي ” و يرى آخر أنه قام بخلع معطف احد الفتيات نظرا لأنها تحمل علم انجلترا ..  

الروح الوطنية مرتبطة بالمناسبات الرياضية

طغت الثقافة الغربية على فكر شبابنا اليوم فأصبحنا لا نراهم إلا و هم متقمصين البسة بها رايات اجنبية غافلين بذلك عن رايتنا الوطنية بحجة الحرج و لا نجدها إلا في بعض المناسبات الكروية و على اثر هذا تقربنا الى بعض الشباب لمعرفة آرائهم حول هذا فيرى أمين 26 سنة ” الجزائر في قلبي و دمي ،و لا يعني هذا أنه حين لا ارتدي ملابس تحوي على علم جزائري أني متنكر لأصلي ” في حين يرى آخر “انا احب القمصان ذات الاعلام الغربية وليس في نيتي التقليد أو اتباع الموضة ولا تأثرا بغيري بل لجودتها و ألوانها الباهية و ان اردت مني أن ألبس القمصان الجزائرية لدي شرط واحد فيجب أن يكون بنفس جودة و نوعية القمصان الغربية ”  في حين يرى ناصر 22 سنة  أنه يشعر بعدم الارتياح و الحرج من جراء تعليقات و استهزاء أقرانه لارتدائه ملابس أو أحذية بها علم جزائري لكن عند أي مناسبة كروية كمباريات المنتخب الوطني في مختلف التظاهرات العالمية او الاقليمية تجدني أول من يرتديها ،كما يرى آخر “لا نلام نحن الشباب فقط على عدم ارتداء هذه الملابس إلا في  بعض الاحداث الرياضية بل حتى المحلات الخاصة بالملابس بالإضافة الى ان  الباعة لا يروجون لها إلا في خضم هذه الأحداث ” في حين يرى سعيد 28 سنة انه يعمل على اقتناء كل الألبسة بمعظم أنواعها محلية كانت أو أجنبية المهم أن تكون ذات نوعية رفيعة .

سلوكات اجتماعية بآثار نفسية

ونظرا لأن هذه الموضة أصبحت متجذرة في مجتمعنا قررنا التقرب من السيد سعودي الياس و هو محلل اجتماعي و ذلك لمعرفة رأيه في هذه الظاهرة و سبل معالجتها فيقول “يعرف على الشباب من 18 سنة الى 25 سنة أو الذين لم يصلوا سن المراهقة بعد أنهم يعملون على ارتداء ملابس او اوشحة او قبعات أو أحذية رياضية تحمل أعلام غربية وذلك دليل على القوة فمثلا يرتدون ملابس بعلم الولايات المتحدة الأمريكية دليل على قوة الاقتصادية لهاته الدولة ويرتدون العلم البرازيلي دليل على القوة الرياضيه لها ،فالشباب عادة يبحث عن مصدر النجاح و ذلك بالقيمة التي يوليها لهاته الدول فيولي اهتماما بالموضة ، فمثلا يلبس ملابس بها علم كندا المعنى انه يريد الذهاب الى كندا لكن الظروف غير مواتية ، فلما يرتدي مثل هذه الملابس يحس انه له قيمة في المجتمع فمثلا هو لا يلبس ملابس بأعلام دول افريقيا أو آسيا ..و على العكس من ذلك يعمل على ارتداء مثلا علم اسبانيا و ذلك لأنها حققت نجاحا في وقت ما فتباع كموضة في ظروف معينة و حسب رأيي ارتداء هذه الملابس مقترنة بالأقوى”.و يرى أيضا أنها عملية تربوية و توعوية تولد من المدرسة فهي تربية أولاد فمن الصعب ارشاد أولادنا الى الطريق الصحيح ما دمنا لا نعطي قيمة لبعضنا البعض و نحن ليس عندنا ثقة في انفسنا فلا نستطيع تصحيح مسار أبنائنا اذا كان الاولياء ليس لهم الثقة في انفسهم، ففاقد الشيء لا يعطيه و يرى ايضا ان الذي يضع قيمة لنفسه يحترم من عند الغير .

فهذا النوع من الملابس كما هو معلوم غذى تفكير شبابنا و أصبح لا يتوقف عن ارتدائها و ذلك لمواكبة الموضة تارة أو لغاية في نفس يعقوب ،لذا وجب تغيير وجهات تفكيرنا لمحاولة مجابهة مثل هذه الحملات الغربية خاصة انها فد تجلب لنا اشياء نحن في غنى عنها.

مقالات ذات صلة