شبح السقوط يضع نقاط المباريات المتأخرة في المزاد

تعرف بطولة القسم الأول الكثير من الغموض على مستوى المراتب الأخيرة بالخصوص، وهذا بسبب كثرة المباريات المتأخرة ما حال دون تسوية الرزنامة بالشكل اللازم، وهو الأمر الذي اضطر المكتب الفدرالي إلى تأجيل برمجة الجولة المقبلة بعد طي ملف المباريات المتأخرة من باب التقليل من الغموض ووضع جميع الأندية في صف واحد قبل 5 جولات عن انتهاء الموسم الكروي.

ستكون الرابطة الوطنية المحترفة لوضع ملف المباريات المتأخرة كأولوية أساسية من ناحية البرمجة، بغية تفادي متاعب إضافية، وبالمرة التقليل من الجدل الحاصل بين مسيري ورؤساء الأندية، خاصة في ظل الانتقادات الحادة الموجهة للتحكيم وطريقة تسيير البطولة، ما جعل بعض الأندية تصف نفسها بالمتضررة بسبب البرمجة والقرارات التحكيمية المؤثرة، ناهيك عن الغموض السائد بسبب كثرة المباريات المتأخرة التي بلغت في وقت سابق أكثر من 13 مباراة قبل أن تتقلص تدريجيا تزامنا مع فترة توقف البطولة، من ذلك برمجة مباراة مولودية وهران أمام الرائد شباب بلوزداد، في انتظار إجراء بقية المواجهات التي تسمح باتضاح الرؤية ولو نسبيا، إضافة إلى وضع جميع الأندية على مسافة واحدة مع برمجة الجولة المقبلة من البطولة. ويأتي ذلك في ظل اتساع دائرة الفرق المهددة بالسقوط، ما يجعل نقاط المباريات في المزاد، وسط تخوفات بحدوث ممارسات خفية تصب في خانة البزنسة والمؤامرات التي كثيرا ما تعرفها الجولات الأخيرة من كل موسم.

وإذا كانت المنافسة الحاصلة على مستوى المراتب الأولى واضحة نسبيا، في ظل العزف المنفرد للرائد شباب بلوزداد الذي بحوزته 45 نقطة، حيث ورغم هزيمته في اللقاء المتأخر أمام مولودية وهران إلا أنه ضمن فارقا مقبولا عن الملاحق المباشر شباب قسنطينة (8 نقاط)، في الوقت الذي يحتدم التنافس على المرتبة الثانية بين الوصيف الحالي شباب قسنطينة والملاحقين المباشرين وفاق سطيف وشباب بلوزداد، مع تسجيل مراقبة من بعيد من طرف إتحاد الجزائر والصاعد الجديد اتحاد خنشلة الذي طمح في انجاز غير مسبوق في أول موسم له ضمن حظيرة الكبار. في المقابل فإن أكثر من نصف عدد أندية القسم الأول معنية بلعب ورقة البقاء ولو أن ذلك وفق وضعيات مختلفة، ففي الوقت الذي رهن هلال شلغوم العيد حظوظه منذ مدة طويلة، فإن شبيبة القبائل توجد في وضعية صعبة، ما يجعلها تراهن على ورقة المباريات المتأخرة للعودة إلى الواجهة، وهي التي صنعت التميز قاريا هذا الموسم فيما تبقى عاجزة عن حسم ورقة البقاء، كما توجد أندية أخرى في وضعية صعبة، مثل نادي بارادو ونجم مقرة وجمعية الشلف واتحاد بسكرة وأمل الأٍربعاء، يما تنفست مولودية وهران قليلا بعد فوزها الأخير أمام الرائد شباب بلوزداد، ما يجعلها تتموقع في وسط الترتيب مناصفة مع شبيبة الساورة والساعد الجديد مولودية البيض.

والواضح أن ورقة المباريات المتأخرة بقدر ما تصنع الجدل بين مسيري الأندية، بقدر ما تشكل صداعا على مستوى الرابطة الوطنية المحترفة التي تسعى جاهزة إلى تسوية الرزنامة للتقليل من حدة الغموض الحاصل، ما يجعل برمجتها في صدارة الأولويات، خاصة بعد القرار الذي اتخذه المكتب الفدرالي، ناهيك عن ملف التحكيم الذي وضعه الكثير في الصورة بعد الأخطاء المؤثرة في عديد المباريات الهامة والحاسمة، ما يجعل جميع الجهات والأطراف أمام مهمة ضبط الأمور واتخاذ قرارات صارمة حفاظا على نزاهة المنافسة خلال ما تبقى من عمر البطولة.