الجزائر
استخدموا هويات مزيفة لشيوخ وعجائز

شبكة مغاربية أبرمت صفقات لتهريب المخدرات إلى الجزائر!

مريم زكري
  • 1887
  • 4
ح.م

استجوبت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، الإثنين، اربعة أشخاص كانوا ينتمون لشبكة دولية تقوم بتهريب المخدرات المغربية، نحو الجزائر وتوزيعها لاحقا بدول الجوار على غرار تونس وليبيا والنيجر ومالي بمساعدة بارونات من تلك الدول، ربطوا شبكة اتصالات فيما بينهم باستخدام شرائح هاتف تحمل هويات مزيفة، وبعضها تعود لمسنين تحصلوا عليها بطرق مشبوهة، لتمويه وتضليل السلطات الأمنية، وهو الأمر الذي صعب من الوصول إلى “الرؤوس الكبيرة” بالعصابة إلى حد الساعة، لاتخاذهم أساليب وطرق احترافية في عملية تنظيم نشاطهم رغم عدم تعارفهم ظاهريا.

تفاصيل الملف تعود لتحريات مكثفة قامت بها فرقة البحث والتحري التابعة للضبطية القضائية، بعد ورود معلومات عن نشاط إجرامي خطير لتهريب دولي للمخدرات، ومنه تسريب رجال أمن بالزي المدني ودسهم بين عناصر الشبكة لتسهيل كشف مخططاتها الإجرامية، وتمكنت بعد مدة من جمع أدلة ضد بعض المتهمين وتم توقيفهم ويتعلق الأمر بـ”ص. فتحي”، و”طالب.يوسف” المكنى “المدروڨي”، “ج،مراد”، “ب،سليمان”، وبقي آخر يدعى “ع،بوبكر” في حالة فرار، وتوصلت التحريات إلى قيام المتهمين بمحاولة توزيع كميات من المخدرات قدر وزن كل صفقة منها بـ20 قنطارا من القنب الهندي تحمل علامة “s”، جزء منها يوزع بالجزائر ويتم تحويل الباقي إلى الحدود الجنوبية والشرقية يقودها بارونات مغاربة، أحدهم يدعى”بوزيد، مصطفى،ش” الذي لم تتمكن السلطات الأمنية من التوصل لهويته الحقيقية، رغم توسيع رقعة البحث وإرسال إنابات قضائية عن طريق مكتب الانتربول بالجزائر للقضاء المغربي، وذلك على إثر اكتشاف وجود عدة اتصالات دولية للمعني مع عناصر الشبكة والمتهمين الموقوفين.

وكشفت التحقيقات الأمنية بالملف ان المتهم المدعو “ص.فتحي” كلف كوسيط بين البارونات المغاربة والمروجين بالجزائر، لتوزيع المخدرات وجمع عائداتها التي يتم تحويلها لاحقا عن طريق الصرف إلى الدرهم المغربي أو إلى العملة الصعبة “الأورو” بالسوق السوداء للعملة، وإخفائها لتسليمها إلى أصحابها، ورغم التسخيرات المرسلة إلى متعاملي الهاتف النقال، لم تتمكن الشرطة من التوصل إلى هويات البعض منهم، لاستخدامهم كنيات في تبادل الرسائل والاتصالات، على غرار “نصرو فرانسيسكو” وآخر يكنى “الطومبة” وإستطاعوا بذكاء شديد تمويه رجال الأمن.

وفي إطار التحري بالملف، تمكنت الشرطة من حجز مركبة بها كمية معتبرة من المخدرات بوزن 20 قنطارا وكمية من المؤثرات العقلية نوع “ريفوتريل”، ومجموعة من الأسلحة البيضاء منها عصى بيسبول، ساطور، سكين، كان المتهم “ص،فتحي” بصدد نقلها وتنفيذ الاتفاق على إيصال المخدرات بعد ما ضرب موعدا له بسوق العسة بتلمسان، اين ركن سيارته لتعبئتها بالمخدرات والعودة لاحقا لأخذها وتخزين ما بداخلها وهو ما تم التوصل إليه من معلومات انطلاقا من العنصر المسرب وسط الشبكة، كما تبين بعد الخبرة التقنية المنجزة على المركبة أن السيارة لا تحمل المواصفات المطابقة، وأن رقمها التسلسلي على الهيكل غير مشطوب.

المتهمون وخلال محاكمتهم فندوا أي علاقة تربطهم بالشبكة، حيث أكد المتهم “ص،فتحي” أن ما ضبط بسيارته من مؤثرات عقلية ومخدرات تخص أحد أصدقائه وليست ملكه ولم يكلف بنقلها على حد قوله. وأمام ما تقدم التمس النائب العام تسليط عقوبة المؤبد ضد المتهمين، نظرا لخطورة الوقائع.

مقالات ذات صلة