رياضة

شبيبة القبائل في خطر

ياسين معلومي
  • 4571
  • 0

يعيش فريق شبيبة القبائل هذه الأيام خلافات حادة بين اللاعبين القدامى للنادي، والرئيس حناشي، مطالبين في مسيرات جماهيرية بضرورة مغادرته كرسي الرئاسة وتسلميه لمن هو أجدر منه، متهمين إياه بسوء التسيير والدفع بالشبيبة إلى الحضيض إلى درجة أنها أصبحت تصارع من أجل البقاء في القسم الوطني الأول. وهو الأمر الذي لم تعهده الشبيبة التي كانت تلعب دائما على الألقاب، سواء محليا أم حتى إفريقيا، بفوزها بثلاث كؤوس إفريقية متتالية، وتربعها على عرش القارة الإفريقية لسنوات أمام أقوى الأندية الإفريقية، التي كانت دائما تضع في حسبانها ذلك النادي القبائلي الذي يملك أحسن اللاعبين والمدربين.

الرئيس حناشي، الذي التزم الصمت منذ مدة بأوامر فوقية، خرج عن صمته، متهما المعارضة التي جابت الشوارع في مسيرات جماهيرية وندوات صحفية، بمحاولة تقسيم منطقة القبائل، مستغلة اسم شبيبة القبائل وشعبيتها محليا ودوليا، مؤكدا أنه لن يترك الفريق للاعبين القدامى الذين لا يحبون الفريق ويعملون لمصالحهم الخاصة، وملء جيوبهم، على حد تعبيره، ويأملون في سقوطه إلى الأقسام الدنيا، وهو ما لم يتحقق وبقيت الشبيبة ضمن الأندية الكبيرة، وبدأت موسمها في أحسن الظروف بإقامة تربص في الخارج وجلب لاعبين جدد للعب الأدوار الأولى الموسم القادم. كل هذا الكلام قاله حناشي.

لست مدافعا عن الرئيس حناشي ولا عن اللاعبين القدامى، لكن الوضعية التي وصلت إليها الشبيبة تجعلنا ندق ناقوس الخطر، لكي لا تختفي الشبيبة، صاحبة الألقاب الإفريقية، من الخريطة الكروية الجزائرية، مثلما زالت أندية كبيرة صنعت أمجاد الكرة الجزائرية على غرار اتحاد عنابة ووفاق القل وأمل عين مليلة واتحاد عين البيضاء وغالي معسكر وشبيبة تيارت.. والقائمة طويلة، هل فكر أبناء القبائل في مصير فريقهم، الذي كان يوما ما مفخرة كل الجزائرين؟، وهل وضعوا له مخططا لإنقاذه؟ طبعا لا.. لأن كل ما يريده المحيطون بالفريق هو ذهاب حناشي وترك الفريق في مصير مجهول قد يعصف به إلى الأقسام السفلى مثلما حدث لأغلب الأندية التي كانت يوما العمود الفقري للكرة الجزائرية.

لا أعتقد أن منطقة القبائل تفتقد رجالا أكفاء يسيرون الفريق في المرحلة القادمة مثلما قاله حناشي، الذي يريد ترك فريقه بين أياد أمينة تحافظ على الفريق الذي لم يغادر القسم الأول منذ صعوده بداية السبعينيات.. ولم أفهم موقف السلطات المحلية لولاية تيزي وزو التي تلتزم الصمت منذ أن قرر اللاعبون القدامى الخروج إلى الشارع لتنحية حناشي وأعضاء مكتبه، ولا حتى الاتحاد الجزائري لكرة القدم أبدى رأيه في فريق يسير بقوانين جزائرية لتنوير الرأي العام في هذه القضية وإعطاء كل ذي حق حقه.. أم إن مرحلة تصفية الحسابات بدأت والبقاء سيكون طبعا للأقوى وليس للأصلح والأنجح.

مهما يكن، فإن تاريخ شبيبة القبائل يحتفظ باسم الرئيس حناشي والألقاب التي تحصل عليها خلال الفترة التي ترأس فيها الشبيبة، مثلما يحتفظ بأسماء اللاعبين القدامى وما قدموه للفريق، فلا بد من إعطاء دروس في تسليم المهام لأن الشبيبة فريق كبير بحناشي أو من دونه. 

مقالات ذات صلة