-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“شحّاتون” ولكن!

الشروق أونلاين
  • 7649
  • 1
“شحّاتون” ولكن!

قبل فترة قصيرة، صرح الملياردير السعودي المعروف، الشيخ صالح كامل، أن الأمة العربية تحولت برمتها إلى أمة (شحاتين)، وهو كلام يحتمل الصواب إلى حد كبير، لكن الشيخ صاحب قنوات راديو وتلفزيون العرب (الآرتي) وفضائية اقرأ لم يقل لنا، سببا مقنعا واحدا وراء تزايد أعداد هؤلاء الشحاتين الذين يزعجونه رفقة زملائه في نادي الأثرياء العرب، عقب انتشارهم الواسع على امتداد المنطقة العربية برمتها.

الشيخ صالح كامل، أنشأ قناة “اقرأ” بعد ما كانت له الأسبقية “فضائيا” في إطلاق مجموعة قنوات موسيقية ورياضية، مصت دماء العرب “الشحاتين” من عشاق كرة القدم وحكوماتهم عبر مختلف المناسبات الكروية العالمية، وتحديدا المونديال، علما أن الشيخ ومن معه من زمرة الأثرياء، يدركون أن كرة القدم رياضة شعبية في المقام الأول، يعني رياضة “شحاتين” يستغلها الأثرياء من أمثال صالح كامل استغلالا فاحشا (والدليل الصفقة الأخيرة التي تمت بين الآرتي والجزيرة الرياضية)؟!

الشيخ صالح كامل ارتكب “استغلاله” وهو يمتلك قناة اقرأ التي تُذكِّر الساهين والعاصين في الأمة الإسلامية ليل نهار، بقيم الزهد في الدنيا وبضرورة الافتقار إلى الله عز وجل، وهو في ذلك لا يختلف بتاتا عن أمير عربي آخر، يفوقه ثراء، وهو الشيخ الوليد بن طلال، صاحب قناة “الرسالة”، ومالك فضائيات روتانا للشطيح والرديح، والتي كان لها “فضل” إطلاق صواريخ هيفاء وهبي ومروى ودانا، صاحبة القصيدة الرائعة المسماة (أنا دانا، أنا دندن)؟!

ما نريد قوله، إن الأثرياء العرب، قابعون في أبراجهم ومتحصنون بقنواتهم الدينية من أجل ممارسة التنظير على بقية العرب “الشحاتين”، فينصحونا بالزهد والتقوى والورع وخشية الله في الضعفاء واليتامى وإتيان الزكاة في موعدها، وغيرها من القيم الدينية والواجبات التي يمارسها الضعفاء والفقراء في الأمة قبل أثريائها، وهم أصلا ليسوا في حاجة لمن يذكرهم بها، فكم من فقير تصدّق على فقير مثله، وكم من زاهد ترك قليله لمن لا يملك أقلّه، وكم من شحاتٍ تبرع بصدقات يومه لشحات آخر؟!

الأثرياء العرب الآن يتسابقون نحو شراء الأندية الأوروبية، وآخرهم رجل أعمال سوري، يدعى يحيى الكردي، يفكر في شراء نادي ليفربول الأنجليزي العريق، على غرار ما فعله رجال أعمال عرب آخرون، فهل يجهل هؤلاء أنّ أمتهم تحولت إلى أمة من المتسولين والجائعين والمغبونين والمساكين؟! ماذا قدم هؤلاء للمحاصرين في غزة والمهجّرين من العراق والصومال وفلسطين؟! أيّ دور تقوم به المؤسسة الدينية والعلماء لكبح جماح هذا الاستهتار المالي المتزايد، ومعظم ممارسيه من دول الخليج والسعودية تحديدا؟!

قبل فترة، حين قرر رئيس نادي ريال مدريد “فلورنتينو بيريز” صرف 245 مليون أورو لجلب كبار اللاعبين، تحركت ضده الكنيسة الكاثوليكية، ووصفته بالعاصي الذي يهدر أمواله في التفاهات بدلا من صرفها على الفقراء والمساكين، فإذا كان هذا ما قامت به الكنيسة وهي كنيسة، فأي دور للمؤسسة الدينية في العالم الإسلامي لوقف الاستهتار المالي وصرف مبالغ طائلة على كبار الأندية التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا بطولات وراءها ولا أبطال؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ام علي

    اتعجب حين اتصفح جريدتكم احيانا ابهر بالمقالات التي فيها واحيانا اضرب اسداسا .......................................
    ........................ عموما الوليد بن طلال امير وليس ششيخا ولم يطلق هيفا وهبي المهم يجب التاكد من المعلومات ورجل الاعمال صالح كامل يجب التاكد من المعلومات المنشورةلانها معضمها خاطئ والششيوخ الذين يتهافتون الى شراء اندية رياضية هم شيوخ امراتيين.
    ...............................................
    فتوجد مواضيع عديدة يجب ان تناقش بالجزائر فوراء كل انسان يمشي بالشارع عبرة وقصة تحكيها تقسيمات وجهه
    مادخانا باهدار هذه الاموال واموال الجزائر تهدر . على الاققل اموال بترولهم يستغلونها في اشياء معروفة ونحن اين مواردنا اين مرجان القالة وفرولة سكيكدة ومشمش نقاوس ومركب الحجار وووووو وبترول الصحراء لم نشتري ابرة لشعبنا نحن نبحث عن من يعزينا في واقعنا ونحن نضحك في بيت العزاء
    اعرف انكم ستمنعون النشر ..... المهم انها وصلت