شخصية وطنية!

أسئلة الرياضيات أبكت المترشحين في البكالوريا، مثلما أبكت هزيمة مراكش، المتابعين لأخبار وخرجات الفريق الوطني، فكانت مصيبة الجزائريين خلال وقت قصير، في الرياضة والرياضيات!

• بن بوزيد يطبّق سياسة الكل أمني في حراسة البكالوريا، وهو يعلم جيدا أن هذه السياسة فاشلة تماما، حتى عندما طبقها النظام مع الإسلاميين، ويطبقها الآن روراوة مع الرياضيين، بتبنيه لسياسة الكل أجنبي لجلب اللاعبين والتقنيين!
• أليس غريبا أنه في الوقت الذي تبذل فيه هيئة عبد القادر بن صالح جهودا كبيرة للبحث عن الشخصيات الوطنية الواجب التحاور معها حول شؤون البلاد والعباد، نجد أن هيئة محمد روراوة، تجتهد في البحث عن الشخصيات الأجنبية التي تُدرّب الفريق الوطني!
• عدد كبير من المواطنين أرسلوا ملفاتهم لعبد القادر بن صالح من أجل محاورتهم، باعتبار أنهم يشكلون أيضا شخصيات وطنية، من الواجب أن تظهر على شاشة التلفزيون، وتجلس إلى جانب هيئة الرجل الثاني في الدولة!
• ومواطنون آخرون، قد يكونوا من المجموعة الأولى ذاتها، راسلوا رئيس الفاف عبر البريد العادي والالكتروني، وطرحوا أنفسهم بدلاء لعبد الحق بن شيخة، من أجل تدريب الخضر، وقالوا طبعا بأنهم “شخصيات وطنية طيبة” لن تكلف ميزانية الفاف، فلسا واحدا، على عكس ملايير المدرب الأجنبي؟!
• إشكالية الشخصية الوطنية، ومن تكون في البلاد، إشكالية صعبة، قد لا نجد لها جوابا أو مخرجا، حتى بعد انتهاء مشاورات بن صالح ومفاوضات روراوة، ذلك أن الجزائريين، البسطاء الذين ينظرون إلى كثير من المسؤولين في الدولة على أنهم شخصيات وطنية، واجبة الاحترام، يحسون في داخلهم، أن كثيرا من هؤلاء، عبارة عن مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق، والمرتزقة باسم “الشخصية” وباسم “الوطن”؟!
• رئيس الفاف قال أنه منح الشخصيات الوطنية، الممثلة في المدربين المحليين، فرصا كثيرة وأنه آن الأوان للاستعانة بالأجانب، وهم أنفسهم الذين يحملون على عاتقهم الآن، قطاعات هامة في البلاد، من أشغال الطرقات إلى السكنات، مرورا بمشاريع إستراتيجية أخرى.
• لويزة حنون انتقدت التحاور مع جثث سياسية هامدة، وبعض المتابعين للرياضة، انتقدوا التفاوض مع جثث متفسخة لمدربين أجانب غير معروفين، فتاه الحوار السياسي بين الأرجل، مثلما توقف التفاوض الرياضي بسبب غياب العقول، ولم نعد قادرين على إيجاد شخصيات وطنية جديرة بالاحترام، وتلك هي المعضلة الأساسية في السياسة، والرياضة؟!