-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شكرا على “حضارتكم”!

شكرا على “حضارتكم”!
ح. م

عندما قلنا، بأن السباق نحو قصر الإليزيه في فرنسا، سيكون عبر “خندق” ثلاثي الأبعاد، وهو الإسلام والعرب والجزائر، لم نكن نتصور بأنه سيبلغ هذه الدرجة من الانحطاط، الذي جعل أحد الحالمين بقيادة فرنسا السيد فرانسوا فيون، وهو برتبة رئيس وزراء سابق، يقول كلاما فريدا من نوعه، معتبرا استعمار بلاده لشمال إفريقيا وللجزائر على وجه الخصوص، مجرد تقاسم حضارة فرنسية عريقة مع هذه البلدان، التي لا تمتلك حضارة، أو ربما كان منًّا عليها، وإخراجها من الظلمات التي عاشتها إلى النور الفرنسي.

وإذا كانت الرسالة من الرجل واضحة ولا تحتاج إلى أي تفسير، ولا نظن بأن الفرنسيين أنفسهم سيصدقونها، فإنه طالبهم بالافتخار بالأمجاد الفرنسية، التي جعلت الفرنسي يُؤثر على نفسه، ويتحمل عبء نقل رسالة الحضارة إلى بلدان أخرى، واعدا بكتابة تاريخ جديد، لا يختلف عما تصنعه الدولة الصهيونية في فلسطين، عندما حوّلت الاستعمار إلى وجود، وغيّرت بالكامل الشكل التاريخي والجغرافي لفلسطين في أكبر حملة تهويدية، وقد تطلّ علينا فرنسا بعد سنوات، لتطالب بحقها، نظير نقلها للحضارة إلى الجزائر، وحتى ثمن تعليمها اللغة الفرنسية للجزائريين.

ولم نسمع لحد الآن عن أي ردّ فعل اتجاه هذا المترشح اليميني، الذي حاول تحوير الردّ الفرنسي على اتهامات جرائم الاستعمار، إلى هدايا ثقافية وحضارية كانت تُتعب فرنسا وتضحي في سبيل نقلها إلى بلدان، حان الوقت لتقدم لفرنسا شكرا موثقا، وتعتذر لها عما فعله “السفهاء” منها، من الذين ثاروا في وجهها أو أرادوا تجريمها.

هل هي حملة انتخابية على الطريقة الفرنسية، أم إيمان فعلي بأن لفرنسا فضلا علينا حتى في الإبادات الجماعية والمجازر البشرية وهتك الأرض والعرض؟

وهل صمت الجزائريين وغيرهم من الشعوب المغاربية والإفريقية التي هي أيضا معنية بهذا “الهراء” المنطلق من مسؤول سابق كبير ومترشح للرئاسيات، صمت العقلاء أم هو “اقتناع” داخلي بصحته؟

أسئلة تأكد مع مرور التجارب، بأن عدم الردّ عليها قولا وفعلا، سيجعل الفرنسيين يتمادون، وقد ينتقلون من التلميح، إلى نقش ما يقولون على أرض الواقع، كما حدث في الكثير من القضايا التي علمنا متأخرين بأن ما كان يقال هو مجرّد “بالون” اختبار، من دولة لا تتوقف دقيقة واحدة عن ذرف دموع حسرة، على مستعمرات فقدتها، ومنها على وجه الخصوص الجزائر.

لكن ما يجب احترامه في الخطاب السياسي الفرنسي، ضمن الحملة الانتخابية الملتهبة حاليا، هو الاجتماع حول كلمة واحدة، لأجل خدمة فرنسا على حساب بقية الشعوب، ومنها التي تشكل جزءا من المجتمع الذي يعيش في فرنسا، ولأن الجرأة لا تكون إلا إذا ظهرت مؤشرات “جُبن” لدى الطرف الآخر، فإن “مارين لوبان” أو “نيكولا ساركوزي” أو”فرانسوا فيون” ما كان بمقدورهم أن يقولوا، لو لم يلمسوا بعضا من الجبن وكثيرا من الصمت في الطرف الآخر، معجون بالتطبيب في مستشفياته، والتودّد إليهم وتفضيلهم على الآخرين بما فيهم الأقربون وطلب جنسيتهم والتحدث بلغتهم؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • mouloud

    شكرا عبد الناصر..................وعلينا الاستعداد واعداد اولادنا واحفادنا لما تحيكها فرنسا واذنابها لمستقبل شمال افريقيا عموما وللجزائر خصوصا.

  • Amine

    ماذا تقصد بالاعراب . اتقصد المجتمع الجزائري ؟ على كل حال تقصد ما تقصد ، ما نعانيه اليوم هو الجهل الذي غرسه الاستعمار هو كان يتعمد تجهيل الطبقة الكبرى من الشعب الجزائري بل انه كان يشجع بعض رجال الدين لنشر الدين لكن به خرفات و شعودة و ............ الا تعرف بانه حارب العلامة الشيخ بن باديس رحمه الله لقد ضحوا الشهداء من اجل الدين و الوطن . اما ما نفعله نحن و كل واحد منا حسب موقعه لا يتحملون المسؤولية في ذلك . حين كان اجدادنا رفعوا كلمة الحق و نشر دين الرحمة بنوا حضار ة رضع منه الغرب .

  • Amine

    انت تتكلم عن الاستعمار و تعطيه نوع الجمال بل بالاستعمار هو فرض قوته بالقوة من اجل اذلال الاخر و فرض دينه و لغته بل انه ينشر التخلف و الشعودة و ..........الخ اما الاعراب الذين تتكلم عنهم هم ضحايا التخلف الذي فرضه الاستعمار ليس في الجزائر بل في كامل الارض حين كنا نعتز باسلامنا و لا نخاف الا الله نشر اجدادنا حضارة رضعت منها فرنسا و الغرب لكن حين وضعنا حضارتهم المادية مسطرة و معايير للتقدم هذا هو حالنا

  • بدون اسم

    وهل جلب الرومان لنا حضاره
    جزى الله عنا المسلمين الفاتحين كل خير حملوا لنا دينا و رحمه و حضاره و كنا و ما زلنا لها جاحدين فالحركي و ابنائهم ما زالوا بيينا للاسف

  • بدون اسم

    تاغنانت عقيدتكم...الاستعمار سيكون وسيبقى افضل من عمار...يكفي قول احد سكان القرى في جزائر1978لما سأله أحد الصحافيين عن الفرق بين (أمس الأستعمار وحاضرالأستقلال)حيث قال أن الفرق في عدم رؤيتهم للطائرات الصفراء.التي كانت تقصفهم بالقنابل......يعني لافرق بين الزمن الأستعماري.وزمن لصوص المال العام..ويبقى العدل والقانون في زمن المستعمر افضل 1000مرة من زمن(الأفلان والأرندي ومجالس الشكارة والبقارة )