شكرا لك أيها الجنرال المزيف!
لا نملك سوى أن نهنئ المنتخب المغربي الشقيق على فوزه العريض والنظيف بالأداء والنتيجة، ولا نملك أيضا سوى أن نشكر الجماهير المغربية على حفاوة الاستقبال وعلى ما تم توفيره من إمكانيات وظروف للمنتخب الجزائري لا أعتقد أنها توفرت له طيلة السنوات الأخيرة في أي بلد آخر..
-
نقول هذا الكلام حتى نقطع لسان كل من يريد البحث عن مبرّرات واهية للهزيمة المذلة التي خذلنا بها بن شيخة وشلة المراهقين الذين سمح لهم أنصاف المسؤولين عندنا بأن يتوشحوا العلم الوطني ويمثلوا بلد الرجال والشهداء في المحافل الدولية، وهم أعجز إلا على تصوير إعلانات صالونات الحلاقة وموديلات الأزياء والسيارات.. نقول هذا الكلام لأننا تعودنا أن يستغفلنا المسؤولون عندما يعلقون المشجب على الحرارة والرطوبة والأرضية والإقامة وكوفي كوجيا..
-
فيصدق الجزائريون أنهم يملكون منتخبا وطنيا مثل المغرب ومصر وتونس..
-
مهزلة مراكش، تجعلنا وعلى غير العادة نشكر المدرب الجنرال المزيّف عبد الحق بن شيخة، نشكره لأنه أيقضنا من سبات عميق ومن حلم طويل كاد يتحول إلى كابوس مفزع، لندرك بعد سنوات من العبث أن محاربي الصحراء ليسوا سوى فئران نفخوها لنا بالمنشطات فأصبحنا نراها فيلة تدوس كل من يقف في طريقها..
-
شكرا بن شيخة، لأنك أعدتنا إلى رشدنا لنعرف المستوى الحقيقي لهذا المنتخب، ونكتشف أنه كان مجرّد بالون منفوخ سحرنا لسنوات بل خدّرنا وشغلنا عن شؤون أهم في حياتنا اليومية..
-
شكرا لأنك ختمت على نواصينا بالفضيحة وأخذت نظير ذلك 2 مليار سنتيم، ففي الجزائر وحدها يسرق السارق عرقنا ويمتص دمنا ولحمنا ويعبث بمشاعرنا عبثا من أجل تأمين سنوات التقاعد ثم يستقيل أو يُقال، ليحاول المسؤولون إقناعنا بأن نطوي الصفحة ونبدأ من الصفر وكذلك فعلنا مجبرين معك ومع من سبقوك أيها الجنرال المزيف!
-
.. شكرا لك لأنك فضحت لنا فزاعة “المحترفين”، هؤلاء المحترفون الذين يأتون للعب من فرنسا ويعودون إليها، لا نملك فيهم سوى أسمائهم العربية، وبعضهم لا يستطيع حتى أن يحصي لنا 5 ولايات جزائرية بالاسم، أردنا استرجاعهم لكننا فشلنا مثلما فشلوا هم في أن يثبتوا لنا جزائريتهم..
-
شكرا بن شيخة، لأنك وضعت نهاية لهذا الفيلم الكوميدي الذي شغلنا عن أمور أهم وصرفنا عليه ما لم نصرفه لاحتواء الطفولة المسعفة أو التسرّب المدرسي أو البحث العلمي في بلد يترسخ بين الفقر والتخلف..
-
من الغباء البكاء على الأطلال ـ صحيح ـ لكن من الحكمة الاستفادة من الدروس. الدروس التي تستوجب علينا التفكير في مستقبل الأجيال الصاعدة القادمة من القرى والمداشر والمدن، وإعطائهم الأولوية في صناعة المستقبل، وما يفعله الفريق الأولمبي لخير دليل على أن الاستثمار في الطاقات والمواهب الصاعدة هو الحل الوحيد لتأمين المستقبل على كل الأصعدة دون إهمال ما يتفجّر من إبداعات لدى جالياتنا في الخارج؛ لأن الذي يعيش بين ظهرانينا وحده من يستطيع أن يحس ويشعر بصدمة مراكش وليس من نستعير أرجلهم أما قلوبهم فمشدودة إلى حيث ولدوا وحيث عاشوا وحيث يلعبون!