جواهر
"الشروق" تخترق الملاهي الليلية وتكشف المستور:

شهادة “الطلاق” أو”العزوبة” لتوظيف “مومسات” مقابل 200 دينار!

جواهر الشروق
  • 27655
  • 67
الشروق

“لا أوظفهن إن لم يثبتوا شهادة الطلاق أو العزوبية”.. هكذا أجابنا صاحب ملهى ليلي بولاية ڤالمة، عندما استفسرنا منه عن كيفية توظيف واستقطاب ما يطلق عليهن اسم “بائعات الهوى”، وتقول إحدى المومسات “نكسب المال عن طريق الرشقات، والزبائن هنا لا يتعدون الـ200دج وبشق الأنفس”.

موضوع خبايا والحقائق المثيرة للملاهي الليلية والمهووسين بها وبائعات الهوى، ليس بالجديد، ولكن ما أثار اهتمامنا هذه المرة، أصناف الجنس اللطيف العاملات بهذه الأماكن أو التي يجتهد أصحاب الملاهي في استقطابهن، النساء المطلقات والعوانس، فعندما يقول صاحب ملهى ليلي بولاية ڤالمة، إنه يشترط شهادة الطلاق أو العزوبية، كشرط أساسي لقبول إحداهن للعمل في الملهى، وتؤكد أحد الموميسات لـ”الشروق” أن أغلبهن بداخل هذا الملهى مطلقات، فهنا يطرح الموضوع عديد التساؤلات. 

لماذا فئة النساء المطلقات والعوانس بالذات؟ وما السبب الذي يدفعهن للتوجه لعالم “الملاهي الليلية”؟ وهل أصبحت المطلقة عبئا على المجتمع حتى تتوجه إلى مثل هذه الأماكن أين تأخذ من جسدها تجارة “هوى” ويجتهدن لإغراء الزبائن من أجل رشقة بـ 200دج؟ بالطبع ليس كل المطلقات أو العوانس أو العازبات اللواتي يأسن من الظفر بشريك الحياة، كما قالت إحداهن لـ   الشروق” يخترن مثل هذا الطريق، إلا أن هاتين الفئتين الأكثر تواجدا داخل الملاهي الليلية التي اقتحمتها “الشروق” رفقة وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بولاية ڤالمة، ليعشن عالما آخر بحياة عكسية، يحيين في الليل ويموتن في النهار. 

كانت الساعة تشير إلى حوالي العاشرة وبضع دقائق ليلا، عندما وصلنا لمدخل ملهى “المنار”، بولاية ڤالمة يبعد بضع كيلومترات عن حمام الدباغ أو “المسخوطين”، وهو أحد الملاهي الليلية المرخص والمعروف عنه باستقطابه لـ”البڤارة” أو أصحاب القشابية، مدخله عج بكاملي الأجسام الذين يتم توظيفهم بمثل هذه الأماكن ليتولوا مهمة ضمان أمن المكان وسلامة مرتاديه والعاملين به، خاصة من سلوكات بعض الذين يفقدون السيطرة على أنفسهم بعد الإفراط من الشرب، وبمجرد وصولنا إلى الملهى تبين لنا أنه يحتوي على قاعتين، الأولى مخصصة لعاشقي”القصبة والشيخات” وهذا النوع مفضل لدى “البڤارة” وهم الأكثر إقبالا بالملهى المذكور، أما القاعة الثانية فمخصصة لـ”الراي” ويرتادها في العموم فئة الشباب بحسب ما استقته “الشروق” من المكان.

ضجيج، تبراح وموسيقى صاخبة”… كنا نسمعها من موقف السيارات، ولكن بمجرد أن وطأت أقدامنا بداخل قاعة “القصبة والشيخات” توقف كل شيء، أين شعرنا للوهلة الأولى بعيون كل من كانوا بداخله تتخطفنا بنظرات مكسورة، علّهم يجدون إجابة شافية عن ماذا جئنا نفعله هنا، في الوقت الذي هبت فيه بعض “الموميسات” للانزواء في أركان الملهى حتى لا تكون محل انتباه واهتمام ولا يتعرف عليها أحد، خاصة بعدما عرفوا أن الذين حظروا رفقة الدرك الوطني هم الصحافة”، وأن مداهمة المكان في هذه الليلة ليست عادية كما في المرات السابقة، التي تقوم بها وحدات الدرك الوطني في مثل هذه الأماكن لمراقبة احترام أصحاب الملاهي الليلية للشروط المنصوص عليها، وكذا ما تعلق بترويج المخدرات والمهلوسات أو توظيف بنات قاصرات.

أما بعضهن فلم يبالين أبدا، لا بوجود أفراد الدرك الوطني أو الصحافة، وبقين منهمكات مع زبائنهن من “طابلة” إلى أخرى علهن يصطدن أحد البڤارة” ليدر عليهن ما لم يحلمن بربحه طيلة ليلة كاملة، لنسمع إحداهن تخاطب أخرى هبت للهروب من الأنظار “لا أبالي بأحد فأنا أعمل بوثائقي”.

تراوحت أعمارهن ما بين الـ20 و 40 سنة، أول ما بدر إلى ذهننا الاستفسار من صاحب الملهى عن كيفية توظيفهن، أين أكد المعني أنه لا يقبل فتاة من دون أن تثبت شهادة “الطلاق” أو”العزوبية”، وبعد استكمالها لملف توظيفها يتم التصريح بها مباشرة على مستوى مصالح الدرك الوطني، وعن طريقة كسبهن للمال، يقول صاحب الملهى أنه لا يتكفل بأجرهن، لأنهن يكسبن المال عن طريق جمع الرشقات من الزبائن.. وكل واحدة و”شطارتها”، ليواصل قوله “نحن نضمن لهن الوصول إلى بيوتهن بعد انتهاء العمل في ساعة متأخرة من صباح اليوم الموالي عن طريق كراء سيارة على حساب الملهى”.

ما لفت انتباهنا ونحن نحاول الوصول إلى بعض حقائق هذا العالم، ما قالته لنا إحدى الموميسات” أن “أغلبية العاملات بهذا الملهى مطلقات وأنا واحدة منهن”، وعند استفسارنا منها لماذا المطلقات بالذات؟ ردت قائلة إن ظروفهن بعد الطلاق تختلف، بعضهن عصفت بها ورمت بها داخل “الكبريهات” ووجدت نفسها لا تستطيع الابتعاد عنه مكرهة لتعيش حياة أخرى، خاصة – تضيف – اللاتي يجدن أنفسهن مرغمات للاعتماد على أنفسهن بعد أن يتخلى عنهن الجميع حتى عائلاتهن، مضيفة”من توفى والداها فمن غير الممكن أن يتولى أمرها إخوتها خاصة إذا كانوا متزوجين”

وفي محاولتنا معرفة لماذا يفضل أصحاب الكبريهات” المطلقات بالذات، أكدت أن هذه الفئة لا تسبب لهم مشاكل بعد توظيفها، فحالتها واضحة مطلقة، على عكس البنات اللاتي يكن قد هربن من بيوتهن، ما يسبب في بعض الحالات مشكلا لدى صاحب الملهى عندما يبحث عنهن أفراد عائلتهن ويتم الوصول إليهن، ملمحة إلى اعتبارات أخرى لها علاقة بزواجها، فمعروف عن المطلقة أنها فاقدة لعذريتها ما يسمح لها بكسب زبائن خارج وداخل الملهى.

وعن قيمة ما يكسبهن خلال ليلة واحدة، تضيف بأن طبيعة المنطقة والأشخاص المترددين على هذا الملهى “لا تسمح لنا بكسب المال الذي كنا نكسبه بملاهي عنابة”، وتؤكد “هنا لا تتعدى الرشقة الـ200دج وإن زادت تصل إلى 300 دج وبشق الأنفس … في بعض الأحيان لا نتعدى 1500دج في الليلة، خاصة بنسبة لواحدة متقدمة نوعا ما في السن فأغلبية “البڤارة” مهووسون بصغيرات السن.

وتختلف طريقة الموميسات في كيفية كسب المال، فمن خلال ما شهدناه داخل الملهى، فهن يتحصلن على الرشقة أثناء تقديمهن للمشروبات الكحولية، أين يجتهدن للتودد إلى الزبائن وإغرائهن بأجسادهن “العاريات” وإظهار ما يمكن إظهاره منها ليسيلوا لعاب “البڤارة” علهن يستطعن خطف 200 دج أو 300 دج من جيوبهن.

لم نتوقف عند هذا الحد، ارتأينا الاتصال بأحد المهووسين بالملاهي الليلية، أين روى لنا حكايات لا يتقبلها العقل، حين أكد أنه تعرف على أشخاص داخل الملاهي قاربوا الستينات من العمر تركوا بيوتهم وأهملوا أولادهم من أجل فتيات موميسات في مقتبل العمر أسرتهم داخل هذه الأماكن إلى حد أن وصلوا إلى طلب الزواج بهن، وحدث هذا مع كثيرين أعرفهم يؤكد المتحدث، ووصل حال بعضهم من رجال الأعمال أن أصبح “يمد يده من أجل الحصول على ثمن دخول الملهى”.

مقالات ذات صلة