رياضة

شهادة وفاة اللاعب المحلي

ياسين معلومي
  • 3483
  • 0

أصبحت دون سابق إنذار أدافع عن اللاعب المحلي وضرورة الاعتماد عليه في التشكيلة الوطنية، وإعطاء الفرصة لمختلف المتألقين مع أنديتهم في التشكيلة الوطنية، مثلما كان يحدث في السنوات الماضية عندما كان منتخبنا الوطني مشكلا تقريبا من محليينا الذين أهلونا لأول مونديال لعبته الجزائر في إسبانيا بداية الثمانينات. وحتى المتألقون يومها كانوا خريجي أندية معسكر والقبة ونصر حسين داي وشبيبة القبائل وغيرها من الأندية، التي كانت تنتج لاعبين كبارا كانوا يصدرون إلى أحسن الأندية العالمية، وأنا أيضا مع جلب أحسن اللاعبين الجزائريين من أوروبا، والذين يلعبون في أحسن الأندية، وإذا كان المستوى متقاربا بين “المحلي والمحترف” فلابد من إعطاء الفرصة للاعب المحلي حتى يعطي دفعة للاعب الذي ينشط في بطولتنا للعمل أكثر لعله يحلم بتقمص الألوان الوطنية.

لا يحق لي، كوني إعلاميا، انتقاد المدرب غوركوف المتعارف عليه أنه مختص في التكوين، وله باع كبير في مهنة يبدو أنه تخلى عن بعض مبادئها وأسسها، وهو أن اللاعب الذي لا يلعب اللقاءات الرسمية لا يحق له الالتحاق بالمنتخب، وهو ما أكده في أول ندوة صحفية له بالجزائر، لكنهيدوسعلى قوانين اللعبة الآن ويشرك لاعبين لم يشاركوا مع أنديتهم حتى مباراة واحدة، ويغير المناصب لبعض المحترفين حتى لا يدرج أي لاعب محلي في تشكيلته، وكأنه أمضى شهادة وفاة اللاعب الذي ينشط في بطولتنا، حتى وإن كان مستواه يعادل أو أحسن من الذي يلعب في أوروبا.

عندما تابعنا المباراة التي لعبهاالخضرأمام منتخب السيشل الضعيف، والذي لم يصل إلى مرمى حارسنا ولو مرة واحدة، نتساءل لماذا لم يستغل مدربنا الوطني هذه الفرصة لتجريب بعض المحليين، على غرار بن عيادة والحارس الثاني عسلة وحتى حشود وبلقروي وقراوي، الذي أجبر البعض منهم على مشاهدة المباراة من المدرجات، وفضل إشراك لاعبين يعرف مستواهم، على غرار غولام ومحرز وتايدر.. ألم يكن من الأحسن تركهم يرتاحون من تعب موسم كامل، مثلما فعل مع براهيمي وفغولي ليجدهم في لياقة أحسن في لقاءات شهر سبتمبر..؟

أظن أن غوركوف اقتنع بأن اللاعب المحلي مكانه في دكة الاحتياط أو أن هناك من أقنعه من محيطه أو حتى طاقمه الفني، بالاعتماد على محترفينا لأنهم مقتنعون بأن بطولتنا أصبحت عقيمة لا تقدم لاعبين كبارا، لكن ما يتناساه هؤلاء هو أن سليماني وبلكالام وسوداني وحراس المرمى وجابو، هم من صنع هذه البطولة التي على الأقل بإمكانها أن تمنح ولو القليل لمنتخبنا الوطني.

تأثرت لما قاله لي أحد العارفين بخبايا الكرة الجزاٍئرية بأن محليينا أصبحوامساكين كرة، ولولا خوفهم من العقوبة لرفضوا دعوة الناخب الوطني لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم لن يلعبوا ولو دقيقة واحدة، فالذي لم توضع فيه الثقة أمام السيشل يستحيل أن يواجه غانا ومصر وكوت ديفوار، وسيكتفي بالجلوس على دكة الاحتياط وإكمال التعداد فقط في اللقاءات التطبيقية.

هذه رسالتي إلى المسؤولين على الكرة الجزائرية، ما جدوى لعب بطولة وطنية لا تنجب لاعبين وهل من المعقول أن أربعين مليون جزائري لا يقدمون حتى لاعبا واحدا يلعب بانتظام معالخضر؟.. وأسئلة أخرى نعجز عن الإجابة عنها.

مقالات ذات صلة